الإدارة المتكاملة للآفات
Integrated Pest Management (I.P.M)
يعتبر الأسلوب المستخدم لمكافحة الآفة الحشرية ناجحاً إذا قلت تكاليف تطبيقية عن القيمة المادية للزيادة الناتجة عن اتباعة سواء في كمية أو نوعية المحصول على المدى الطويل , مع الأخذ في الاعتبار توافق أسلوب المكافحة المتبع مع إشتراطات الحفاظ على سلامة القائمين بتنفيذه من جانبه و وتجنب التأثيرات المعاكسة لسلامة الظروف البيئية من جانب أخر.
ويرتبط الأسلوب المستخدم لمكافحة آفة ما برؤية المختص بمكافحة الآفات, وأهدافه ووجهات نظرة. ففي الخمسينيات والستينات ظن مختصوا كيمياء المبيدات أن استخدام المبيدات هو الحل الامثل والأوحد والعام ضد أي آفة, بغض النظر عن الأضرار الناجمة عن استخدام تلك السموم على الأعداء الحيوية , اكتساب الآفات للمناعة , تلوث البيئة, الآثار المتبقية للمبيدات في التربة والماء والهواء وعلى المنتجات الزراعية وعلى صحة الإنسان وحيواناته الاقتصادية.
وبداية من السبعينيات اخذ هذا المفهوم ينحسر ليحل محلة فكرا اشمل ونظرة أوسع للمشكلة ككل فيما عرف أولا بالمكافحة المتكاملة للآفات Integrated Pest Control ثم تطور فيما بعد إلى ما يطلق عليه حاليا أدارة مكافحة الآفات Pest Management. والأساس في المكافحة المتكاملة للآفات , أو إدارة مكافحة الآفات , أن الآفات خلقت لتبقى وأن التخلص التام منها أمر شبة مستحيل , وأن النجاح في مكافحتها يكمن في خفض تعدادها – ومن ثم أضرارها – دون التعداد الاقتصادي الحرج Economic threshold Level وهذا هو غاية ما تهدف إليه إدارة مكافحة الآفات بالفكر الحديث وذلك من خلال الاستخدام المستنير, والمتوازن, لكافة الأساليب المتاحة والمعروفة أو المستخدمة لمكافحة الآفات مع التنسيق مع التنسيق اللزوم بينهما بدقة سواء من حيث كيفية أو نوعية أو توقيت الاستخدام لكل منها أو لأي مجموعة مشتركة من عناصرها.
التعريف الدقيق للإدارة المتكاملة للآفات IPM:
عبارة عن اختيار وتكامل وسائل المكافحة المتكاملة للآفات باستخدام تكنولوجيا المكافحة والتوفيق فيما بينهما ضمن نظام مدروس يحقق سياسة التحكم في تعداد الآفات للحصول على اكبر عائد ممكن بأقل تكاليف ممكنة مع مراعاة القيود البيئية في كل نظام بيئي ومراعاة ظروف المحافظة على البيئة على المدى الطويل وأهم عناصرها والذي يشكل حوالي 80% من هذا النظام وهو عنصر المكافحة البيولوجية.
أساسيات أو فلسفة نظام I.P.M:
تمثل النقاط الهامة الآتية أساسيات النظام الجيد لإدارة المكافحة:
1- عند زيادة أعداد الآفة يجب أن يكون التعامل معها هو كيفية خفضها وليس إزالتها كلية.
2- لا بد أن تكون هناك معرفة تامة بالنظام البيئي Eco system حتي تؤخذ قرارات مناسبة لمكافحه الافات.
3- يجب الاستفادة القصوي من الأعداد الطبيعية للآفات مع العمل في تناسق تام مع المبيدات ذات السمية الاختيارية.
4- النظام الفعال للإدارة المتكاملة للآفات هو جزء من إدارة المزرعة.
الخطوط الإرشادية في برامج I.P.M:
1- تحليل حالة الآفة وتقدير الحد الحرج بالآفات الخطيرة:
وذلك يتم على مدار العام لكل آفة حيث يجب استخدام وسائل المكافحة لمنع زيادة تعداد الآفة من الوصول إلى مستوي الفرد الاقتصادي ومن هنا يجب تحديد الأوضاع التالية:
أ) مستوي الضرر الاقتصاديE.I.L.
ب) الحد الحرج الاقتصاديE.T.L.
ج) وضع الاتزان العامE.P..
E.I.L |
E.P. |
E.T.L |
2- ابتكار وسائل تعمل على خفض أوضاع التوازن للآفات الخطيرة:
(أ) إدخال , وأقلمة , ونشر الأعداد الطبيعية للمناطق التي لم يتواجد فيها من قبل
(ب) استخدام أصناف نباتية مقاومة للآفات.
3- تحوير أو تعديل بيئة الآفة (لزيادة فعالية الوسائل المكافحة البيولوجية) باستخدام:
أ- دورات زراعية مناسبة. ب- التسميد.
ج- القضاء على مخلفات المحاصيل. د- استخدام مقننات نموذجية للري.
هـ- حرث الأرض. و- الإزالة الميكانيكية للحشائش.
ز- تغيير مواعيد الزراعة. ح- المصايد النباتية.
ط- الحش والخف.
4- البحث عن سبل علاجية تحدث أقل خلل بيئي أثناء الحالات الطارئة:
وذلك عند ظهور موجات وبائية من الآفة أو الآفة أو الآفات الثانوية باستخدام:
أ- اختيار المبيد المتخصص. ب- الجرعة المناسبة. ج- التوقيت المناسب للمعاملة.
5- ابتكار وسائل تحذيرية:
أ- المصايد الضوئية Light Traps.
ب- المصايد الفرمونية Pheromone Traps .
ج- مصايد الطموم الغذائية Bait Traps .
د- استخدام نظم الحاسبات الالكترونية Computers .
تقنيات أو أساليب أو تكتيكات المكافحة المتكاملة للآفات:
1- المكافحة الزراعية:
وهى من أقدم طرق مكافحة الآفات وهي تطبيق داخل نظام IPM وتشمل عوامل كثيرة منها: ( الحرث – ميعاد الزراعة – الري – التسميد – الدورة الزراعية – الحصاد – إزالة الحشائش وبقايا المحصول).
وكل ذلك يمكن توظيفه في برامج المكافحة ويمكن عن طريق التبكير في الزراعة لمحصول القطن إنقاذ المحصول من آفات كثيرة وتقليل الاعتماد على المبيدات.
وتعتبر خط الدفاع الأول ضد الآفات.
2- المكافحة الميكانيكية والفيزيائية:
منها درجة الحرارة – تعقيم التربة لقتل أمراض النبات بالتربة – استخدام طريقة الأشعة الشمسية بوضع طبقة النيلون على الأرض للتخلص من النيماتودا – كذلك الجمع اليدوي للإصابات النباتية والتخلص منها – الشباك والحواجز – المصايد – ماكينات الجمع والشفط – العصر والطحن – التقليم.
3- المكافحة الحيوية (البيولوجية):
وهى من أهم عناصر برامج I.P.M في مكافحة الآفات حيث استخدام الأعداء الطبيعية للآفة ومنها المفترسات والطفيليات وممرضات الآفات. وقد أثبتت نجاحا كبيرا في مكافحة الآفات والمحافظة على البيئة.
وقد أوضح Twfik (1994) أنة يوجد في مصر أكثر من 200 نوع من الأعداء الطبيعية. وعلى ذلك يجب على المهتمين بـ I.P.M بذل كل الجهود للاستفادة منها في مكافحة الآفات.
وطبقا لـ Abbas (1994) فأن Trichagramma evanescens يلعب دورا كبيرا في مكافحة حفارات قصب السكر في مصر.
4- مقاومة العائل:
وهى طريقة مؤثرة واقتصادية وأكمنة لمكافحة الآفات في برامج IPM ويوجد الآن أكثر من 150 نوعا مقاوما للنيماتودا وأكثر من 100 نبات مقاومة للحشرات وأكثر من 150 نوعا مقاوما لأمراض النبات.
وقد وجد Bottrell (1979) أن بعض الآفات الزراعية أمكن مكافحتها باستخدام محاصيل مقاومة للآفات وهذا يؤدي إلي توفير بلايين الدولارات سنويا.
5- الطرق التشريعية والحجر الزراعي:
وذلك بالالتزام بالقوانين التشريعية الخاصة بمكافحة الآفات سواء عن طريق منع ري البرسيم بعد 10 مايو حتي يمكن القضاء على أجيال دورة ورق القطن وكذلك عدم نقل فسائل مصابة من منطقة لأخرى بها إصابة وما إلى ذلك.
6- طرق الضبط الذاتي والتطويع الوراثي والهندسة الوراثية:
حيث توسع العالم في السنوات الأخيرة في استخدام طرق الضبط الذاتي والتطويع الوراثي والهندسة الوراثية لمكافحة الآفات. وأصبحت تلك الأساليب أحد مكونات برامج إدارة مكافحة الآفات؛ وتشمل هذه الطرق الآتية:
أ- الفيرومونات الجنسية: Sex Pheromones
مثل مصائد الفيرومونات الجنسية والتي تلعب دورا هاما في السيطرة على الآفات من خلال التضليل الجنسي للذكور وجذبها لمصائد خاصة بالتالي أبعادها عن الإناث ومنع أو تقليل فرص عملية التلقيح , مما يؤدي إلي تقليل أعداد البيض أو دفع أعداد الإناث إلى وضع بيض غير مخصب لا تنتج عنه ذرية. وقد استخدمت هذه الطريقة بنجاح في مزارع الفاكهة وأعطت نتائج مباشرة كما تستخدم حاليا بنجاح في حقول القطن في كثير من البلدان (Ridgway et al.,1990).
ب- تعقيم ذكور الحشرات: Sterile males
من الطرق الحديثة والناجحة التي استخدمت بفاعلية في القضاء على بعض الأنواع من ذباب الماشية وكذلك حشرة ذباب الفاكهة بتعقيم الذكور كيميائيا أو بالإشعاع ثم نشرها صناعيا في الطبيعة لتعطي أجيالا ضعيفة وعقيمة وهناك محاولات عدة في نفس الاتجاهات على أنواع من الحشرات لم تعط بعد النتائج المرجوة وتتم عملية تعقيم ذكور الحشرات على ثلاثة مراحل: (التربية المكثفة للحشرات ,والتعقيم , والنشر بالمزارع). ويعتمد نجاح هذه الطريقة على قدرة الذكور العقيمة على التنافس التزاوجي مع الذكور البرية في الطبيعة (Boller , 1987) .
ج- الهندسة الوراثية: Generic engineering
أن تكنولوجية نقل الجينات من كائن حي لكائن حي أخر عن طريق ناقل كالفيروس أو البلاسميد ستغير كثيرا في المستقبل لعديد من المفاهيم الخاصة بإدارة مكافحة الآفة كما ستؤثر بالتأكيد على نوعية المبيدات الميكروبية وتحسن من صفاتها , فضلا عن إمكانية تحسين صفات العناصر البيولوجية الاخري كالمفترسات والطفيليات. وعلية فان أفاق الدور الذي يمكن أن تلعبه الهندسة الوراثية في تطوير أفكار وخطط وأساليب إدارة مكافحة الآفات تبدو لا نهائية (Lindquist and Busch – Petersen, 1987).
7- المكافحة الكيميائية:
منذ الخمسينيات تعتبر المكافحة الكيميائية الطريقة الأكثر شيوعا لمكافحة الآفات الحشرية بداية من استخدام مركبات الكلور العضوية مثل د.د.ت , ثم مركبات الفسفور العضوية مثل الملاثيون , ثم مركبات الكريمات مثل السيفيد ثم حديثا كمجوعة البيروثرويدات مثل الدلتا ميثرين. ولقد كان اتخاذ القرار خلال تلك الحقبة منحصرا في تحديد أنسب مواعيد المعاملة بالمبيدات , وأفضل جرعاتها وأفضل صورة لها (مسحوق تقفير – سائل رش – غاز) لتعطي أعلى نسبة إبادة مباشرة. وعندما ظهرت مشاكل المناعة ومقاومة الآفات للمبيدات كما حدث في حالة المن مثلا (Attia and Hamilton , 1978) صار من الضروري زيادة الجرعات لتحقيق نفس نسبة الابادة. وعلى المدى الطويل , أدي ذلك إلى ارتفاع تلوث البيئة بمواد ثابتة كيماويا ومن الصعب تحولها , وتفاقم المشكلة بعودة تلك المواد الضارة إلى جسم الإنسان وبتركيز عال جدا من خلال غذائه (Metcaef and Luckmann , 1975).
ومن هنا نشا مفهوم ترشيد استخدام المبيدات بتقليل جرعاتها , واستخدامها في الأوقات المناسبة و والتنسيق بين الطرق المختلفة بما فيها المكافحة الكيميائية , ومن ثم تبلورت سياسات إدارة مكافحة الآفات. ولقد تكامل مع هذا الاتجاه في السنوات الأخيرة التوسع في استخدام المبيدات الميكروبية والتي تتميز بعدم تلويث الوسط المحيط لتخصصها ومحافظتها على الأعداء الحيوية .
وأدي كل ما سبق ذكره إلى أن عملية اتخاذ القرار في اختيار مبيد معين لم يعد يتوقف على نوع الآفة أو الكثافة العددية لها فقط و بل أيضا على طرق تناول وتداول هذا المبيد (سهولة الاستخدام – درجة الأمان – الثمن) Dent, 1991 .
تصميم برامج المكافحة المتكاملة:
لتصميم أو بناء برامج مكافحة متكاملة لآفة ما يلزم توافر أربعة مجموعات من المعلومات يمكن تلخيصها في الآتي:
1- العائل النباتي:-
1) محصول حقلي , أم محصول خضر , أم أشجار فاكهة , أم نباتات زينة.
2) موعد زراعتة ومدة بقائه بالحقل.
3) النباتات المجاورة والمحاصيل المجاورة المختلفة الاخري التي قد تكون عائل نباتي ثاني للآفة المراد مكافحتها , كذلك الحشائش المصابة.
4) المعاملات الزراعية مثل الري , التسميد , التقليم , .... الخ.
2- علاقة العائل النباتي بالآفة من حيث:-
1) أي أجزاء العائل النباتي عرضة للإصابة.
2)العلاقة بين موعد الزراعة وظهور الإصابة.
3) العلاقة بين مراحل النمو المختلفة للعائل النباتي وظهور الإصابة أو شدتها.
4)العلاقات بين المعاملات الزراعية المختلفة مثل الري والتسميد والعزيق وشدة الإصابة.
5) المعاملات أثناء الحصاد أو التخزين والتسوية وعلاقة ذلك بالإصابة (أمثلة: الإصابة بفراشة ديدان البلح , فراشة درنات البطاطس , آفات الحبوب المخزونة التي تنتقل من الحقل للمخزن , أحطاب القطن والذرة).
6) وجود أنواع نباتية أخري قابلة للإصابة يمكن الاستفادة بها في إتباع أسلوب المكافحة عن طريق المصايد النباتية.
3- الآفة:-
1) تحديد نوع الآفات بدقة و أسمها العلمي , الجنس , العائلة التي تتبعها ثم ترتيب هذه الآفات من حيث الأهمية ومقدار الضرر الناشيء عنها.
2) معلومات كاملة عن دورة حياتها , عدد أجيالها في مصر والعالم على مدار العام ومعرفة الظروف التي تؤدي إلى قلة أهميتها أو زيادة فرزها في البلدان الاخري.
3) مواعيد ظهورها, علاقة ذلك بالمحصول محل الاهتمام والعوائل النباتية الاخري أن وجدت , وسلوكها في التغذية.
4) دراسة تغير تعدادها وزيادة أو نقص جمهورها على مدار العام, وفى الأعوام السابقة.
5) أعدائها الطبيعية من حشرات مفترسة ومتطفلة أو مسببات أمراض منتشرة بالبيئة المصرية (أو غيرها من البلدان), ودور تلك الأعداء الطبيعية في خفض أعدادها على ومدار العام على المحصول محل الاهتمام أو غيرة من المحاصيل أو العوائل النباتية التي تهاجمها هذه الآفة.
6) المبيدات الكيماوية التي ينصح باستخدامها ومدي فعاليتها في خفض أعدادها , والمشاكل الناجمة عن استخدامها سابقا في مصر أو غيرها من البلدان.
7) أمكانية استخدام المصائد بأنواعها المختلفة.
8) حجم الضرر الاقتصادي الناشيء من الإصابة في حالة عدم وجود برنامج للمكافحة وتحت ظل البرامج المطبقة بالفعل.
9) تحديد الحد الاقتصادي الحرج الذي يبدأ عنده استخدام أسلوب المكافحة المناسب.
10) ايجابيات وسلبيات أساليب المكافحة المطبقة بالفعل.
4- الظروف المناخية:-
1) تأثير درجة الحرارة بالارتفاع والانخفاض على الآفة من حيث دورة حياتها وعدد أجيالها.
2) تأثير الرطوبة النسبية على دورة حياة الآفة.
3) العلاقة بين الظروف المناخية السائدة وتوزيع الآفة بالمناطق المختلفة من مصر وعلاقة الظروف المناخية بزيادة الإصابة أو شدتها في فصول معينة من السنة.
4) العلاقة بين الظروف المناخية ونشاط الأعداد ونشاط الأعداد الطبيعية للآفة من حشرات مفترسة أو متطفلة.
مما تقدم من معلومات يلزم توافرها ، ويمكن صياغة وبناء برنامج مكافحه متكامل لآفة ما على محصول معين ،هذا ونود الإشارة إلى أن أسلوب المكافحة المتكامل للآفات لقي في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا من المستغلين في مجال وقاية النباتات بعد أن اتضح عدم امكانيه تحقيق نجاح في كثير من الحالات عند إتباع اسلوب المكافحة الحيوية وحدها أو المكافحة الكيماوية وحدها ، وبعد أن أصبح الهدف ليس القضاء على الحشرة الضارة قضاء تاما ( وهو ليس بالممكن من الناحية العلمية ) بل تنظيم أعدادها وخفضها عن الحد الذي يسبب ضررا" اقتصاديا".
ومن الأهمية بمكان, أن ننوه إلى أن هذه المعلومات جميعها أو بعضها أو واحدة منها قد تشكل حجر الزاوية التي يبني علية برنامج مكافحة متكامل لآفة ما, كما سيتضح ذلك من الأمثلة التطبيقية التالية ولما كان المحصول غالباً يصاب بأكثر من آفة في مراحل نموه المختلفة, فانه يلزم أن ترتب الآفات من حيث أهميتها بحيث يعمل برنامج مكافحة متكامل لأهم تلك الآفات أو لآفة ما خلال مرحلة معينة من مراحل النمو حيث أنة من الوجهة العلمية يصعب صياغة برنامج مكافحة متكامل لجميع الآفات التي تصيب محصول معين.
المكافحه البيولوجية( الحيوية) Biological control
كأحد عناصر المكافحه المتكامله للافات ودورها الايجابى فى الحد من التلوث البيئى بالمبيدات.
اصبحت احتياجات الانسان متزايده بعد نموه الاجتماعى والعددى، من هنا لجأ الانسان الى التوسع فى استصلاح واستزارع الاراضى وايضا الى الزيادة الرأسية والتحميل للمحاصيل المنزرعة. ومن هنا اصبحت الزيادة العددية للمجتمعات الحشرية تشكل خطورة على موارد الانسان ،لذلك لجأ الانسان الى مكافحه الافات وعليه تطورت نظم المكافحه بتطور تقنيات العصر الى ان وصل الى المكافحه الكيماوية وبدأ الانسان فى استغلالها بصورة سيئة مما ادى الى نتائج عكسية وبدات المشكلة .
وقبل ان نسرد المشكله نقول ان المفهوم القديم الذى اعتمد عليه الانسان وهو قبل او طرد او منع الافات الحشرية من إحداث الضرر بموارده الزراعية مفهوم ناقص حيث لم ينص على جزيئة مع المحافظة على النظام البيئى الزراعى.
من هنا ظهرت المشاكل الناجمة عن الاعتماد كلية على المبيدات الحشرية فقط للقضاء على الافات الحشرية واصبح المنظور الاقتصادى الذى تم وصفه من حيث ان المبيدات الحشرية تعمل على زيادة الانتاج الزراعى بالقضاء على الافات الحشرية مفهوم غير حقيقى وذلك لان التقديرات بنيت على الجانب المنظور او المرئى وأهمل الجانب الغير منظور والذى يتمثل فى التقديرات الغير منظورة والتى تشكل تكلفة اقتصادية كبيرة وخطيرة على المدى القصير والطويل وهى:
1- تكوين سلالات من الحشرات مقاومة لفعل المبيدات Resistance
وبالتالى لابد من زيادة الجرعات المستخدم بعد ذلك وعدد الرشات المستخدمة.
2- تحول بعض الاّفات الثانوية عديمة الضرر الى افات رئيسية اصبحت تشكل خطورة هامة على المحاصيل الاقتصادية.
3- قتل الاعداء الطبيعية للاّفات وهى ثروة لها دورها فى التخفيف من أعداد الاّفات
4- التاثير الضار على طوائف نحل العسل والاسماك والطيور وصور الحياة البرية المختلفة.
5- الاّثار السامة للمبيدات على المحاصيل الزراعية ومحاصيل العلف المستخدمة فى تغدية الحيوانات .
6- تلوث المصادر المائية فوق سطح الارض المتمثله فى الترع والقنوات ومصادر المياة الجوفية تحت الارض.
7- الاضرار التى تمس العامل البشرى الهام وعلى وجه الخصوص:
أ- الامهات الحوامل والاطفال الرضع
ب- الاطفال فى طور النمو وهم شباب ورجال المستقبل وبالتالى على العنصر البشرى المنتج مستقبلا" الى جانب تاثيرها على الاعمار المختلفة
8- تكاليف علاج الأمراض الناتجة عن التلوث وهى أمراض العصر المعروفة.
9- رفض الدول إستيراد المنتج الزراعى المعامل بالمبيدات وهى خسارة اقتصادية حيث فقد العملات الصعبة.
من هنا لابد من النظرالى استخدام اسلوب يعمل على مكافحه الاّفات دون الاخلال بالنظام البيئى والاتزان الطبيعى والمحافظة على الكائنات الحية وهو : نظام المكافحه المتكامله للاّفات الحشرية او ماتسمى بادارة (واسلوب التحكم المتكامل فى الاّفات الحشرية Integrated pest management وهو عبارة عن اختيار وتكامل وسائل المكافحه المتكامله للاّفات بإستخدام تكنولوجيا المكافحه والتوفيق فيما بينها فمن نظام مدروس يحقق سياسة التحكم فى تعداد الاّفات للحصول على اكبر عائد ممكن بأقل تكاليف ممكن مع مراعاة القيود البيئية فى كل نظام بيئى ومراعاة ظروف المحافظة على البيئة على المدى الطويل واهم عناصرها والذى يشكل حوالى 80% من هذا النظام عنصر المكافحة البيولوجية Biological control
تعريف المكافحه البيولوجيه من وجهة المفهوم الايكولوجى:As a natural phenomenon:
بأنه هو الدور الذى تلعبه المفترسات والطفيليات ومسببات الامراض الحشرية فى خفض اعداد نوع ما من الحشرات عن الحد الذى يمكن ان يكون عليه فى حاله غيابها كلها او احد منها، اى الدور الذى تقوم به هذه الاعداء الطبيعية "طبيعيا" ودون تدخل الانسان (De Bach 1964)
تعريف المكافحه البيولوجية من وجهة النشاط الانسانى والتطبيقى:
بأنه استخدام المفترسات والطفيليات او ممرضات الحشرات فى خفض أعداد الحشرات عن الحد الذى يسبب ضرراً أقتصاديا (De Bach 1973)
هذا ويمكن استخدام الاعداء الطبيعية للحشرات بمفردها بنجاح فى حالات خاصة فى خفض اعداد اّفة ما عن الحد الذى يسبب ضررا " اقتصاديا"، وفى حالات اخرى لا تكفى المكافحه البيولوجية وحدها كطريقة لمكافحه اّفة ما وفى هذه الحالة يحتاج الامر الى وضع برنامج متكامل.
اهم مميزات المكافحة البيولوجية:
1- اقل تكلفة.
2- اكثر اماناً حيث انها كائنات طبيعية ليس لها خطورة على الاطلاق.
3- اكثر دواماً واستقرارا فى النظام البيئى مالم تستخدم المبيدات الحشرية.
4- ايسر استخداما حيث لا تستخدم معدات وغيرها.
اهم عناصر المكافحة البيولوجية :Biological control agents :
تتكون من ثلات مجموعات رئيسية هى:
1- المفترسات Predators
2- الطفيليات Parasitoids
3- الكائنات الدقيقة الممرضة للحشرات Entomopathogenic micro organisms
أ- البكتيريا الممرضة للحشرات Bacteria
ب- الفيروسات الممرضة للحشرات Virus
ت- الفطريات الممرضة للحشرات Fungi
ث- البروتوزوا الممرضة للحشرات Protozoa
4- النيماتودا الممرضة للحشرات Nematodes
اهم استخدمات المكافحه البيولوجية:
1- المحافظة على الاعداء الطبيعية الموجودة بالبيئية.
2- زيادة الاعداء الطبيعية من خلال نظام الاطلاق الدورى والمكثف .
3- استيراد بعض الاعداء الطبيعية الملائمة لظروفنا البيئية واكثارها واطلاقها وذلك فى حاله لزوم الامر لذلك.
الدراسات اللازمة لاى برنامج مكافحة بيولوجية:
1-عمل تربية Insectary stock (mass production) للاعداد الطبيعية.
2-التكثيف colonization( Release) تحت انسب الظروف البيئية.
3-عمل Recovery attempts دراسات للتاكد من نجاح المكافحه.
اولا": المفترسات Predators
تعريف الافتراس:
هو نوع من المعاشرة فيه يهاجم احد المعاشرين وهو المفترس predator المعاشر الاخر وهو الفريسة preyبغرص التغدية عليه ، ويقضى المفترس مع كل فرد من فرائسه فترة من الوقت تقل من فترة طوره غير الكامل او الكامل بمعنى ان المفترس قد يمارس عاداتة الافتراسيه وهو فى طوره غير الكامل (يرقة او حورية ) او طورة الكامل ( حشرة كاملة ) حيث ان بعض الحشرات تكون مفترسة فى اطوارها غير الكامله والكامله مثل اليرقات والحشرات الكامله لانواع من ابو العيد من عائلة Coccinellidae من رتبه غمدية الاجنحة ، او مفترسة فى طورها اليرقى فقط مثل بعض انواع اسد المن من رتبة شبكية الاجنحة Newroptera
في كل الحالات يحتاج الفرد المفترس الى اكثر من فرد من فرائسة ليتغذى عليه ، ليحصل على احتياجاته الغذائية ، ويتركه لينتقل الى غيره وتنتهى حياة الفريسة بعد مهاجمة المفترس لها ، وفى عالم الحشرات قد يكون المفترس اكبر من الفريسة وقد يكون مماثل لها فى الحجم وقد يكون أصغر منها.
غالبا" ماتتميز المفترسات بتحورات مورفولوجية تساعدها على القيام بعملية الافتراس بحيث اجزاء الفم بوجود (فكوك قوية) او اجزاء فم ثاقبة ماصة، وقد تزود الارجل الامامية باشواك قوية للقبض على الفريسة كما فى حشرة فرس البنى.
كيفية الافتراس:
تتغذى الحشرات المفترسة على فرائسها بطريقتين رئيسين هما:
أ- قرض اجزاء الجسم بفكوكها القوية كما هوالحال فى خنفساء الكالوسوما من عائلة Corabidae والحشرات الكاملة للرعاشات من عائلة Odonataوحشرة فرس النبى من عائلة ديكتيوبترا Dictyoptera
ب- امتصاص سوائل جسم الفريسة بعد ادخال اجزاء فمها الثاقبة الماصة كا يحدث عند مهاجمة انواع البق المفترس اليرقات حرشفية الاجنحة او غيره او عندما تستخدم يرقات اسد المن فكوكها القوية المقوسه ذات التجويف الداخلى فى القبص على الفريسة ثم ادخلها الى داخل الجسم وامتصاص سوائل ، وغالبا ما يصاحب ذلك افراز سوائل خاصة هاضمة تساعد على ورود سوائل الجسم، وتقليل مقاومة الفريسة للمفترس.
بعض الامثلة من الرتب الحشرية:
1-مفترسات ديكيتوبترا Or Dictyoptera
فرس البنى الكبير ذو البقعتين، عديم البقع
فرس البنى الصغير وكلهم يتغدوا على الحشرات الكبيرة واليرقات الكبيرة.
2- مفترسات جلدية الاجنحة Or Dermaptera
ابرة العجوز –تتغدى على عذارى حرشفية الاجنحة بالتربة.
3-مفترسات نصفية الاجنحة Or Hemiptera
بقعة الاوريس- تتغدى على المن ، العنكبوت الاحمر، بيض حرشفية الاجنحة.
4- مفترسات شبكية الأجنحة : Or:Newoptera
أسد المن تتغذي علي المن – حوريات الحشرات القشري والبق ألدقيقي وعلي بيض دودة ورق القطن وديدان اللوز.
5- مفترسات غمديه الأجنحة : Or: Coleoptera
أهمها عائلة Coccinellidae أبو العيدان ، عائل Carabidae ومنها الخنافس الأرضية مثل الكالوروما، عائلة Staphylinidae ومنها حشرة الرواغة.
6- مفترسات ذات الجناحين: Or: Diptera
ومنها عائلة Susphidae والتي منها ذبابة السرفس وتتغذي علي المن.
7- المفترسات الأكاروسية(مفصليات أرجل غير حرشفية)
يفترس الأكاروسات وحوريات الحشرات القشرية.
8- العناكب الحقيقي ( مفصليات أرجل (عناكب))
متعددة الافتراس وتوجد بالحقول والحدائق.
ثانيا: الطفيليات : Parasitoids
تعريف التطفل:
هو نوع من أنواع المعاشرة فيه يعيش احد المعاشرين و