جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قصيدة الهايكو
بقلم: ثروت مكايد
(1-؟)
منذ سنوات ليست بالبعيدة كتبت بحثا عن شعر الهايكو ، وكان الداعي لكتابته أني وجدت من يتصدون لنقد قصائده لا يكادون يفقهون قولا ..
إن مثلهم كمن يدخل قصرا تحيطه حديقة غناء ثم تراه يقيم في دورة مياه القصر فلا يشم من عطر حديقته أو يستمتع بمعماره فإذا ما سألته أو حدثك عن القصر أبان عن نتن رائحته ،وعطن العيش فيه ،وقد غاظني ذلك النقد العطن فأعدت النظر في عدد من القصائد مظهرا حسنها ، وبينت سوء ماذهب إليه الأشاوس ممن يدعون النقد وهم أفقر من إبليس وجنده عقلا ، وأغلظ حسا ..
وشاءت الأقدار أن أقع على بحثي بين يدي طفلة لم تبلغ العامين -هي ابنة أخي- فطاش لبي وقد أتت عليه تمزيقا، ولم أكن قد صورت منه صورة أحفظه بها خاصة وقد رفضت الصحف نشره ..
وكان مسؤول الصفحة الأدبية يضحك حتى يستلقي على قفاه حين يسمع أو يقرأ لفظ الهايكو،ويضرب كفا بكف وهو يقول : هايكو بايكو ..
ثم طالعت حين أنشأت صفحة لي على الفيس كثيرا من شعر الهايكو ، وكان أكثره بلا معنى ولا ينتمي لشعر الهايكو إلا كما ينتمي خيال المآتة لبني البشر ..
وخيال المآتة عروسة توضع في الحقل كيلا تسقط الطيور على الزرع فتأكله على أن الطيور تقف على خيال المآتة وكأنها تقول لصاحب الحقل ; العب غيرها ...
وإلى لقاء نكمل فيه الحديث عن الهايكو..
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية