جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
استنطاق
يوم َ الختْمِ على فِــــيَّ
اسْتُنْطِقَ جِلْدي، فَــباح:
كان سليخَ الأعماقِ..
سليلَ الطّوفان..
كان شهيَّ الروحِ .. شَبِقَ الأوجاعِ..
تقلّبَ فوق أجيج الحُزْنِ
مليّاً..
سَفَّ رمادَ الحقلِ الأخضرِ
في بَدْء الإشراق..
وتساقَى أجاجَ هواه الأوّل ..
أوشكَ أنْ ِيُزْهِرَ فيما احترَقَ الوقتُ..
شمَّ الحُلْمَ الأوّلَ، نيْئًا كانَ..
تأرّجَ بالثاني، فضاعتْ جِيَفُ العُمْرِ ..
كان صبورا و جزوعًا في آن..
تمقُتُ أنثاه القلْبَ الصِّفْرَ .
ككثيراتٍ..
واليأسَ العَفِنَ المُفْنِي،
ككثيراتٍ..
والخُلوةَ بالشّعْرِ ،
والغزلَ المتقاعِسَ عن خِدمتِها
وألاّ تُسْتَهْلَكَ أرصِدةُ الرّوحِ
في مُتْعتِها الأمِّ – مَلْءِ فراغاتِ الروحِ ..
وإرْواءِ العطَشِ الأبديِّ..
تكْرَهُ جوْهرَهُ ما لمْ يُفْضِ لِجوهرِها..
وتُحِبُّ الحُبّ كما تهواه
كثيراتٌ- عَبِـقًا وعنيفًا وكثيفاً شفّافْ.
هلْ يأثَمُ هذا النّوعُ البشريُّ؟؟
يوم َ الختْمِ على فِــــيَّ،
تخافتَتِ الأيْدي، ها تَنْبُسُ بَعضُ أنامِلِها :
لم يأكُلْ لحمَ الإخوةِ، لا، أو لحمَ الأعداء..
ما كان لهمْ لحمٌ يُؤْكلْ..
قد أسرفتِ السِّيَرُ في القبْحِ ..
لمْ يَزْنِ طيلةَ شهوتِه البِكْرِ
بِغيْرِ بناتِ الصّدْرِ و تشاكيلِ الطّينِ اللغويِّ..
ما صَوّبَ إلاّ نحوَ مساوئِهِ اللّمَمَ، يَفْقَؤُها..
لم يَرْشِ سوى تابِعِه المخبولِ الأخرسِ
لِيُتْقِنَ وسْوَسَةَ الإلهام..
كان إذا مَثــُلَ القَوْلُ احْتنَكَ الشيطانَ،
و أنجبَ شِعْرًا..
هلْ يأثَمُ هذا النّوعُ البشريُّ؟
يوم َ الختْمِ على فِــــيَّ..
صاحتْ أرجلُهُ:
لم يَرْتدْ إلاّ كواكِبَه..
كان يجوبُ الكونَ على ظمأ بحثًا
عن سِرّ فيه ولا يدريهْ..
ركضَ كلّ مسافات الدمّ..
نشداناً لحلمٍ لا تخدعُ فيه الألوانُ..
مات شهيد الحلم..
----------
سيف الدّين العلوي
المصدر: مجلة عشتارالالكترونية