جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( كيف تحزن القلوب ؟ )
جَلَست حَزينَةً بَينَ الرَياحينِ
وَجهها شاحِبُُ وحَزين
والخَميلُ كانَ مِن حَولِها صامِتاً
كَأنٌَهُ يُصغي إلى الأنين
والغابُ خاشِعاً ... يُرَتٌِلُ الدُعاء ...
أهزوجَةً لِرَبٌِها السَماء
وتَسجدُ الزَنابِقُ ... أغصانها تَلين
شاهَدتَها يُظَلٌِلُ وَجهَها الأسى
وتَعكُسُ النَراجِسُ لَونَها في وَجهِها
يا لَلصَفار ... قَد أشعَلَ في قَلبي الحَنين
دَنَوتُ مِنها قائِلاً : يا صَباحَ الياسَمين
نَظَرَت نَحوي وَجَفنها مُسدَلُُ ... وتَمتَمَت
لَعَلٌَها رَدٌَت تَحيٌَتي ... سَألتَها : هَل تَأذَنين ؟
لَم تُجِب ... فَجَلَستُ قُربَها ... بِحِكمَتي أستَعين
قُلتُ : يا لَرَوعَةِ الأجواء ...فَلَم تُجِب ...
أتبَعتُ قائِلاً : بَل يا لَهُ من شَقاء
رَمَقَتني بِنَظرَةٍ لَعلٌَها تَستَفهِمُ ...
قُلتُ غابَت غادَتي ... مكانَها لا يُعلَمُ
تَهَدٌَجَ صَوتَها ... وبَكَت ... قالَت : وفارِسي ...
قُلتُ : ما أصابَهُ ؟
مَسَحَت دَمعَها كَأنٌَما قَد شاقَها التَكَلٌُمُ ...
فُقِدَت آثارهُ ... وأجهَشَت ...
خاطَبتها : حالي لَعَلٌَهُ كَحالكِ ... أو رُبٌَما أقتَمُ
فأشفَقَت ... وعَلى حالَتي أخَذَت تَستَعلِمُ
صارَحتها ... لَيسَ لي غادَةُُ ... وأُقسِمُ
قالَت : ... وهَل تَسخَرُ ؟ يا لَكَ من فارِسٍ ... يَظلِمُ
أجَبتها : وَسيلَةٍ بَريئَةٍ ... من أجلِكِ ... ولستُ أجرِمُ
أطرَقَت ... بِفِكرِها تُسهِمُ
رَمَقَتني فَجأةً ... وهيَ تَكادُ تَبسمُ
قالَت : فارِسُُ طَيٌِبُُ ... كَأنٌَكَ لِلجرحِ بَلسَمُ
قُلتُ في نَفسيَ : ... وَيحاً لِعَقلي ... كَيفَ يَرسِمُ ؟؟؟!!!
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية