العوامل التي أدت إلي ارتفاع أسعار اللحوم وكيفية التغلب عليها

    الملاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك ارتفاعا كبيرا في أسعار الماشية والجاموس بكافة أعمارها وبالتالي في أسعار لحومها وهذا راجع إلي ازدياد السكان وارتفاع المقدرة الشرائية للأفراد من جهة ويقابلها من الناحية الاخري ارتفاع تكاليف تربية العجول ارتفاعا كبيرا بالنسبة للكميات المتاحة من الكسب أو العلف المصنع وارتفاع أسعار البرسيم ارتفاعا كبيرا حيث بلغ قيمته الايجارية حوالي 350 جنيها للفدان الواحد للثلاث حشات الأمر الذي يجعل تسمين العجول من الأمور المكلفة تماما.

    ومن أهم الملاحظات في هذا الصدد قلة أعداد الجمعيات المتخصصة في هذا العمل مما جعل غالبية تربية العجول عملية فردية وهذا مما يجعل المربي يتحكم في أسعار الحيوانات (القائمة) والجزار أيضا يرفع السعر بما يوازي سعر الشراء مضافا إليه المكسب المتاح له وكانت الحصيلة لذلك الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم ويبلغ سعر الكيلو المشفي 10 – 12 جنيه.

    ولقد قامت الحكومة باتخاذ كافة الإجراءات التي من شانها خفض أسعار اللحوم ومن أهميتها:

1- استيراد اللحوم المذبوحة البقرية والضان من الخارج وطرحها لسوق بأسعار تقل كثيرا عن أسعار اللحوم المحلية ولكن ذلك كان من الغير ممكن إتباعه علي مدار السنة علاوة علي أن نوعية بعض هذه اللحوم كانت لا تتوافق مع ذوق المستهلك علاوة علي عدم توافر العملة الأجنبية.

2- التوسع في تصنيع الأعلاف الحيوانية وتوزيعها علي المربين الفعلين وجعل التامين علي الماشية شرطا أساسيا للمربي للحصول علي حصته من الأعلاف وهذه الحصة تبلغ 130 كيلو جراما للرأس في الشهر.

3- تشجيع تربية الدواجن وتشجيع الصناعة السمكية كبديل عن نقص اللحوم.

4- يقوم بنك الائتمان الزراعي بتقديم سلف لتسمين العجول بواقع 300 جنيها للرأس الواحدة علي أساس حيازة المربي للبرسيم وبواقع تربية أربعة عجول لكل فدان برسيم ويشترط علي المقترض تقديم بطاقة حيازة لأرض البرسيم وتامنيه علي الماشية المقترض عليها حتى يتم صرف كميات الأعلاف اللازمة له وفقا للنظام الذي وضعته وزارة الزراعة وتبلغ الفائدة 15% سنويا.

5- تشجيع قيام الجمعيات المتخصصة لتسمين العجول لتكوين وحدات إنتاجية كبيرة أو إنشاء شركات ق.ع. للحوم.

6- الاشتراك مع الشركات الأجنبية في نطاق سياسة الانفتاح الاقتصادي. لتكوين شركات أجنبية مصرية تساهم فيها الحكومة لتربية الماشية مثل شركات دله والنوبارية والإسماعيلية.

    ومن وجهة نظرنا فان هذه الإجراءات لا تكفي للتوصل إلي خفض ملموس في أسعار اللحوم ونعتقد أن الحل العاجل لهذا الوضع إنما ينحصر في أن يقوم كل محافظ بإنشاء محطة أو أكثر من محطات تسمين العجول ضمن مشروع يقوم تحت رعاية المحافظة من حيث توفير الأعلاف والخدمات البيطرية وتبيع اللحوم الناتجة إلي الجمعيات الاستهلاكية أو الجزارين التعاونيين بسعر التكلفة من ربح مناسب علي أن تقوم بنوك التسليف بصرف المبالغ اللازمة للشراء والأعلاف والتشغيل كقرض يسدد علي دفعات من حصيلة بيع العجول.

عوامل تحديد السعر بين الماشية القائمة (الوزن الحي) واللحوم المجزأة للبيع:

    هناك تباين واضح بين سعر العجول والحيوانات القائمة وسعر وحدة الوزن من اللحوم المجهزة للبيع عند الجزار. ومن القواعد المعروفة في الإنتاج الحيواني انه ليست كل الماشية من  البتلو الصغير وليست كل البتلو قطعا ممتازة أو بمعني أخر انه ليس كل ما في الحيوان من لحوم هي لحوم ممتازة ولذلك كان من الأهمية بمكان لمربي الحيوانات والجزارين أن يتعرفوا علي:

أولا: نسبة اللحم الناتج من الذبيحة إلي نسبتها في الحيوان القائم.

ثانيا: حصيلة كل من جزء من أجزاء التقسيمة أي ذبيحة الحيوان ومخلفاته بعد الذبح. فالعجل الجيد متوسط وزنه 500 كجم يعطي حوالي 233 كجم قطعا من اللحم بعد التجزئة والتقطيع علي اعتبار أن نسبة التصافي في حدود

 47% وبعبارة أخري فان ما يباع يقل قليلا من نصف وزن الحيوان الحي.

    وعلي هذا الأساس فان سعر الكيلو جرام من اللحم المجهز بعد التجزئة يجب أن يكون ضعف ثمن الكيلو جرام القائم حتى ولو لم تكن هناك مصارف تسويق آو تصنيع أو خلافه بالإضافة إلي أن القطع الممتازة مرتفعة الثمن تشكل نسبة صغيرة بالنسبة للذبيحة مما يتضح معه بان وزن الذبيحة 233 كجم تحتوي فقط علي حوالي 11 كيلو من الأجزاء الممتازة مثل بيت الكلاوي والريش والفلتو أما باقي الأجزاء فإنها تقل في الثمن كما يجب الأخذ في الاعتبار العظام والدهون والفاقد عند التقطيع وانه من وجهة نظرنا إذا أردنا تخفيض أسعار اللحوم المجهزة للبيع لابد من الاهتمام بتصنيع النواتج الثانوية من الماشية المذبوحة لإيجاد نوع من التوازن بين أسعار اللحوم وأسعار المنتجات لان رفع أسعار المنتجات يؤدي مباشرة إلي خفض أسعار اللحوم ذاتها للأسباب الآتية:

1- إن الهدف الأساسي لعملية الذبح هو الحصول علي اللحوم الحيوانية وان المنتجات الاخري تكون أكثر من 50% من وزن الحيوان الحي ومنها ما هو صحي وعظيم الفائدة من الناحية الغذائية والجزء الأخر ضروري جدا في عديد من الصناعات. وفي الولايات المتحدة الأمريكية فان نسب هذه النواتج الثانوية في الماشية والأغنام والخنازير تبلغ 47 ، 53 ، 30% علي التوالي.

2- أهم هذه المنتجات هو الجلد، الصوف والشحوم واللسان علاوة علي صناعات الفراء والأسمدة وعديد غيرها والمذابح الحديثة تنتج حوالي ثمانين منتجا ثانويا ذات تنوع كبير في استخدامها كما إن هناك بعض المنتجات التي تعتبر خاصة وقاصرة علي نوع الحيوان كالصوف وخيوط الجراحة التي تنتج من الأغنام.

3- من الطبيعي أن القيمة النسبية للحوم الذبيحة والنواتج الثانية تتفاوت تبعا لنوع الحيوان الحي وكذلك العمر.

    وقد حدث منذ فترة أن انخفضت قيمة الشحوم تحت الجلدية وكذلك الجلود مما انعكس أثره علي الماشية.

المصدر: من مصادر كثيرة
hegawyhegawy

المهندس/ محمد عبدالله الحجاوي

  • Currently 103/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
33 تصويتات / 1067 مشاهدة
نشرت فى 2 سبتمبر 2010 بواسطة hegawyhegawy

محمد عبدالله الحجاوي

hegawyhegawy
مرحبا بكم في موقعنا »

عدد زيارات الموقع

493,320

تسجيل الدخول

ابحث

م/ محمد عبدالله الحجاوي

حاصل علي بكالوريوس علوم زراعية _ جامعة قناة السويس ، يعمل بشركة الإسماعيلية مصر للدواجن.