دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

authentication required

بلا تُرجمان

لستَ لي سيّدا.. أبدا لن تكونَ... 
فلا تتباهَ بحذلقةٍ في الخطابةِ، 
حِفْـظٍ المَلوكِ من الشعرِ ..
والآيِ.. مستهلكاتٍ من الأمثله.. 
لستَ سوى فضلةٍ في اللّغى 
و الكلامْ.. 
لستَ أمكرَ منّي ـ وإن كنتُ أكرم منكَ ـ 
فلا تتباهَ بلمْعةِ خِبٍّ على شفتيْن مؤثّثتيْن 
بِـريقهما المُهَـريق و نِصفِ ابتسامْ..
لم أكنْ ،أيّ يومٍ، مُواليك حتّى أوَلّيكَ عرشَ الحضارةِ والسّؤددَ الملكيّ.. 
رِقابَ الرّعيّة.. تاريخَ روحي الأثيلَ.. و إرثَ العِظامْ..
لستَ لي سيّدا .. أبداً لن تكونَ..
فأنتَ صدى كائنٍ خربٍ لا كيانُ 
وأنتَ الذّهولُ الذّبولُ ، الرّحيلُ..
الرّميمُ الذي لا يُرمَّمُ.. أنتَ بهذا الزّمان البديدِ حُطامُ الحطامْ !..
لستَ لي سيّدا.. أبدًا...
لا تُصدّقْ طنينًا حواليْكَ:
تلك الذّبابةُ عند الذّؤابةِ تُغويكَ أنّك
مازلت تحيا على قيْدِ قـــيْءٍ مَقيتْ
وأنّ البلادَ مؤهّلةٌ للأباطيلِ ثانيةً
والعِبادَ استعادوا فنونَ التّناسي وعادوا لنسيانهم 
و العَمى في سلامْ..
***
لا تُصدّقْ طنينَ الذّبابِ، زعيم الذّبابْ.
إنّهم هاهناك على عتباتِ المقابرِ 
يُخْـفون عنّا الدّليل القــتيلَ ..
وفي حَلْبةِ الرّكحِ في كلّ زاويةٍ ههنا حاضرون 
حضور الغيابْ!..
يا ذبابَ التّماسيحِ في آسنِ الماء والدّمِ 
ينهشُ جِلْدَ الفرائس والعَـظْـمَ قضْمًا 
ويُكرِمُ أعداءَه الطيّبينْ..
(وكثيرون ما هـنّ / هُـمْ)...
***

 

يا "الطّيورُ النّواعمُ" حطّتْ خفيضا حذاءَ 
التّماسيحِ تقتاتُ مِن عالقاتِ النّواجذِ سِلْكا 
مقابلَ أن تكتفي بالسّلامةِ حينا و بالنّزْرِ حينْ..
ياللطّيورِ الوديعةِ تَبْري مخالبَها خلسةً للتّآخي
وتـبْـني مذاهبَها حيطةً للقِصاصِ الثّخينْ !..
ولَها نُـسخٌ من وجوهٍ.. لها نُسخٌ من لسانٍ 
لتفصِحَ عمّا بِمُضْـمرِها مِنْ خُطىً ، خُطَطٍ و خُطوطْ:
" يا أخي (تلك ديباجة الاتّصال الحميمْ):
قد نُبيحُ فتاوى الرّياءِ لحينٍ..
و تصعيرة الخدِّ .. تسعيرة المجْدِ، 
هدنة للتّصالحِ .. فُسحةَ إثـْمٍ، 
مُقابلَ مصلحةٍ مُرسَلَهْ..
يا أخي (تلك لَفْتُ انتباهٍ لِساهْ):
يقتضي الانتصار البعيدُ انحناءً قريبا لسيّدنا الفَـذِّ..
ذي مِن أساليبنا في التلوّنِ، في راهن المرْحلهْ!.. 
أنتم الزّعمُ ـ لا العَزْمُ ـ والهزْلُ أنتُمُ و المهْزلهْ.

***
يا الذين يهَــشّون للسيّد الفـظِّ ـ تمْساحِ هذا الغديرِ
يا الذين يهَــشّون خلف الجلوسِ و خلف الوقوفِ، 
خوف التقلّص ، خوف التكدّسِ..خوف ترنّحِــهِ 
و السّقوطْ ! 
يا الذين يميلون عند الصّعود هبوطا وعند الهبوطِ مبالغةً في الهبوطْ !..
هلْ ترشّون بعدُ الجنائزَ بالعطرِ
كي تُـرْجئوا الموت
و الرّائحهْ ؟
إنّها جائحهْ ..
عبثًا تفعلونْ..
أوَ تمتدّ روحُ الخلودِ جِـزافا إلى مَسَخٍ أخطـبوطْ؟!..
***

يا اللّواتي يُدلّكْنَ بطنَ التّماسيح، 
ما حولها، حذوها .. خلفها..
كي تصير الحراشيف ملساءَ أنْــعــمَ عند الشّهيقِ.
يُروّضن ما يتمرّد من شبقٍ في المزاج 
و يوقظنَ متعتها النّاضبهْ..
ثمّ يعلكن في الأجوفيْن العجاج و بعض الهراءِ ..
و يدعون في بــلــهٍ أنْ يُمَدّ لها في المسافة طولا عسى
أن يجدنَ هوامشَ للعهرِ أوسعَ في السكرةِ الصّاخبهْ..
"الجميلات" (ما بين ظفريْن) لا ينتبهْن لذاك النّزيف الخفيّ 
من الرّوح.. لا ينتبهْن إليهنّ في غمرةِ الغبطةِ النّاحبهْ.. 
هكذا يعتبرْن الحياة بأطنانِ أحزانها ...
نزوة خالبهْ..
***

 

 

أيّها البطل الفحلُ في كلّ شيءٍ عَــدا في اقتراف الفحولةِ: 
بين يديك البلادُ السّــوادُ.. البـساتينُ ... 
منكَ يَـثِــجُّ إليها البَــرازْ..
استعِرْ شفتيْن لغيرِ الذي قد ألفنا ـ 
التّذاكي.. التّباكي .. الصّلافة و الزّهْوِ .. 
غيرِ الجذلْ
و انْــتضِ في الضّجيج العَــيِيِّ كلاما صقيلا 
يَـدرّ النّشيدَ َ.. يَــفِـــلُّ الخجلْْ ...

 

 

سيّدَ الحقبةِ الكاذبهْ:
لا تكنْ لزجا كلُعابِ التّماسيح 
كن حكمة في عواءِ الذّئابِ .

وكــنْ عاريًا كالحقيقةِ .. 

لا زائغا كالمجازْ..
جِدْ بديلا لهذي الأكاذيبِ 
أو واقيا للطّنينِ النّشازْ..
الفصاحة والدّمُ صنوان عند البزوغ 
و ضدّان في صدمة الوعي عند الجَـوازْ.. 
*** 
المكان فسيحٌ يفي بازدحام 
الورود مع الشوكِ بين السّهولِ
و بالماء و الدّمِ عند مجاري الصّبيبْ..
والزّمان فصيحٌ يُبيحُ اختلاطَ الأغاني مع الدّمعِ 
من غيرما تُـرْجمانْ..
والفرائسُ أشلاء عند السّواحلِ حيث يفــوحُ فـحيحُ الضّباعِ
و يُـشرقُ من فــوقَ ريقُ النّسورْ... 
هاهنا ستمرّ معانى القصيدةِ 
مثلَ العواءِ الضّريرْ.. 
______________ 
سيف الدّين العلوي

 

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 41 مشاهدة
نشرت فى 14 أغسطس 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

559,482