إيجابيات العلاج الحركي

وترى سارة المرزوقي اخصائية العلاج الحركي في مركز دبي للتوحد أن أهمية الحركة تبدأ منذ بداية حركة الجنين في الرحم والتي من خلالها يبدأ الجنين رحلة اكتشافه للعالم من حوله ومن ثم تنفتح له أبواب المعرفة والعلم خلال مراحل النمو فيشعر بجسمه وبمحيطه، حيث يساعده ذلك على ترجمة أفكاره ومشاعره إلى ردود أفعال وكلمات تضيف إلى العالم معنى براقا، لذلك فإن أي حركة تولد آمالا جديدة للتعلم وتبقى الحلقة التي تربط الحركة والتعلم متصلة غير قابلة للانفصال، وبناء على أهمية الحركة لنمو وتطور الطفل تم الاعتماد على العلاج بالحركة كأحد العلاجات لاضطراب التوحد حيث ان العلاج الحركي مظلة تحوي أنواعا عدة منها: العلاج بالحركات الدرامية، العلاج بالرقص والعلاج بالتمارين الحركية الرياضية، التي باتت أسلوبا متبعا من قبل الرواد في علاج التوحد أبرزهم مدرسة هيجاشي في اليابان التي انتهجت هذا النوع من العلاج في برنامج طلابها اليومي الأساسي منذ عام 1982.
وتضيف: ينمو الأطفال المصابون بالتوحد داخل قوقعة، حيث تحيط بهم مجموعة من الصفات التي تحول بينهم وبين التواصل مع العالم من حولهم أو أن يكونوا أطفالا طبيعيين قادرين على التحدث والتواصل واللعب والتخيل، حيث يحول وجود هذه الصفات ومصاحبتها لهم بينهم وبين تقدمهم وتطورهم الحياتي أو الأكاديمي. لكن هناك العديد من السبل المتبعة للتخفيف من تأثير تلك الصفات في أطفال التوحد منها العلاج الحركي.
كما ان مفهوم العلاج بالحركة لا يقتصر على حركات رياضية ثقيلة تؤثر تأثيرا ايجابيا جسديا في الطفل إنما يرتبط مفهوم العلاج بالحركة أيضا بوظائف الدماغ المتصلة بالوظائف الحسية والمشاعر، حيث تؤثر الحركة الطفل عقليا ونفسيا، حيث ان الحركة تساعدهم على تحويل طاقاتهم الجسدية وتوترهم وقلقهم إلى حركات وظيفية في صورة تمارين حركية رياضية. فقد اعتاد الأطفال المصابون بالتوحد على التحرك بشكل عشوائي دائم وبدرجة عالية من الحماس الا انه خلال العلاج بالحركة يتم تدريب الأطفال وتعليمهم على التحرك ضمن نطاق التمارين الحركية الوظيفية التي تمكنهم من الاستمتاع والإحساس بنفس الشعور الذي كانوا ينشدونه في حركتهم العشوائية وغير المتوقعة.
وتابعت المرزوقي قائلة: إن أحد التأثيرات الإيجابية للتمارين الحركية هو بناء وتقوية عضلات الجسم المختلفة منها عضلات اليدين والساعدين الضرورية لإمساك ورمي الكرة على سبيل المثال، بالتالي فإن الأطفال المصابين بالتوحد يضيفون إلى مهارات اللعب لديهم من خلال ممارستهم لمختلف التمارين الحركية، فإذا كان الطفل غير قادر جسديا على القيام بالحركة الصحيحة لذراعيه ويديه فإنه لن يستطيع اللعب بالكرة مثل رميها والتقاطها، وعوضا عن ذلك قد يصاب الطفل بالإحباط لعدم قدرته على اللعب بسبب ضعف عضلات يديه وذراعيه وعدم قدرته على التحكم بها. علاوة على ذلك فإنه ضمن جلسة العلاج بالحركة يتلقى الطفل مهارات عدة للعب مثل اللعب ضمن جماعه وتبادل وانتظار الأدوار واكتساب مهارات التقليد والمحاكاة الجسدية للآخرين، كذلك فإن جلسة التمارين الحركية تشكل مناخا مناسبا لتطوير مهارات اللغة والتواصل من خلال تدعيم حركة التمارين بالكلمات المناسبة، حيث تأتي الحركة مصاحبة للكلمة مثال: الفعل (اقفز) يكون مصحوباً ومرتبطاً بكلمة اقفز عندما يستخدمان بشكل تكراري أثناء جلسة العلاج الحركي. وبذلك تكون هذه الطريقة أسهل على أطفال التوحد لاستيعاب وتطبيق فعل القفز عند مصاحبة الكلمة للفعل والحركة عوضا عن استخدام أي منها بشكل مفرد وغير وظيفي أي كما أن جلسة العلاج الحركي تخلق محيطا اجتماعيا لأطفال التوحد لكي يستفيدوا من تفعيل وتقوية إدراكهم بزملائهم والبيئة المحيطة بهم. وذكرت ان العلاج بالحركة يزيد ويطور المهارات الحركية ومهارات اللعب وبالتالي مهارات اللغة والتواصل لأن افتقار الأطفال المصابين بالتوحد إلى مهارات اللعب البسيطة نتيجة ضعف القدرات والمهارات الحركية سوف يؤدي ذلك إلى التقليل من فرصة تطوير مهارات اللغة والتواصل فالأطفال غير القادرين على اللعب غير مقبولين اجتماعيا. حيث ان الأطفال المصابين بالتوحد يتلقون تقبلا اجتماعيا ويستطيعون الاندماج مع غيرهم من الأطفال الطبيعيين إذا ما كانوا قادرين على المشاركة في الألعاب الرياضية التي تتطلب جميع المهارات الحركية والاجتماعية ومهارات اللعب ومن هذا المنطلق فإن العلاج الحركي يساهم بشكل غير مباشر في التدخل وتطوير الجوانب الثلاثة المتأثرة في التوحد وهي: اللعب والتواصل الاجتماعي واللغة.
وأشارت إلى مثال أحد الأطفال المصابين بالتوحد والذي يعد مثالاً واقعياً لفعالية العلاج الحركي، حيث يبلغ خالد سبع سنوات من العمر وعند بداية انضمامه للعلاج الحركي في مركز دبي للتوحد كان لديه توتر وحساسية مفرطة للحواس وبالذات الأصوات المختلفة منها الصدى في صالة العلاج الحركي، حيث كان يترجم رفضه الدخول الى الصالة بالبكاء والبقاء في احدى زوايا الصالة، وكانت قدراته الحركية ضعيفة نتيجة قلة ثقته بنفسه وبجسده، كما كان خالد طفلاً لا يدرك جسده، فأي حركة جديدة يقوم بها تسبب له الخوف والتوتر، وبناء على ذلك تم وضع خطة فردية للعلاج الحركي تهدف إلى تطوير قدرات خالد الحركية ومراعاة الجوانب الحسية التي تزعجه في بعض الأحيان، إضافة إلى تبسيط وتقسيم المهارات الحركية المختلفة الى خطوات صغيرة تناسب قدراته وتقليل توتره وخوفه، وكانت المساعدة الجسدية واللفظية مصاحبة لخالد أثناء أدائه للتمارين كي تساعده لاستيعاب المهارات الحركية.

المصدر: http://kayanegypt.com
kayanegypt

جمعية كيان

  • Currently 37/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 274 مشاهدة
نشرت فى 12 نوفمبر 2010 بواسطة kayanegypt

ساحة النقاش

جمعية كيان لرعاية ذوي الإحتياجات الخاصة

kayanegypt
جمعية أهلية , لا تهدف للربح . تعمل في مجال رعاية و تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تقديم الخدمات التأهيلية لهم بشكل متكامل , بواسطة فريق من المتخصصين. تهدف إلى تقديم نموذج رائد للتأهيل في مصر و الوطن العربي, و تنمية و تاهيل الكوادر المتخصصة و تكوين توجه إيجابي »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

1,629,428

مركز كيـــان للتدريب

 

" إن التدريب بمثابة إستثمار للموارد البشرية المتاحة في مختلف مستوياتهم و تعود عوائده على كل من المؤسسة والموارد البشرية التي تعمل بها "

- بدأت فكرة إنشاء مركز كيان للتدريب والتنمية والاستشارات في بداية عام 2007 حيث عقد مجموعة من الدورات التدريبية التمهيدية في جمعية كيان للوقوف علي مدي احتياج مجال التربية الخاصة وذوي الاحتياجات الخاصة للتدريبات.
- بدأ تجهيز قاعة مخصصة لمركز التدريب في بداية عام 2008 و بدأ النشاط الفعلي للمركز في شهر مارس 2008.

لقراءة المزيد...