(حب على متن قارب)
على أحد الشطآن واقِفَةً رآها
شاردة الذهنِ بطيئةً في خُطاها
والحزن بادٍ في وجهها وسيماها
أُحرِقَ البيتْ لم يبقَ فيهِ سِواها
تريد أن تغادر الوطن أن تُهاجر
فالوطَنُ دونَ أهلِهِ كَأنَّهُ مقابِر
قَد بُحَتِ مِنَ الصُراخِ كُلُّ الحَناجِر
صُراخ لم يَرتَقي مَسامِعَ الأكابر
يأس تَسَرَّبَ للقُلوب مُرٌّ و كافِر
قد زاد في ظهورِنا طَعنُ الخَناجر
كَيفَ نحيا صاغِرينَ معَ العواهِر?
فَهَل ألامُ إذا عَزمت أن أهاجر ?
من بلادٍ تجولُ فيها كُلُّ الكواسر
كيف تلامُ الحرَّة في مبتغاها?
آذا إجتاحَ الغُزاةُ أرضَها وحِماها
أجابها والدمع يملؤ مُقلَتيه
غادَرتُ بيتي والدمارُ يعتَليه
تَرَكتُهُ غَيرُ مأسوف عليه
ما نَفعُهُ دونَ أهلِهِ و ذويهِ
أتَرضينَ بي عن الأهلِ بديلا
زوجآ بعَهدِ الله لا قولآ جميلآ
وافَقَت وهلَّلَ بالمركِبِ الشُهود
أبحَرَ الجَمعُ في القارِبِ المنكود
رحلَةٌ سَوداء لن تَصِلَ ولَن تَعود
فاضَت روحاهُما وأرواحُ الشهود
تَقول وداعآ أيُّها الوَطَنُ المعبود
لَعَلَّنا يومآ نعود للوَطَنِ جُنود
تَهيم أرواحنا فَوقَ ثَراهُ و النُجود
يا موطِنَ الإلفَةِ يا أرضَ الخُلود
سوف تَطهُرُ من كُلِّ القُرودِ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي