مسلسل تجفيف البحيرات
شبح التجفيف يهدد حيرة إدكو !
حل مشاكل إرتفاع مستوي الماء الأراضي والملوحة بالبحيرة ضرورة حتمية .
لا يزال " التجفيف " يحوم حول البحيرات الشمالية فيهدد مجتمع الصيادين بقطع أرزاقهم ، فمعظمهم لا يعرف مهنة سوي الصيد وليس له أية خبرة بالزراعة . لذا فتحويل هذه البحيرات إلي أراضي إستصلاح أصبح خطراً كبيراً يهددهم من ناحية ومن ناحية أخري فقرارات التجفيف هذه تتعارض مع قوانين البيئة والصيد ، إضافة
إلي ذلك أن الأراضي التي يتم إستصلاحها تكون ضعيفة الإنتاجية لإرتفاع مستوى الماء الأرضي بها وزيادة نسبة الملوحة ليس هذا فقط بل إن عائدها علي المنتفعين أصبح غير مجز .
وحول هذه القضايا أعد مشروع إصلاح السياسات الزراعية بالتعاون مع وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضى دراسة مقارنة عن سياسة تخصيص الموارد للتنمية السمكية أو إستصلاح الأراضى فى مناطق البحيرات الشمالية وحول هذه الدراسة كان هذا التقرير حول مناطق بحيرة إدكو كواحدة من البحيرات الشمالية .
بداية أشارت الدراسة إلى أن مناطق بحيرة إدكو تتضمن مشروعات إستصلاح الأراضى التى بدأت منذ الخمسينات فى الأراضى التى إنحسرت عنها مياه البحيرة كما تتضمن أيضاً مشروعات الإستزراع السمكى حول البحيرة بالإضافة إلى ميناء الصيد فى المعدية ومزرعة برسيق التابعة لهيئة تنمية الموارد السمكية.
إرتفاع قيمة الفدان
ومن الوضع القائم فى مشروعات بحيرة إدكو تتضح زيادة قيمة الأراضى المخصصة لأنشطة المزارع السمكية من حوالى 50جنيهاً للفدان فى فترة الستينات إلى حوالى 15ألف جنيه حالياً أى زيادة بلغت نحو 300مرة بينما تضاعفت مرة واحدة فقط قيمة الأراضى الزراعية فى الفترة نفسها ويعتبر ذلك مؤشراً لأهمية الموارد السمكية بالمقارنة بالأراضى الزراعية حيث أن إرتفاع القيمة لهذه الموارد يدل على زيادة الطلب على الأراضى المخصصة للمزارع السمكية.
وأوضحت الدراسة أن الإنتاج السمكى قد تزايد فى البحيرة من حوالى 4ألاف طن عام 1974إلى حوالى 10ألاف طن عام 1999وقدرت قيمة هذا الإنتاج بنحو 60مليون جنيه وقدرت القيمة المضافة بنحو 30مليون جنيه كما قدر متوسط دخل الفرد بحوالى 7ألاف جنيه سنوياً.
4ألاف صياد
وأشارت الدراسة إلى أن عدد الصيادين العاملين بالبحيرة حوالى 4ألاف صياد يعتمدون فى معيشتهم على البحيرة ويساهمون فى تنمية إنتاجها إلا أن أعداد الصيادين المرخصين بلغ حوالى 1920صياداً فقط وبالرغم من زيادة الإنتاج السمكى خلال السنوات القليلة الماضية فلا تزال هناك إمكانية للوصول إلى مستويات إنتاجية أعلى للبحيرة والمزارع السمكية بالمنطقة إذا ما أمكن للهيئة والجهات الأخرى المشاركة والتغلب على المعوقات والمشاكل التى تحد من الإستغلال الكامل للبحيرة.
أراضٍ منخفضة الإنتاجية
وتبين أن معظم الأراضى المستصلحة بهذه المناطق أراض ذات إنتاجية منخفضة بسبب إرتفاع منسوب الماء الأرضى وتدهور الخواص الطبيعية للتربة وإرتفاع نسبة الملوحة بها ولذلك ترك معظم المنتفعين أراضيهم للعمل كصيادين والبعض الاَخريستغل أرضة الزراعية كمزرعة سمكية بالرغم من مخالفة ذلك لقانون توزيع وإستغلال الأراضي المستصلحة .
الإستصلاح للمرة الثانية
وقد إتضح أن جمعية الإصلاح الزراعي بالمنطقة قامت بإستصلاح هذه الأراضي للمرة الثانية بنقل تربة رملية لها بغرض رفع المنسوب الأرضي وإزالة أو تخفيض نسبة الملوحة بالتربة حتي يمكن مساعدة المنتفعين علي الإستقرار في أراضيهم وقد أمكن زراعتها بالنخيل والجوافة والبرسيم والخضروات في الأراضي المستصلحة لثاني مرة وضخ إستثمارات جديدة وممارسة الزراعة بصورة جيدة ويقدر متوسط دخل الفدان من هذه الأراضي ما بين (3 إلي 4 ) اَلاف جنية سنوياً بالنسبة للمحاصيل الحقلية وما بين (6 إلي 7 ) اَلاف جنية سنوياً للخضر ( الطماطم الشتوي والفلفل الأخضر والجوافة ) .