جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مجرد انكسار
_______
ذلك العصفور الذي لازمني دفئا خصيبا
يوجعني ترانيم
أقفاص الليالي
وزبعات النهار
ذالك العصفور الذي شاركني مأدبة الشعر
وخصني بنسيم الشرفات المنزلقة من سماء أطياف
باركني شاي قديم
ينسكب من شرنقة الحنين
فتستهيم سواقي الأصيل
على مروج السهد العتيق
ذالك العصفور الذي زفر معي زفرات رماد من زمان التوهج المتبرعم على ضفاف القلب
ومنذ بواكير التعبير الملتحم بجنات الخفقان
منذ كان الحب حلة قشيبة من توجعات مطرية تضاحك الشرارات بغبطة الخجل المقمر
منذ تلاحين ايقاع يراقص رغبة خضراء في لآلئ العيون الجاذبة لحياة تكاد تحلق فوق طلاسم المدى المتعطش
منذ التلافيف التي دونت قصص المطر الصامت على أهداب
كما توارينا فينا
والعصفور الوحيد بقي ضالعا في شعاعنا المشدوه
كما كنا حزمة من أنفاس
نغالب غنوة السمر الفتان
أحايينا هي شعلى غرابات متقدة بالقلب
وزماننا هو نفسه الزمن الاميري الذي أنطق الزهور بشذاها الفريد
والعيون المتلامسة في نسيمها
كانت تغوص بنفس هالات العصفور في متاهاتنا المسترسلة بين جنبات فاكهة مخمورة الجاذبية على ثمالات البوح
كأنما بحر يغامزنا باشارات حميمية مفترسة للزمن
هكذا كما شهد دبيب الانكسار
موت شجر مقمر
وشاطئ مركون لدموع الشعر
حبات الشوق
تحضن البريق المتيم على دهور
والعصفور الذي نظم أوراق الوداع
لم يكن بوسعه أن يحنو كثيرا
تفاصيل أقفاص
في آخر نقطة
رايات بلا لون
يتريث بها زمن الانكسار
محمد محجوبي
الجزائر
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية