دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

ذلك الخريف الذي بعناه 
---- ------ ----------
كان للخريف وجها صبوحا 
يأسر الاصفرار 
على أورق الشجر 
تارة يهيج على غابات التوت 
يفوح من عنفوان السفرجل 
ويبزغ في ثمر التين نكهة فاتنة على شفاه العابرين
كان الخريف كثافات لون في مآزرنا المدرسية وفي باحات الأقسام تتكشف الغبطة بين رائحة الورق وعجائب الأقلام وصنف المعلمين كقديسين يوزعون هالات حميمية في فضاء معرفة باذخة بفضول
تشويقات حروف ' أرقام ورموز ورسوم 
سبورة تكاشف العيون برونق طبشور ماهر في احساس
فتظل الساعات الخريفية واقفة على هواء لطيف 
نفيض في مداركنا الصغيرة 
نستفيض في حب منطلق من خلال الطقوس 
نوزع حلوى مهرجانات قروية 
نستزيد لعب اللهو الجارف بأحلامنا
دخولا مدرسيا أو اجتماعيا ' لم تكن في فراستنا مفاهيم جامدة صماء
حين المزارع كانت مواويل لجني عنب ممتلئ بسكر
حين كد الفلاحين على فيحاء الحقول
ينثر صباحاتنا ومساءاتنا حبات عرق تراقص خجل الخريف الجميل
حين الأعراس
وميادين الفروسية تغني فانتازيا الخيول وهي ترشنا بغبار نجد من رائحته شيئا لذيذا من تراب بني ' كأن الخريف لا يطرب الا برحيق ندى من قلوب عجيبة
فتظل النسوة في شدو الخريف 
مزارات لعشق يفاخر بزخات أولى كأنها أنامل تتفحص هبوب اليقظات الخريفية على دنو يؤنس اليمام ويحرك فرجة أحلام تخترق الآفاق بنشوة الفرحين بعيش دافئ
فكنا قطعة من زهو عميم
نقتنص الومضات على كثافات
نكبر خريفا بعناوين دالية وسرب حمام
كنا تفاصيل موسم خريفي 
يبرق للوجود وجدنا المنتشي
كأطفال خريف متحرر من آثام الفصول الأخرى
فالخريف نفسه 
تنسم بفراقنا وشد الرحال 
بدون اذن من دواب علقت في سؤال 
بدون لبس 
على طيور تباعد مسافات الشوق
وعلى غير عادة عتيمة بنا 
ها نحن قبضة بين فكي مناخ
ونحن بدعة طفولية 
نتراخى على مملكة الخريف 
تمتعنا أشعة بوهج كان فريد
محمد محجوبي 
الجزائر

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

564,664