دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

17- البطة والوزة
الطموح هي احدى اساسيات الحياة الخاصة والطموح ايضا اندفاع لماهو اكثر من الحالة المطلوبة احيانا او ماهو موجود . ولكن عندما يتحول الطموح الى صراع شخصي من اجل هدف ليس له سمات الصفات ذات البعد الخلقي والاخلاقي يصبح الطموح ميدان نزعة شريرة معكوسة على الحياة العامة . أستطاعت البطة بنت الاكابر والسمعة والحضور المتميز ولانها من عائلة غنية وذات طابع برجوازي له حضور في الساحة لكونها تشكل مع عائلتها نفوذ قوي وسلطوي مطروحة بواقفها على ساحة المجتمع كله ومن خلال علاقاتها القوية ونفوذها الواسع وسطوتها على مقدرات المجتمع وبمساعدة الاخرين الانتهازيين والوصوليين أن يقنعوا البطة على برنامج ينقلها بشكل نوعي الى مصاف العظماء والمجانين فاقترحوا عليها الصعود الى القمر وكان الذئب العامل المساعد والقوي والمندفع نحو تحقيق هذا الهدف للبطة ومن خلالها يغذي نزعته الدنيئة ومصالحه الشخصية من خلال تحقيق هذه الرحلة ولقد وافقت البطة عن كل مايطلبه الذئب سوى كان مطلبا ماديا أو معنويا فهي موافقة مائة بالمائة ولاتوجد اي شكوك او نوايا غير صالحة تجاه الذئب مادام سينقلها الى عالم أخر .. عالم الفضاء .. عالم الشهرة .. عالم الديمومة بعد مماتها .. انها خطوة في الطريق نحو العظمة والشعور اكثر فاكثر بالانا الكبيرة ولقد أخذت الصحف المقروءة والاعلانات المسموعة والمرئية من محطات فضائية ولكثرة تنقل الحدث الى كل انحاء العالم عن المراحل التي تمر بها البطة للوصول الى القمر . هذا الانجاز الضخم في عالم الشهرة والاندفاع نحو تحقيق الاهداف المعلنة . وكلما جلست الوزة بنت عم البطة على مشاهدة التلفزيون او قراءة الصحف والمجلات والاذاعة ترى ان بنت عمها البطة ستصبح مشهورة ففاض بها وبدأت تفتش عن من الذي دفع البطة وخطط لها هذا الحدث ومن خلال علاقاتها ومحاولاتها وجدت ان الذئب هو صاحب هذا الانجاز الاكبر في التخطيط لهذه المرحلة من خلال التوجيهات التي ادلى بها معارفها واصدقائها .. واخيرا توجهت الوزة الى الذئب مباشرة وقالت له بالحرف الواحد ودون مقدمات مااعطتك البطة سأعطيك الاضعاف لكي تنقلني الى الشمس ابعد من القمر . استهجن الذئب لهذا التصرف من البطة وبنفس الوقت هذه الصراحة لان نزواته الدنيئة هي المحرك الاساسي لدوافعه وقال مع نفسه لقد انتصرت ثانية .. البطة ثم الوزة ووافق على طلب الوزة الا ان الذئب اخبرها بأن هناك مراجعات وطلبات روتينية تقدم الى السلطات المحلية في بادىء الامر لكي تثبت تلك الرحلة والباقية سأتولاه انا بنفسي وكلما راجعت الوزة الدوائر المهنية والروتين القائل عند الاجراءات تذهب الى البيت وتقسم على ان تترك الرحلة وتخلد الى الراحة والنوم وعند المساء تفتح التلفزيون لتجد البطة تأخذ الخبر الاكبر في الاخبار والصور وتعود ثانية الى موقفها الاول لتصعد الى الشمس وهكذا الى ان صار الانجاز اكثر من ثلاثون بالمائة والذئب سائرا في طريقه نحو تحقيق حلم الوزة الا أن اقترب الانجاز الى 90 % أخبرت الذئب ماهو الثمن الذي يطالب به فيقول لها مهلا لازالت نسبة الانجاز غير كافية وكلما تلح عليه يتمسك بالانجاز ولكن في تلك الحالة البطة صعدت الى القمر وخلدت تاريخيا لهذا الانجاز العظيم واصبحت اسطورة في عالم الفضائيات والوزة لازالت في الانتظار لان حدثها سيكون اكبر واكبر لانه الى الشمس وليس الى القمر واخيرا اصبح الانجاز 99% فقالت الوزة غدا سنطير الى الشمس ماهو الثمن . اجابها الذئب انه بسيط وليس ماديا وانه مثلما دفعته البطة ايضا ليس ماديا ومعنويا .. وقالت له ماهو . قال ((المساومة على شرفك)) وهنا توقفت الوزة لحظة وقالت له استمحيك عذرا ايها الذئب ان هذا القرار من الصعب اتخاذه في مثل هذه الساعة لانه قرار حاسم ولابد من المراجعة والمداولة مع نفسي لانك فاجئتني به . وليس سهلا ان اعطيك راي الان ارجو ان تمنحني فرصة ثلاث ايام لكي افكر واقرر سلبا او ايجابا ذهبت الوزة الى بيتها مذهولة ومقهورة لسماع هذا النوع من الطلب واستعرضت عائلتها وسلوكها ولم تكن هناك شائبة ماالذي ورطني بذلك . من الذي دفعني لكي ادفع شرفي ثمن لتلك الرحلة المميزة ولو تستطع الوصول الى حل او ناتج قررت الذهاب الى الصحراء لكي تنفرد بالتفكير واتخاذ القرار مرت الليلة الثانية دون جدوى والثالثة ايضا قررت الرجوع الى البيت ثم الى الذئب لكي تبلغه الرفض والتنحي عن هذه الرحلة اكراما لشرفها ولشرف عائلتها . وعند الطريق وبالتحديد في منتصفه اليهما ان تتخذ القرار المناسب وهو الموافقة على طلب الذئب واسرعت في المسير نحو الذئب مباشرة وعند مفارق المدينة لوحظت هناك جمهرة كبيرة من ابناء المدينة وبكل طوائفه واعراقه وهم مذهلون ووجوه بدء عليها الاصفرار والذهول وسألت احدهم مابالكم ياقوم وقالوا لها لاتعرفين ماحدث قالت كلا لم اسمع لانني كنت في وسط الصحراء وكنت غائبة عن المدينة قالوا لقد مات الذئب .. هنا وقعت الصاعقة على الوزة وانهارت من سماع هذا الخبر ثم أستعادت نفسها ولملمت شتات افكارها وقالت مع نفسها لقد اتخذت القرار سوى كان في السر او العلن وقالت هو قرار نابع من ارادتي دون اجبار او ضغط من احد والقرار هو القرار لابد من احترامه كما أسفلت فاأخرجت مسدسها واطلقت عيارات نارية على راسها ووقعت صريعة وماتت الوزة في ظروف غامضة عن الجمهور وليس عن نفسها والسؤال المطروح لماذا أنتحرت الوزة ؟
عبدالامير الشمري
مهندس استشاري

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 122 مشاهدة
نشرت فى 10 أكتوبر 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

558,568