دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

authentication required

الطريق 
قصة : ثروت مكايد
-(1)- 
لم تكن هذه أول مرة يضطرب فيها قلبه كل هذا الاضطراب حين يراها . إن أكثر ما يخشاه أن تلحظ زوجه هذا الاضطراب بل أن تلاحظ هي نفسها هذا الاضطراب الذي يرعش أطرافه ، ويخرس لسانه حتى إذا نطق تحدث بكلمات مرتعشة مبتورة مما يفضحه أمام زوجته و ..أمامها هي نفسها؛ لذا لاذ بالصمت في زيارتها الأخيرة . هرب بين سطور جريدة في يده ..وبين الحين والآخر يسترق نظرة، وقد يلقي كلمة عابرة دون أن يدري معناها . إن ما يحيره أنهما تتحركان بعفوية تامة حتى هي نفسها حين أقبلت عليه طبعت على خده ..على خده الأيمن قبلة لا زالت حرارتها تسري في جسده، وزوجه قائمة لم يبد عليها أي شيء ..أي شيء .
-(2)-
تتابعت خسائره ، ولاح على البعد شبح الخراب . بدا كتمثال جامد النظرة ، شارد الفؤاد ..وقال وكيل مكتبه : 
- أهناك ما يسوء ؟ 
رمقه بغيظ. ود لو يخنقه ..وتمتم : 
- كل شيء حولي يسوء .
- ماذا حدث ؟ 
- لا أدري ..
- كنت شعلة نشاط ! 
رد شاردا : 
- حلت اللعنة ، ولا أمل عاد في شيء ..أي شيء ! 
وقال في نفسه : " لابد من حل ..ولو .." . تجمد في مكانه . إن خاطرا ينتشر في نفسه انتشار النيران في الحطب . خاطر يشل حركته..وصرخ وقد تسللت دموع من عينيه كانت أسيرة : 
- لا ..لا ..
وقال وكيله وهو يربت على كتفه : 
- لابد أن تستشير طبيبا أو تأخذ إجازة ..
لم يكن ليسمعه ، وقد عادت نفسه تنفث في رأسه أن اقتلها ..لا حل أمامك سوى أن تموت هي حتى تتزوجها .اتجه إلى الحائط ليضرب رأسه فيه لولا أن أسرع إليه وكيله واحتضنه .كان أشبه بثور هائج ..وصرخ : " لن أفعل ..لن أفعل ." ، وسقط مغشيا عليه .
-(3)-
تساءل في غربته : " لماذا الآن وقد كانت أمامي قبل أن أبني بأختها ! " .عجب من سطوة الحب التي استعبدته . ود لو يغمد في صدره خنجرا ، وينتهي كل شيء ..وقالت زوجه : 
- جاء خطيب لأختي ..
انفجر بركان داخله ، وثارت حمم . لم ير غير ظلمة ..وأردفت : 
- إنها قصة حب طويلة ..
أووه ..لتكن إرادة الأقدار ..وتابعت تقول : 
- لابد أن تحضر معي . قد أكدت علي ..لم لا تتكلم ! 
هز رأسه متمتما : 
- سوف أحضر .
-(4)-
على غير عادته قام من نومه مبكرا، وقد نام طول الليل على غير عادته أيضا . كان متدفق الحيوية وكأنما استحال إنسانا آخر .ابتسم مما أثار زوجه ، وقالت دهشة : 
- ماذا جرى لك ؟!
- ستنتهي اليوم الآلام .
- عادت إليك حيويتك ..
- ألم أقل أن آلامي سوف تنتهي اليوم .
- حمدا لله على سلامتك .
رد وقد شحبت ابتسامته : 
- ليس معنى انتهاء الآلام ، حدوث السلامة .
- ماذا تعني ؟
- لكل أجل كتاب .
-(5)-
امتلأت الشقة بالأنوار ، وعلت الزغاريد . بدت في ثوب خطبتها أميرة . اقترب بخطوات قصيرة منها . كان يصوب عينيه إلى عينيها ، ولأول مرة يلحظ اهتزازها وكأنما تسلل من عينيها إليه شيء ، غير أنها ابتسمت حين اقترب . مدت يدها فمد يده إلى جيبه ، وأخرج مطواة رشقها في صدرها الناهد .
تمت .
-(2)-
تتابعت خسائره ، ولاح على البعد شبح الخراب . بدا كتمثال جامد النظرة ، شارد الفؤاد ..وقال وكيل مكتبه : 
- أهناك ما يسوء ؟ 
رمقه بغيظ. ود لو يخنقه ..وتمتم : 
- كل شيء حولي يسوء .
- ماذا حدث ؟ 
- لا أدري ..
- كنت شعلة نشاط ! 
رد شاردا : 
- حلت اللعنة ، ولا أمل عاد في شيء ..أي شيء ! 
وقال في نفسه : " لابد من حل ..ولو .." . تجمد في مكانه . إن خاطرا ينتشر في نفسه انتشار النيران في الحطب . خاطر يشل حركته..وصرخ وقد تسللت دموع من عينيه كانت أسيرة : 
- لا ..لا ..
وقال وكيله وهو يربت على كتفه : 
- لابد أن تستشير طبيبا أو تأخذ إجازة ..
لم يكن ليسمعه ، وقد عادت نفسه تنفث في رأسه أن اقتلها ..لا حل أمامك سوى أن تموت هي حتى تتزوجها .اتجه إلى الحائط ليضرب رأسه فيه لولا أن أسرع إليه وكيله واحتضنه .كان أشبه بثور هائج ..وصرخ : " لن أفعل ..لن أفعل ." ، وسقط مغشيا عليه .
-(3)-
تساءل في غربته : " لماذا الآن وقد كانت أمامي قبل أن أبني بأختها ! " .عجب من سطوة الحب التي استعبدته . ود لو يغمد في صدره خنجرا ، وينتهي كل شيء ..وقالت زوجه : 
- جاء خطيب لأختي ..
انفجر بركان داخله ، وثارت حمم . لم ير غير ظلمة ..وأردفت : 
- إنها قصة حب طويلة ..
أووه ..لتكن إرادة الأقدار ..وتابعت تقول : 
- لابد أن تحضر معي . قد أكدت علي ..لم لا تتكلم ! 
هز رأسه متمتما : 
- سوف أحضر .
-(4)-
على غير عادته قام من نومه مبكرا، وقد نام طول الليل على غير عادته أيضا . كان متدفق الحيوية وكأنما استحال إنسانا آخر .ابتسم مما أثار زوجه ، وقالت دهشة : 
- ماذا جرى لك ؟!
- ستنتهي اليوم الآلام .
- عادت إليك حيويتك ..
- ألم أقل أن آلامي سوف تنتهي اليوم .
- حمدا لله على سلامتك .
رد وقد شحبت ابتسامته : 
- ليس معنى انتهاء الآلام ، حدوث السلامة .
- ماذا تعني ؟
- لكل أجل كتاب .
-(5)-
امتلأت الشقة بالأنوار ، وعلت الزغاريد . بدت في ثوب خطبتها أميرة . اقترب بخطوات قصيرة منها . كان يصوب عينيه إلى عينيها ، ولأول مرة يلحظ اهتزازها وكأنما تسلل من عينيها إليه شيء ، غير أنها ابتسمت حين اقترب . مدت يدها فمد يده إلى جيبه ، وأخرج مطواة رشقها في صدرها الناهد .
تمت .

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 89 مشاهدة
نشرت فى 7 أغسطس 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

564,841