دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

authentication required

شيْء أنا، ضمن ديكور الفراغ المتعدّد : قارورة ماء بماء قليل يكاد يرسب في قاعها، وكأنّه يغيضُ نكاية في عطشي. هاتف محمول إلاّ أنّه مُلْقى على السجّاد المنبطح على أرضيّة القاعة المنبطحة كعاهرة ،تحت سقف وقور العلوّ، سامق بذكورة كاذبة. .مساند لها وجه كبير، إنّها تبحلق باتساع في الجدران الحافّة، وتتربّع فوق كنبات تبدو غبيّة وهي جاهزة دوما لأن تُقـتعد. .جدران ملوّنة تلوح كما لو أنّها تحنو على الأشياء و هي تحوطها بقسوة.. مروحة توهم أنّها تدور من تلقائها، و توهم بأنّها تارسل هواء مكيِّفًا يبرّد قيظ هذا الصّيف الذي أمقتُ.. حاسوب فاجر يفعل بخضمّ كثافته وثرائه، الأفاعيل تلك التي تتحوّل فجأة إلى مجرّد متعة خادعة عرضيّة جدّا و تخلو من الرّوح(لماذا نعتبر دوما أنّ الرّوح بديل أمثل للاشيئيّة الأشياء؟ ألا يمكن أن تكون بديلا بذيئا للعالم المادّي البذيء؟! ).. طاولة معدّة سلفا لوضع الأشياء، دون أن تقيني إحساس أنّ أيّة عمليّة وضْع لن تخلو البتّة من اتّضاع ما.. ستائر تتدلّى في وضع عموديّ و بانكماشات فجّة لا تشكّل معيارا الآن، لأيّ تصوّر جماليّ.. 
استمعت إلى القرآن: هزّ أعماقي، جعلني أشدّ حزنا و ذعرا على قادم الآخرة.. بعد لحظات طوال، صار الصوّت الذي أعشق (محمد صدّيق المنشاوي) مكرورا، هكذا فقد فجأة سحرَ فعلِه، ولعلّي نسيت أنّني إزاء ذعر القيامة التي تقوم في أعماقي كلّ لحظة.. 
استمعت إلى نجاة الصّغيرة: هزّني الصّوت إلى أنوثة ثريّة بصوت اعتقدت أنّه غير قابل للنّضوب. في الأغنية الثّالثة أضحت الموسيقى عمياء ، وتعكّرت الأنوثة الثريّة فأجدب الصّوتُ.. حذفت الفيديو، بنقرة سريعة خاطفة تخلّصت من عمى الموسيقى.. 
أنا أبصر الآن اللاّجدوى تتجسّد.. 
ما أزال عطشانا.. ذلك هو الأمر الوحيد الذي ظلّ دليلا على أنّي لست شيئا ، وإن كنت ضمن ديكور الفراغ مكوّنا من مكوّنات زخرف العبث الأصمّ..
إلهي! أنت الصّانع.. 
----- 
سيف الدّين العلوي 

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 59 مشاهدة
نشرت فى 31 يوليو 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

557,414