وأنا أدلف مغارة الزمن 
توطنت رهبة الشعور 
خوالجي المضطربة
في تلك المغارة لم أجد سوى رسالة قديمة جدا 
داكنة الخطوط مزدانة برسم كنا نتسلقه بشغف الشباب وبغبطة منتعشة في زمنها الذي ترعرع على دوالي عشق ' كاد أن يكون زبرجد أشواق
في تلك الرسالة الواثقة بوداعها الخريفي 
أجد جميع الأعشاب الضارة والنافعة 
كنت أحلق بتعابير ضاد يافعة الدفئ 
كنت أتسلق المرتفع بأعجوبة بريئة 
على منوال طفل يخترق النسيم
بين المغارة التي حسبتها أقدار نادرة أنها حديقة تغدق على الليل بتباتيل صوفية وفي نفس الوقت توفي للروح ميقات الطهر 
ومن خلال خميلتها ' تسحر لذة الشعر 
فيستطيع أي مرتاد أن يحلم بأمان 
عندما تصير المغارة حديقة 
وعندما تغرق رسالة برسمها الوضاح عشب الليالي بعطر التوق المتوثب في ذكريات عجيبة
هناك ' هناك على شفق العشق 
انداح العمر 
وتوردت خدود المساءات المحمومة بصهيل 
هناك ' هناك - تكون الرسالة بريق أطياف 
تكون الرسالة وطآت زمن يتثاقل بامعان 
على مواجع طفل تبزغ عيناه في دهشات متلاحقة
فياله من ناسك يعمر في جفون مغارة فاتنة 
وياله من عاشق 
يغري رسالته القديمة بأنات 
من حرف الى حرف يفرك عيون العشق 
ومن سطر الى سطر يهم ببذور الحياة 
وبين هوامش الرسالة 
يسكن ماء قلب زلال 
تتخلله حبات الوجد 
في ثناياها عطور لم ينكمش فعلها رغم الصواعق في عشواء الزمن
فاذكريني 
أيتها المغارة بنسيان الجسد الذي ذاب 
واذكريني أيتها الرسالة 
بسليل الحرف في معنى ذئاب
كما لا تزيد الحكاية سقطتها في مزاد
محمد محجوبي 
الجزائر