جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لا يستغني عن الآخرين غير جاهل إذ يحسب أنه قد أوتي كل شيء فهو الحكيم الذي ما ينطق عن هوى أو عدم معرفة ومن ثم لا يطلب علما حيث لا يوجد في ظنه شيء لا يعلمه ، وقد يوجد مالا يعلمه لكنه في غير حاجة إليه ..
وهذا الظن هو عين الجهالة فالعاقل يدرك أنه لا نهاية للعلم كما أنه على يقين من كونه سيظل طالب علم ما كان حيا ..
وأنت لا تستطيع أن تشرح لجاهل واقع الحال حتى إن كان هذا الواقع يمسه بل يكتوي به لأن تصوره عن الواقع يخالف تصورك وهو في غنى بتصوره ومن ثم يلفظ تصورك ولا يعتبره ..
وهذا علة سيرنا كجزر منعزلة ، فكل واحد منا جزيرة وحده ، وعالم وحده فإن استطعت أن تفهم حمارا أنه حمار ، فسيفهم الجاهل ..
ولعلك ياقارئي تذكر قصة من وقع عليهم آيات موسى الكليم إذ يتحول الماء حين يرفعوه لشربهم إلى دم وتلك آية محسة لا مجال لتجاهلها أو جهلها ومع هذا نادوا موسى عليه السلام بيا أيها الساحر ادع ربك ، فانظر إلى كلامهم يتبين لك حقيقة أنفسهم المعتمة ..
والجاهل لا يقوم لنصرة أحد بل ينظر إلى المظلوم أنه يستحق ، وأنه لضعف فيه ظلم ثم هو - أي الجاهل - ليس في حاجة لنصرة أحد فهو مستغن بنفسه علما بأن الاستغناء من صفات الإله لكن الجاهل وإن لم يشر لهذا فهو يقول بلسان حاله : " أنا إله " !!............ثروت
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية