تأهيل الكوادر العاملة يمثل أهم عنصر من عناصر البرامج التلربوية الناجحة للافراد التوحديين . فمعظم العاملين على تطبيق هذه البرامج والاشراف عليها هم من حاملى درجة الماجستير مع تدريب على العمل مع الاشخاص التوحديين وترخيص للعمل فى مجال التربية الخاصة . كما أن نظرتهم للافراد التوحديين إيجابية بوجه عام ، أى أنهم يتبنون الاعتقاد بأن الاشخاص التوحديين يتقدمون كثيرا طالما وجدوا الرعاية المناسبة .
ومثل هذه النظرة إزاء التوحد من شأنها أن تساعد الاطفال التوحديين على التقدم وتخطى الصعوبات المرتبطة بالتوحد . وعلى النقيض من ذلك ، إذا كان العاملون ينظرون إلى الاشخاص التوحديين نظرة متشائمة ، سيكون مدى تقدمهم قليلا جدا، لأن توقعات هؤلاء العاملين ستكون منخفضة ، ولن يعلموا الطفل اهدافا تربوية تناسب قدراته لأنهم فى داخلهم يعتقدون أن الطفل التوحدى " لا يستطيع ، ولن يستطيع القيام بها أو تعلمها " . ومثل هذا الاعتقاد خطيرا جدا لما له من تأثير على مستقبل التلميذ التوحدى . فالأشخاص الذين يعانون التوحد المصحوب بتأخر ذهنى شديد ، هم الذين سيكون تقدمهم محدودا نوعا ما . وهذه الفئة تمثل أقل من 25% تقريبا من جميع الأشخاص الذين يعانون اضطراب التوحد ، ويستمر انخفاض هذه النسبة مع تطور طرق التعليم . أما الأشخاص الذين يشكلون النسبة المتبقية منهم وهم 75% أو أكثر ، فهم يكتسبون مهارات متعددة بل أن 10- 15% منهم أو أكثر يتمكنون من إكمال دراساتهم الجامعية . والمعلمك المؤهل يستطيع تحديد الأهداف المناسبة لكل تلميذ ، فهو يتعامل مع كل منهم بشكل فردى ولا يدمغهم حميعا بدمغة " التوحد " ، ولا يعلم الجميع أهدافا تربوية موحدة ، بل يعطى كل شخص حقه .
إلا أن الاعتقادات السالفة لا تعنى أن علينا كمتخصين وأسر معاملة الطفل التوحدى على أنه طفل طبيعى ونتوقع منه السلوكيات والتصرف اللذين نتوقعهما من طفل طبيعى . ذلك لأن الطفل الطبيعى يأتى إلى الحياة مجهزا بمعرفة مسبقة . أما الطفل التوحدى ، فهو يأتى إلى الحياة كالصفحة البيضاء ، وعلينا نحن إدخال المعلومات المناسبة بالشكل المناسب إلى دماغه ، مع مراعاة نقاط القوة والضعف لديه . وهكذا ، إذا أظهر الطفل سلوكيات غير مناسبة ، ينبغى أن نتعامل مع هذا السلوك كفرصة لتحديد ما يحتاج أن يتعلمه الطفل ، وليس كفرصة لتطبيق العقاب عليه ، لأن العقاب كما سترون فى فصول قادمة ، أمر غير مجدفى الأمد البعيد ، ولا ينبغى أن تغرنا النتائج السريعة التى قد نلحظها على الطفل فى حال عقابه .

المصدر: www.kayanegypt.com
kayanegypt

جمعية كيان

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 364 مشاهدة
نشرت فى 15 نوفمبر 2010 بواسطة kayanegypt

ساحة النقاش

جمعية كيان لرعاية ذوي الإحتياجات الخاصة

kayanegypt
جمعية أهلية , لا تهدف للربح . تعمل في مجال رعاية و تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تقديم الخدمات التأهيلية لهم بشكل متكامل , بواسطة فريق من المتخصصين. تهدف إلى تقديم نموذج رائد للتأهيل في مصر و الوطن العربي, و تنمية و تاهيل الكوادر المتخصصة و تكوين توجه إيجابي »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

1,626,441

مركز كيـــان للتدريب

 

" إن التدريب بمثابة إستثمار للموارد البشرية المتاحة في مختلف مستوياتهم و تعود عوائده على كل من المؤسسة والموارد البشرية التي تعمل بها "

- بدأت فكرة إنشاء مركز كيان للتدريب والتنمية والاستشارات في بداية عام 2007 حيث عقد مجموعة من الدورات التدريبية التمهيدية في جمعية كيان للوقوف علي مدي احتياج مجال التربية الخاصة وذوي الاحتياجات الخاصة للتدريبات.
- بدأ تجهيز قاعة مخصصة لمركز التدريب في بداية عام 2008 و بدأ النشاط الفعلي للمركز في شهر مارس 2008.

لقراءة المزيد...