( الشاطئ المهجور )
حوريٌَةُُ وجَدتها قُربَ شاطِئٍ تَجول
هالَني جَمالها ... أصابَني بالذُهول
شَعرَها شَلٌَالُ نورٍ ...خُيوطُ شَمسٍ ... سَنابِلُُ كالهُطول .
قَدٌَها ... وجيدَها ... وخَصرَها المَفتول
نادَت عَلَيٌَ ... عُذراً ... أتَعرفُ شاطِئاُ مَهجور ؟
إستَفَذَني السُؤال ... فَأردَفَت تَقول :غيرَ مَأهول
أجَبتها : أعرِفُ واحِداً في الجِوار ...
قالَت : ... وهَل تَدُلٌَني عَلَيهِ في الحال
وإبتَدا بَينَنا الحِوار ...
قُلتُ في نَفسي : لَعَلٌَها تَرغَبُ في السِباحَة
يا لَها من فُرصَةٍ مُتاحةَ ...
سارَت إلى جانِبي ... بِطَلٌَةٍ لَمٌَاحَة
والدُروبُ تَسيرُ عَبرَهُ الغاب ... بِمَشهَدٍ خَلٌَاب
قَد بَلَغنا الشاطِئَ المَهجور ... وأنا مفعَمُُ بالسُرور
أخرَجَت من حَقيبَتها لُفافَة
ودَخٌَنَت بكُلٌِ لَطافَة
سألتها : ... متى إذاً تَسبَحين
لَعَلٌَها أدرَكَت رَغبَتي ... وإستَوعَبَت حيلَتي
قالَت : أنا خَبيرَةُُ بِعِلمِ النُفوس ...
أجري بَعضَ البُحوث
أجَبتها : دونَ أن أخفي الغَضَب
مَتى إذاً تَسبَحين ...
قالَت : بِصَوتِها الرَصين ... مَن يُريدُ السِباحَة ؟
تَبَسٌَمَت ... عُيونها لَمٌَاحَة ...أتَرغَبُ بالحِوار ؟
رَمَقتَها ... سَرَدتُ ماعِندها مِنَ الأسرار
بُهِتَت ... كادَت تُصابُ بالجُنون
أجَبتها : لا تَجزَعي ... فأنا أقرأُ الأفكار
قَد إنتَهَيتُ من البُحوثِ والدِراسة
قالَت : لَقَد أدهَشتَني ... كَيفَ عَرِفتَني
أجَبتَها : قَد أنهَيتها البُحوث ... وصِرتُ عالِماً بالنُفوس
ومنذُ أن سَألتِني ... عَن شاطِئٍ مَهجور
عَلِمتُ ما بِذِهنِكِ يَدور
فَتَجاهَلتُ أمرَكِ ... لا أريدُ أن أُسَبٌِبَ الحَرَج
قَد جاءَكِ اليَومَ الفَرَج
بِئساً لَها تِلكَ السِباحة لَن تَحصَلي فيها على القِلادَة
بَينَما في البَيتِ أُعطيكِ الشَهادَة
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية