جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
##..لا تخشى ..سيدتى..فالقلب
كتومْ ..##
أعلمُ منْ أنتِ يقيناً، بلْ أعلمُ كلَّ الأسرارْ
أعلمُ أنَّكِ فجراً يتلأْلأْ، إنْ ترنوُ الأنظارْ
صبٌّ مُخْتالٌ يتبخترُ منْ خلفِ الأسوارْ
فضَّ ظلامَ اللَّيل،ِ أمسكَ بالكفَّ نهارْ
أعلمُ أنَّكِ قيثاراً يشدو.. أنَّكِ أوتارْ
لا لحْنُكِ يُشْبهُ لحنا. والصمتُ جيتار
أعلمُ أنَّكِ لؤلؤةً .سكنت قاع بحارْ
فى قصرٍ مهجورٍ .والجنُّ على الأسوارْ
أعلمُ أنَّكِ زُنْبقةً، قد ضاعت بينَ الأزهارْ
كمْ فيها الوردُ تحَيَّرَ، كم منها الفلُّ يغارْ
لكنّي أهواكِ يا فجراً يابدراً يا أنهارْ
يا روضًا ..يا أيكاً.. ياعطراً..يا أزهارْ
ياعمراً ..أمضيتُ العمرَ أناجيهِ وأنْتظرُ
هاقدْ جئتِ..سحاباً..غيماً..غيثا،ً أمطارْ
●●●●●
ّأعلمُ أنَّ وصولى لبابكِ ..دربُ خيالْ
أعلمُ أنَّ وقوفى بأعتابكِ ..جدُّ محالْ
لكنْ ماذنبى مولاتى ..والقلبُ بعينيكِ
مفتونٌ، مذهولٌ. إن يرنو، أوْ مسَّ خبالْ
يرنوكِ غيماً يُمْطِرهُ. قدْ أضحى قفارْ
كمْ منْ نجمٍ قد ناجى، يسألهُ وِصالْ
والفجرَ بعينيكِ يصلي من قبلِ أذانْ
مشدوهٌ، مذهولٌ ... عيناكِ ألفُ سُؤالْ
والعقلُ سراباً قد أضحى أو باتَ خيالْ
منْ رعدٍ.. منْ برقٍ.. من عصفٍ أمْ زلزالْ
لكنْ ما ذنبُ فؤادٍ لمْ يبلغْ بعدُ فطامْ
صبٌّ، مفتونٌ لا يخشى موتاً ونزالْ
مولاتى والحبُّ حروفٌ قدْ نقشتْ
فوقَ ضلوعى بعينيك ماعاد جِدال
لنْ تمنعنا بحارٌ لا، لنْ تحجبنا جبال
لكنِّى حتماً آتيكِ، لا أخشى الأهوالْ
أسبحُ فى بحورٍ ..أجتاز فيافي ورمال
حتَّى لوْ أنَّ قتالٌ ..... يا مرحى بقتالْ
●●●●●
أعلمُ أنَّكِ فوقَ الشِّعرِ .وفوقَ النَّظْمِ
حرفُكِ منْ نورٍ.. أقوالكِ بَسْمُ الغيمِ
منْ لى بحروفٍ مولاتى أمَّن بالبحرِ
كىْ أكتبُ ما تُملى عيناكِ يا يمَّ اليمِّ
منْ غيرِ نقاطٍ نقْرؤها .... من غير لغات
منْ غيرِ مدادٍ قدْ كُتِبَت، أو فتحٍ أو ضمِّ
أنِّكِ عمرى مولاتى..أنَّكِ نبضى والقلبُ
أنِّكِ أمسى وغداتى .أنَّكِ إشراقُ اليومِ
مُدِّى إلىَّ يداكِ ما عادَ القلبُ ليحتملُ
يحيا فى ظلامٍ مُرتقباً إطلالة نجمِ
علَّ الأيَّامَ تواسيهِ ... من قبل الموتِ
فالعمرُ حياتى قدْ ولىَّ أكْنافَ الضَّيْمِ
●●●●●
لا تخشي شيئاً، مولاتي، فالقلبُ كتومُ
والروح بعينيكِ تُناجي وتُصَلِّي وتُقيمُ
لن يُفشي أسراراً، لا لن يُعرف عنوانُ
مقسومٌ أن يسكنَ مصرَ وتفتنه الشامُ
أعرف أن الموت بعينيك أمرٌ محتومُ
لكن لن يثنيه الموت، أو يمنعُ مرسومُ
مقسومٌ لي بخريفِ العمر أن أهوى بدراً
والعمر سراباً قد أضحى تحدوه نجومُ
فالحب يا قلبُ نهارٌ، وضياءٌ وغيومُ
من يخشى الموتة في الحب مذمومُ
د.محمد محمد السعيد من المنصورة/ مصر
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية