كانت البدايات الأولى لاستخدام الحمية الغذائية كنوع من العلاج مع الأطفال الذين يعانون من النشاط الزائد وضعف الانتباه وكانت في الاساستهدف إلى الامتناع عن الصبغات الصناعية الملونة والنكهات المضافة

وهى موجودة فى كثير من الحلويات والأطعمة أيضا والامتناع عن الطعام الذي يحتوى على مواد مضادة للأكسدة حيث بعضها يستعمل كمواد حافظة فى بعض أنواع اللحوم المثلجة أو حبوب السيريلز وغيرها من المنتجات الغذائية وأيضا الامتناع عن الأطعمة التى تحتوى مادة السلسليت هذه الحمية هى ليست حمية غذائية فقط بل أيضا امتناع عن بعض المنتجات التى تحتوى على مجموعة الفينول مثل بعض أنواع الشامبو ومعجون الأسنان وبعض العطورات أو التي يدخل فى تركيبها المواد البترولية وترجع هذه الحمية فى البداية الى د ستيفن لوكي Dr. Stephen Lockey الذي استعمل الطعام الخالي من السلسليت والتارازين فى علاج بعض أمراض الحساسية ( ارتكاريا) وقام بإرسال نصائح للأطباء بعلاقة المواد الحافظة التى ذكرناها مع سلوكيات هؤلاء الأطفال ثم بعد ذلك طبيب الأطفال فى لوس انجلوس د فينقولد Dr. Benjamin Feingold والتى سميت على اسمه هذا النوعية من الحمية الغذائية والذى وجد أن هناك تحسن لدى الأطفال الذين يعانون من النشاط الزائد عند استعمالهم لهذا النوع من الحمية وطالب الحكومة فى عام 1973بقيام أبحاث توضح العلاقة بينهم
ثم بعد ذلك فى عام 1978 قام كل من Vivian Mower  Dianne Nixon بعمل عديد من الأبحاث ووجد أن كثير من الأعراض المصاحبة للنشاط الزائد تختفي أو تتحسن مثل اضطرابات النوم والتبول اللاإرادي والربو.
ومن النظريات المصاحبة أيضا لهذا النوع من الحمية ما يعرف بنظرية انخفاض انزيم فينول سلفو ترانزفريز حيث وجد انه منخفض في الأطفال الذين يعانون من النشاط الزائد وقلة الانتباه وأيضا في أطفال التوحد ووظيفة هذا الانزيم مهمة فى الموصلات العصبية فى المخ كما انه يقوم على التخلص من الفينول الموجود فى الأطعمة التى تحتوى على المواد الحافظة ولقد اشارالعديد من الباحثين في مجال التوحد إلى الدور الذي يلعبه الغذاء والحساسية للغذاء فى حياة الطفل الذي يعانى من التوحد. وقد كانت Mary Callaha من الذين أشارو إلى العلاقة بين الحساسية المخية والتوحد وقد أشارت إلى أن طفلها الذى يعانى من التوحد قد تحسن بشكل ملحوظ عندما توقفت عن إعطائه الحليب البقرى . والمقصود بمصطلح الحساسية المخية هو التأثير السلبى على الدماغ الذى يحدث بفعل الحساسية للغذاء فالحساسية للغذاء تؤدى إلى انتفاخ أنسجة الدماغ والتهابات مما يؤدى إلى اضطرابات فى التعلم والسلوك ومن أشهر المواد الغذائية المرتبطة بالاضطرابات السلوكية المصاحبة للتوحد السكر، الطحين ، القمح ، الشيكولاتة ، الدجاج ، الطماطم ، وبعض الفواكه . ومفتاح المعالجة الناجحة فى هذا النوع من العلاج هو معرفة المواد الغذائية المسببة للحساسية وغالباً ما تكون عدة مواد مسئولة عن ذلك إضافة إلى المواد الغذائية هناك مواد أخرى ترتبط بالاضطرابات السلوكية منها المواد الصناعية المضافة للطعام والمواد الكيماوية والعطور والرصاص والألمونيوم .
وفى إحدى الدراسات التى قام بها Rimland 1994 لاحظ فيها أن 50:40% من الآباء شعروا أن أبنائهم قد استفادوا من الحمية الغذائية ويرجع السبب كما توضح الدراسة إلى عدم قدرة الجسد على تكسير بروتينات هى الجلوتين Glutem مثل القمح والشعير والكازين Casein والذي يوجد فى لبن الأبقار ولبن الأم .
وفي بحث آخر صدر في النرويج في عام 2001 قرر الباحث أن الامتناع عن الجلوتين والكازيين يؤدي إلى التقليل من السلوكيات التوحدية ، ويزيد مهارات التواصل الاجتماعي ، وفي نفس الوقت فان كسر النظام الغذائي يؤدي بالتالي إلى عودة الأعراض مرة أخرى .
و في دراسة نشرت في 26/8/2003 في مجلة Clinician Reviews في العد 13(7) 45-52، 2003 بعنوان “التوحد .. تحديات في التشخيص والعلاج” للباحثين جارسيات . هدسون ، وديان ديكسون، وتحت عنوان جانبي : التغيرات غير الطبيعية في الهضم ، قال البحث : ” اقترح العالم هوفارث ومجموعة العمل معه أن مرض التوحد ينشأ من إغراق للجهاز العصبي المركزي بفيض من أشباه المورفينات ، التي يحتمل أنها مشتقة من الهضم غير الكامل للجلوتين. ويقترح الباحثون المحققون أيضا أن التغيرات غير الطبيعية في الهضم مثل ارتجاع المريء ، ونقص أنزيم هضم المواد الكربوهيدراتية في الأمعاء ، قد تشرح جزئيا الغضب المفاجئ والسلوك العدواني أو الاستيقاظ ليلا الذي يمر به عديد من الأطفال المتوحدين ويقترح البحث أيضا أن يجرب الآباء والأمهات نظام التدخل الغذائي الخالي من الجلوتين والكازيين كوسيلة من وسائل العلاج من التوحد . وهذا يعني أن الهيئة الطبية قد اعترفت فعلا بوجود دور للتدخل الغذائي في علاج هذا المرض .
وهنا نقول أن معظم نتائج هذه الأبحاث خلصت الى نتائج توكد اختفاء أعراض مثل النشاط الزائد أو تشتت الانتباه لدى أطفال التوحد ونحن لا ننكر دور الغذاء في خفض هذه السلوكيات لدى الأطفال بصفة عامة ولا ننكر أيضاء تأثير هذه المواد الضار على جميع الأطفال ولكن ما نود أن نصل اليه هل تساعد هذه الحمية الغذائية الصعبة في شفاء أطفال التوحد ؟ في الحقيقة لم تصل اى من هذه البحوث الى دور محدد وواضح في شفاء أطفال التوحد بل أن كل ما وصلت اليه هو تحسن بعض الأعراض وهنا نوكد على حقيقة طبية وهى أن اختفاء بعض الأعراض ليس دليلا على أننا على الطريق الصحيح للشفاء كما أن معظم الأطباء الذين يومنون بهذه الحمية لا يستخدمونها فقط بل يستخدمون معها العلاج بالفيتامينات والعلاج السلوكي وعلاج اللغة وبعض الأدوية وفى النهائية لا نستطيع أن نحدد بشكل دقيق أن التحسن في الأعراض هو نتيجة حتمية لنوعية الغذاء وهنا نقول انه لا مانع من استخدام هذه الحمية الغذائية ولكن بعد التحاليل الطبية التى توكد حاجة الجسم فعلا لاستخدام هذه الحمية وان لا يكون استخدامها بشكل مطلق لجميع أطفال التوحد .

المصدر: www.kayanegypt.com
kayanegypt

جمعية كيان

  • Currently 39/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 570 مشاهدة

ساحة النقاش

جمعية كيان لرعاية ذوي الإحتياجات الخاصة

kayanegypt
جمعية أهلية , لا تهدف للربح . تعمل في مجال رعاية و تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تقديم الخدمات التأهيلية لهم بشكل متكامل , بواسطة فريق من المتخصصين. تهدف إلى تقديم نموذج رائد للتأهيل في مصر و الوطن العربي, و تنمية و تاهيل الكوادر المتخصصة و تكوين توجه إيجابي »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

1,626,174

مركز كيـــان للتدريب

 

" إن التدريب بمثابة إستثمار للموارد البشرية المتاحة في مختلف مستوياتهم و تعود عوائده على كل من المؤسسة والموارد البشرية التي تعمل بها "

- بدأت فكرة إنشاء مركز كيان للتدريب والتنمية والاستشارات في بداية عام 2007 حيث عقد مجموعة من الدورات التدريبية التمهيدية في جمعية كيان للوقوف علي مدي احتياج مجال التربية الخاصة وذوي الاحتياجات الخاصة للتدريبات.
- بدأ تجهيز قاعة مخصصة لمركز التدريب في بداية عام 2008 و بدأ النشاط الفعلي للمركز في شهر مارس 2008.

لقراءة المزيد...