جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
فُسَيفِساءُ الجَسَدِ
نثرية بقلم: صالح أحمد (كناعنة)
///
للشَّمسِ أن تَخلَعَ الآن سَكرَتَها على فُسيفساءِ الكَونِ الممتَدَّةِ
نِتَفًا مِن غُرورٍ وجَبَروتٍ ..
وَبَقايا حَنين.
##
كُنتُ مُنتَشِيًا لِتَوّي مِن لَحظَةِ إِعلانِ ميلادي..
والفَجرُ يَتَثاءَبُ زاحِفًا خَلفَ وَعيي
وفي الجوِّ تَعبُقُ رائِحَةُ التُّرابِ
تَمتَدُّ مِن مَهدي إلى صَوتي الَّذي يَغوصُ في الأَعماقِ
مُتَجَشِّمًا أَبَدًا مَشَقَّةَ الحضورِ.
##
لِتُكسَرِ الجسورُ !!
لَيسَ في فُسَيفِساءِ الكَونِ زاوِيَةٌ لِرَعشَةٍ مُتَفائِلَةٍ
والنَّصلُ يُعلِنُ مِن على ظَهرِ الحقيقَةِ انتِصارَ الطَّعنَةِ الْمُتَعامِيَةِ...
يَنسَلُّ الصَّمتُ وَيَترُكُنا في نَشوَةِ ضَياعِنا الفُحولِيّ،
مُنصَهِرينَ في هذا وفي ذاكَ،
مُغتَرِبينَ عَن ذَواتِنا،
ونَحنُ المنفِيينَ في كَهفِها،
تَقلِبُنا الرَّعدَةُ حينَ تَثورُ لِوُجهَتِها ...
ذاتَ اليَمينِ… لا نَدري… أمِ الشِّمال...
"وكَلبُهُم دائِمًا بالوَصيد".
##
للأُفقِ أُمنِيَةٌ يُجلّيها الشَّفَقُ.
ماذا تُفيدُ بَراءَةُ الأشياءِ حينَ يَجفوها النَّغَمُ؟!
صَوتي، ورائِحَةُ التُّرابِ، ولَهفَتي، والانتِظارُ…
وَيَدٌ تُخَربِشُ فَوق آفاقِ الحنينِ حُروفَها الْمُتَنافِرَةِ
وظِلُّنا المنسِيُّ فوقَ خارِطَةِ الكَيانِ…
يُجَلّينا عَلى صَخرَةِ الواقِعِ أُمنِيَةً بِلا وَزنٍ، ولا كَلِمات
##
لا لَونَ للأَسماءِ… لا ولا صَوتا…
وحينَ تَخلَعُ شَهقُتَنا الأَردِيَةَ…
والرّيحُ تُراوِدُ رَعشَتَنا الباقِيَةِ
وَيَلفُظُ الرَّملُ خَلايا بُؤسِنا…
سَتَرحَلُ عَن شَوقِنا القافِلَةُ!
##
لا لونَ للأسماءِ.. ولا حتى صُوَرا
حينَ يُمسِكُ العابِرونَ أَعناقَنا...
يُخَيِّمُ الصّمتُ على صَمتِنا ...
تَلوذُ غِراسُنا في ذِمَّةِ الزَّمَنِ..
##
أوّاهُ يا وَطَنُ
غَمامَةٌ ولَهفَةٌ
بحرٌ… ولا شِراعٌ
والباقِياتُ نَسيجُنا …
لحمٌ … وتُرابٌ...
وغَرسَةٌ في الرِّيحِ يَشتاقٌها الزَّمَنُ..
::::: صالح أحمد (كناعنة) :::::
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية