جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
منزلها يختلف عن كل منازل هَذِه القرية؛ كان قائماً على ركنٍ واحد. أحمد هو ركن بيتها الوحيد، الحرب لا تعرف شيء أسمه هناك وهنا، أنها تكسر ما هو هناك ليسقط ما هو هنا، لذلك حين أستشهد هناك سقط منزل هنا، رصاص الحرب دائماً ما يكون طويل الهدم لا بعيد المدى فحسب،
قبل قليل، هَذِه الأم الحنونة سمعتها تتكلم وكأنها مجنونة،
مع الجدار لكنها في الحقيقة كانت تتكلم عبر الجدار:
يا هذا، أتدري؟
اني كنتُ ابيع ثيابي لأطعمهُ خبزاً ،
لأشتري لهُ قميصاً من باعة ملابس الاموات في حي التبانة القديمة، عندما كان الحصار حصاراً لم يبقِ لنا حصيرة ،
أتدري ؟
إنّي كنت اطرق باب الجيران ،
لأطلبُ منهم شيء من الثلج عندما كان يطلب مني الماء البارد في ظهيرة آب،
انا متخمة الحياء نعم، لكن هو ولدي وحيائي يتلاشى امام حياتهِ؟
هل تعرف ما معنى ، هو ولدي ؟
أتدري ؟
عندما يحل ليل الشتاء، كنتُ اخشى ان يؤلمه لحافه الخشن، كنتُ أضع عباءتي تحت ذلك اللحاف، حتى لا يعاني في نومتِه،
أتدري ؟
عندما نخرج للسوق في الصيف، كنتُ اخلع حجابي لأضعه على رَأْسِه؛ خوفاً عليه من حرارة الشمس،
أتدري ؟
انني اعشق ولدي اكثر من عشق آشور لعشتار العظيمة ،
أكثر من عجائز معبد إيكور لإله الهواء إنليل،
أتدري ؟
عندما كان يريد ان يستحم في فصل الشتاء، كنتُ اذهب الى المزرعة القديمة من الفجر لأجلب الحطب وأجمعه في عباءتي واحملهُ على كتفي، لأسخن له الماء حتى لا يبرد ويرتجف عند إستحمامه،
أتدري ؟
أ.........
أ.........
أتدري بكل هذا ام انك مُختل الشعور،
أنت يا من تخلق وتساهم في إنجاب الحروب،
ثم أنت ايضاً،
أتدري بكل هذا، ام فتنتّك الحروب بشبانها،
لتخنقه قبل ان يتنفس هواء الشباب في بلدتنا العجوز،
أجب يا عزرائيل الحروب ولو لأجل الجدار هذا.
:
:
#حسن_الطائي.
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية