نتّزن أم نجنّ
هنا الزرّ... 
والآن يبدأ عرض التّفاصيل 
منذ الصّباح الكثيف الى لمعة الشّيب 
في خصلات الغرابِ 
ففي لون هذا الخراب نقيم الى حدّ هذا الغياب 
ولم تلتمع شيبة في الزّمان 
هنا الزرّ، في القلب والرّوح والذّاكره ْ
في دم يضوّيء ـ وهو يوضّيء 
شريان دوراته العابرهْ 
نتّزن اذ نرى... أم ..؟ 
تدور التّفاصيل , يصعد فلم وراء ركام الكلام 
يشقّ سماكة جلد الظّلام 
ويعلو هُويّ ويهوي علوّ 
فقد تتدلّى الحكاية من شفة السّاردين 
بأحزانها نيّرهْ.
نتّزن ...أم...؟ 
يمرّ شريط التّصاوير في قاطرهْ 
لئن يمّح المشهد الواقعيّ 
من اللّوحة المنتقاة 
نر اللّون في أغبرهْ 
...........
هنا الذّعر ...فاهدأ رفيقي المشاهد , واصبْر، وصابر 
وهب أنّ ما ستراه ضديد الفظاعة،
أنّك أقوى 
من المجزره 
وهل حادث جدّ أم طاريء قد حدثْ 
سوى النّغمة الألف بعد الأخيرة 
من أغنيات الجثثْ 
تريّثْ حبيبي ... تريّثْ. 
معا سوف نكتشف الفرق بين الشّهيد 
وبين المشاهد: 
في اللّغة والزّمان 
وفي الشّاشة والمخيّمْ 
معا ندرس الاختلاف الصّميميّ بين الذي قد نجا 
والذي ليس يسلمْ 
معا نعرف الفرق بين الدّوار الرّمادي ّوالدّور 
والدّورة العابرهْ. 
تريّث حبيبي ... تريّثْ...
نجد فارقا بين قتل 
بلا هدف في الحياة 
وموت مؤثّثْ. 
فهل نتّزن أم نجنّ؟؟؟ 
وهل للمشاهد من هدنة في التّعاطف أو فسحة 
في الشّجنْ ؟ 
..............
لنا فسحة للتفّلسف, متّسع للحنين، وشوطٌ عريض من الذّعر 
والفرجة الواجفهْ. 
فأرجيء قصيدك حتّى يمرّ بعيد القذيفة رأس الشّهيد 
على وترين: بكاء 
وزغرودة ٍراجفهْ.
وأرجئ قصيدك كيلا تحسّ ضجيجَ الدّم في الوساد 
يؤرّق هجعتك الزّائفهْ... 
أما زلت تؤمن باللّغو يلغي المسافة بين اليقين 
وبين الهوسْ ؟
أما زلت توقن أنّ الكلام المنضّد
يغسل حجم الدّنسْ ؟ 
وتوقن أنّ الاغاني وأنّ المعاني 
بمقدورها أنْ تحكّ الضّمير المنكّس؟ 
لتبق كما أنت متّحدا بالكلام 
يعفّرك الوقتُ في برهة مجحفهْ ..
ليبق الكلام "الرّفيع" 
يفرّعه المشهد الدّمويّ 
ويستنزفهْ 
ليبق الكلام "النّبيل" يغوص الرّصاص 
الى نقطة الضّوء في روحه الوارفهْ
لنبق كما نحن 
في الخطوة 
الواقفه.ْ.
_____ 
سيف الدّين العلوي