دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

$$..مناجاة ..علَّ الله يستجبُ
يامنْ بهِ يصفو الزَّمانُ والأيَّامُ تُصْطحبُ
والقلبُ من أنوارهِ كما نجمٌ كما الشُّهبُ
والرُّوحُ تسمو والفؤاد غيمٌ أوْ سنا البدرِ
ربَّاهُ عبدٌ آبقٌ... أتي الأبوابَ ينتحبُ..
قدْ مسَّهُ الضُّرُّ وأنت غفارٌ لمنْ يَتبِ
فاغفرْ لنا الزلَّاتِ قدْ تمادينا ولا عتبُ
جئنا إليكَ اليومَ والفؤادُ لفْحةُ الجمرِ
والقلبُ من خزىٍ لهُ.هشيمٌ راحَ يُحْتطبُ
يا من بذكرهِ تصفو لنا الأيامُ تصطحبُ
والقلبُ من أنوارهِ كما غيمٌ كما الشُّهبُ
من لا غنيً لناعن دعائهِ مهما باعدتنا 
الذُّنوبُ وإن دنونا إليه يعفو ويستجبُ
يامن إليه تُرجعُ الأمورُ وكلُّ شيىٍ له 
سببٌ وقد أحاطَ بها علماً وإنْ تعدَّدَ السببُ
مالي سواكَ حصناً ألوذُ بهِ في شِدَّتي 
مالي سواكَ ربًّا يجيرُ إن سائني الخطبُ
من للضُّرِّ غيركَ يارحيمُ بكاشفٍ ومن ينجي 
إن أردتَ قوماً بسوءٍ فلا ردٌّ ولا عتبُ
إن شئتَ فضلاً فمنْ ذا اللذي يمسكهُ
سبحانكَ تصطفي من تشاء وتعطي وتهبُ
ما لأحدٍ عليكَ من فضلٍ فيذكرهُ
من بعد 
نعماءِ أنعمتَ بها ثمَّ أرسلتَ إليها تستلبُ
رحماكَ ربَّي عبدكَ الضَّعيفُ أتاكَ ينتحبُ
يذرفُ الدُّموعَ ندامةً علَّ اللهَ يعفو ويستجبُ
فاضتْ بها عيونٌ خاصمتْ في ليلها النَّومَ
فتقرَّحتْ أجفانها والفؤادُ جدُّ مكتئبُ
سالتْ من مئاقيها علي الخدود كأنَّما الجمرُ
أشعلَ الوجنات ومنْ قبلها الروحُ تُستلبُ
والفكرُ باتَ مشتَّتاً والوجدانُ في أسفٍ
قد تعاورتْ شكوكٌ وعمَّ سويْدائهُ الصَّخبُ
قد أفلتتْ منهُ الرَّويَّةُ وتدبُّر الأمر 
وتلاعبتْ به خزعبلاتٌ من الظُّنونِ وريبُ
لا يدري أذا حقٌّ واقعً به ...أم أنَّها 
أضغاثُ أحلامٍ ورؤىً مالها عوزٌ ولا طلبُ
صرنا إلي طريقٍ وما ندري إلي أينَ نمضي 
بيد أنَّ أبوابهُ موصدةٌ والأمن ُ منتهبُ
نمشي علي أشواكٍ كأنَّما الجمرُ تبكي
أقدامنا ومن قبلها بات ينزفُ القلبُ
وأنفاسٌ لنا كنيرانٍ باتتْ تقذفُ الحممَ
مراجلٌ أُوقدتْ هلعٌ شديدٌ تخوُّفٌ ووصبُ
ربَّاهُ رفقاً بعبدٍ أتي البابَ خائفاً وجلاً
يخشي من سوءِ عاقبةٍ مهمومٌ شفَّهُ النَّصبُ
تلهو به الأيَّامُ والأحلامُ عليه غاضبةٌ
تطمسُ كلَّ نجمٍ نرتجي أو رحنا نرتقبُ
والشَّمسُ قبلِ الشروقِ عنا تلفتُ الوجهَ
من يرتجي نهاراً.إذا ما الفجرُ مُغتربُ
تمضي بنا الأيَّامُ وما لنا من أمرنا شيئاً
أعمارنا تمضي بنا ولا ندري ولا نثبُ
فوا الله ما عدنا ندري أينَ مواضعَ القدم ِ
فالأرض قد مادتْ بنا وغاصتْ لنا الرُّكبُ
واليوم النَّفسُ علي ذاتها تبكي وحانقةٌ
تبدي كراهةً لعقلٍ آفنٍ علي الحقِّ مُنقلبُ
عدنا كما جئنا إلي الطِّينِ والحشرِ والبعثِ
ياضيعة العمر ولي وما ندري ما تحتوي الكتبُ
د.محمد محمد السعيد / مصر / المنصوره

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 30 أغسطس 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

564,724