هي حالات مختلفة تنتج عن تلف أو خلل ما في الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي) . وهذه الحالات  تختلف من حيث طبيعتها وأسبابها  وخصائصها  المرضية. فاضطرابات  الحبل ألشوكي قد تؤدي إلى مشكلات في الإحساس  أو الحركة في بعض أجزاء الجسم . أما اضطرابات الدماغ فقد تؤدي بالإضافة إلى المشكلات الحركية،  إلى مشكلات معرفية، أو لغوية أو إدراكية، أو تشنجية، أو سلوكية. ومن الأمثلة على الاضطرابات العصبية الشلل الدماغي ، وإصابات الحبل ألشوكي ، وشلل الأطفال، واستسقاء الدماغ ،  والاضطرابات التشنجية.

 

الشلل الدماغي  Cerebral  Palsy  (CP) 
يعد الشلل الدماغي من أكثر أنواع الإعاقات الجسمية شيوعا بين الأطفال، وتقدر نسبة  انتشاره عالميا بحوالي ( 2 - 4 )  في (1000) .  والشلل الدماغي حالة اضطراب عصبي عضلي  مزمن ينجم عن تلف ما في  الدماغ قبل الولادة أو إثناءها أو بعدها .  وينتج  عن التلف  الدماغي اضطرابات  متنوعة في حركة  الجسم ووضعه وتوازنه . وكان الاسم الشائع للشلل الدماغي سابقا اسم مرض لتل (Little`s Disease) .
ويصنف  الشلل الدماغي وفق الأطراف المصابة إلى سبع فئات هي :       (1) شلل طرفي (Monoplegia)  وتكون الإصابة في طرف واحد ، (2) شلل ثنائي (Diplegia)  وفيه تكون الإصابة في الأطراف السفلى ويرافقها إصابة بسيطة في الأطراف العليا ، (3) شلل ثلاثي  (Triplegia) وفيه تكون الإصابة  في ثلاثة أطراف ،(4) شلل رباعي ( Quadriplegia) عندما تكون الإصابة في الأطراف الأربعة ( أنظر أيضا : الشلل الرباعي) ، (5) شلل الأطراف  السفلى (Paraplegia)  وفيه تكون  الإصابة في الرجلين  فقط ( أنظر أيضا: الشلل السفلي ) ، (6)  شلل نصفي (Hemiplegia) وفيه تكون الإصابة في الطرف العلوي  والسفلي من احد جانبي الجسم ، (7) شلل نصفي مزدوج ( Double Hemiplegia) وعندما يصاب جانبا الجسم، وتكون الإصابة في احد الجانبين أكثر شدة من الإصابة  في الجانب الآخر.
 ويصنف الشلل الدماغي تبعا لنوع الاضطراب الحركي إلى خمسة أنواع هي:  (1)الشلل الدماغي  التيبسي  (Spastic C.P.) وتكون العضلات فيه منقبضة ومتوترة ( أنظر ايضا: التيبس ) ،  (2) الشلل الدماغي  الالتوائي (Athetoid C.P.)ويتميز بحركات لا ارادية غير هادفة في اطراف الجسم          ( أنظر أيضا: الحركات  الكنعانية ) ، (3)  الشلل الدماغي  الترنحي (Ataxic C. P.)  ويتمثل الاضطراب الحركي فيه بفقدان التوازن وضعف القدرة  على استخدام اليدين ( أنظر ايضا : الترنح )  ، (4)  الشلل الدماغي الارتعاشي (Tremor C.P.)  وهو نوع نادر تحدث فيه حركات اهتزازية لا إرادية في الجسم وتزداد  هذه الحركات عندما يحاول الشخص استخدام الأطراف ،  (5) الشلل الدماغي التصلبي (Rigidity C.P.) وهو نوع  نادر أيضا تكون فيه الأطراف متيبسة ومتصلبة جدا  ولذلك فهي تأخذ أوضاعا  غير طبيعية ويصعب تحركيها  لفترات طويلة ، (6) الشلل  الدماغي  المركب (Mixed C.P.)  وهذا يعني وجود أكثر من نوع واحد من الشلل الدماغي لدى الشخص.
وقد يواجه  الأطفال الذين لديهم  شلل دماغي  إعاقات  ثانوية ومشكلات إضافية متنوعة من أهمها :  الإعاقة العقليـة ( حوالي 50% ) ، والاضطرابات الكلاميـة واللغوية (حوالي  50%) ، والإعاقة السمعية (15% ) ، والإعاقة البصرية  (30%)  ، والنوبات  الاختلاجية (30% )  ، والاضطرابات الفمية  السنية ( كسيلان اللعاب ونخر الأسنان وصعوبة تناول الطعام والشراب )  ، والمشكلات التعلمية والسلوكية . وفي الأغلب فان الشلل الدماغي يكون حالـة إعاقة متعددة . وبناء على ذلك، فان معالجته تتطلب مشاركة فريق متعدد التخصصات يشمل الأطباء، والمعلمين، والمرشدين، واختصاصي العلاج الطبيعي والوظيفي والنطقي .

 

شلل الاطفال Poliomyelitis
شلل الأطفال مرض معـد حاد يسببه فيروس يهاجم الخلايا الحركية في الحبل ألشوكي. وقد يكون المرض بسيطاً أو شديداً جداً. فإذا أدى  الالتهاب إلى تورم الخلايا  فقط  فسيشفى الطفل كاملا أما إذا اتلف الفيروس الخلايا فالنتيجة هي شلل في الأجزاء التي تنظم عملها  الخلايا الحركية المصابة.ويتوفر  لقاح شلل الأطفال بشكلين هما لقاح  السالك (Salk Vaccine)  ويعطى للأطفال بالحقن  ولقاح السابين (Sabin Vaccine) ويعطى بالفم . وقد نتج عن توفر لقاح شلل الأطفال انخفاض هائل في نسبة شيوع هذا المرض في معظم دول العالم. ولا يعني هذا القضاء على هذا المرض فهناك حالات شلل تكتشف بين الحين والآخر بسبب عدم تناول اللقاح .
وبعد فترة الحضانة التي تفصل بين الإصابة بالفيروس وظهور الأعراض المرضية يكون المرض في حالته الحادة التي تستمر لمدة شهرين وتكون أعراضها شديدة. وتليها مرحلة أخرى تمتد لعامين قد تستعيد فيها العضلات عافيتها جزئيا أو كليـا ويعتمد ذلك على مدى الضرر الذي أحدثه الفيروس بالخلايا العصبية الحركية. أما إذا بقيت العضلات ضعيفة أو مشلولة بعد هذه المرحلة فليس هناك احتمال لشفائها ويهدف العلاج في مرحلة ما بعد الشلل إلى الوقاية من التشوهات وذلك بالعلاج الطبيعي والأربطة المقومة والجراحة أحيانا.

 


إصابات الحبل الشوكي Spinal Cord Injuries 
الحبل ألشوكي هو ذلك الجزء من الجهاز العصبي المركزي الذي يوصل المعلومات الحركية والحسية من والى الدماغ. ويتصل من الاعلى بجذع الدماغ (في قاع الجمجمة) ويمتد في الظهر الى أسفل بطول (18)  انشاً وبقطر (3/4) انش الى مستوى الفقرة  القطنية  الثانية.  ويتكون الحبل  ألشوكي من قطاعات بمستوى العمود الفقري  (8 عنقية، 12 صدرية، 5 قطنية، 5 عجزية، وواحدة عصعصية). وينبثق عن الحبل ألشوكي (31) زوجاً من الأعصاب يتألف كل زوج منها من عصب حسي وآخر حركي. وينجم عن إصابات الحبل ألشوكي عادة فقدان حسي وشلل في أجزاء الجسم التي هي دون موقع الإصابة وعجز جنسي أيضا.  وكلما كان مستوى الإصابة أعلى،  أصبح الشلل والفقدان الحسي أكبر.
ومن أكثر أسباب إصابات الحبل ألشوكي شيوعاً الحوادث المختلفة (كحوادث السير ، الألعاب الرياضية وبخاصة التزلج ، والعيارات النارية ،و السباحة العميقة ، والسقوط من أماكن  مرتفعة ، الخ) . وقد تنتج  إصابات  الحبل ألشوكي  عن تشوهات ولادية  وأمراض متنوعة  منهـا :  شلل الأطفال ، والعمود الفقري المفتوح ، والتصلب  المتعدد ، والضمور العضلي ألشوكي ، والتقوس  المفصلي.


وغالباً ما تنتهي الإصابة في مستوى الفقرة الصدرية الأولى فمــا دون بشلل سفلي.  أما الإصابة في المستوى العنقي فهي غالباً ما تنتهي بشلل في الأطراف الأربعة. هذا وتنطوي إصابات الحبل ألشوكي على أشكال مختلفة من التحديات  الصحية والمشكلات المهنية  والصعوبات النفسية والتربوية  وذلك اعتماداً على عمر الفرد وموقع  الإصابة وشدتها . ولذلك  فان الخدمات التي يحتاج إليها هؤلاء الأشخاص متنوعة ، فبالإضافة إلى العلاج الطبي والجراحي  أحيانا ثمة حاجة أيضاً إلى خدمات  الإرشاد النفسي  والعلاج الطبيعي والتربية الخاصة  والعلاج الوظيفي والتأهيل .

 

إصابات الرأس Head Injuries 
هي احد الأسباب الرئيسة للوفاة والإعاقات (وبخاصة الإعاقات الجسمية والعقلية ).  وثمة حاجة مستمرة لتوعية الأسرة والمجتمع حول استراتيجيات  الوقاية من الحوادث والإصابات  لدى الأطفال. ومن هذه الاستراتيجيات استخدام أحزمة الأمان في المركبات  وحماية الإدراج والنوافذ للوقاية من حالات السقوط  .  وبما إن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة قد لا يدركون المخاطر وقد لا يتعلمون بما فيه الكفاية من خبرات الآخرين أو حتى من خبراتهم السابقة، فإنهم قد يعرّضون أنفسهم للخطر. وفي مرحلة المدرسة فـان الأطفال قد يتصرفون على نحو خطر وغير مسئول للفوز بقبول مجموعة الإقران. وقد لا يعي الأطفال قدراتهم الحقيقية ولذا يعرّضون أنفسهم للحوادث والإصابات. وفي مرحلة المراهقة  تزداد احتمالات التعرض  للحوادث والإصابات بشكل ملحوظ لأسباب متنوعة  ترتبط  بأنماط  التنشئة الأسرية ، والصعوبات المدرسية  ، وضغوطات  مجموعة الرفاق ، وغير ذلك.
وإصابات الرأس أكثر شيوعا بين الذكور من الإناث، وأسباب ذلك واضحة وترتبط بالفروق بين الجنسين من حيث ممارسة الأنشطة العنيفة. وإصابات الرأس أربعة أنواع رئيسية وهي:
(1) الارتجاج الدماغي (Concussion)  او اصابات الرأس المغلقة (Closed Head Injuries)  ونادراً ما يحدث مضاعفات  جسمية  أو عقلية طويلة المدى بسبب هذا النوع البسيط  نسبياً من اصابات  الرأس ،  (2) الرضة الدماغية (Contusion)  وهي اصابة أشد خطورة من الارتجاج وقد يكون هناك حاجة الى اجراء  عمليات جراحية او تنفيذ برامج طبية  محددة في هذه الحالات ، (3) كسور  الجمجمة (Skull Fractures)  وتتباين هذه الكسور من حيث مستوى خطورتها وقد تحدث تلفاً في الدماغ  ، (د) النزيف المخي  (Cerebral Hemorrhage) ويحدث عادة نتيجة انفجار  أحد الشرايين  وهو قد يكون  مميتاً، ولذلك لا بد من التشخيص  والعلاج  المبكرين .

 

الاضطرابات الاختلاجية Convulsive  Disorders
يشير مصطلح الاضطرابات الاختلاجية الى جملة أعراض ومؤشرات سريرية لنشاط  مفرط  وغير طبيعي  للخلايا العصبية  في القشرة الدماغية. وهذا النشاط  يبدأ وينتهي  تلقائياً وهو قابل للتكرار.  ويستخدم  هذا المصطلح  عادة للاشارة الى النوبات  الصرعية حيث ان العرض الرئيس للاضطرابات الاختلاجية هو النوبة (Seizure) . والصرع ليس مرضاً محدداً في حد ذاته  بل هو جملة أعراض تنتج عن اضطراب الوظائف الدماغية. ولذلك يجب تقييم الوضع  العصبي للشخص المصاب للتحقق من عدم وجود  أورام في الدماغ او نزيف  او تشوهات  تكوينية او التهابات او اضطرابات بيوكيماوية  . وعلى الرغم من ذلك، فانه يتعذر على أطباء الاعصاب  تحديد اسباب الصرع فيما يزيد عن 50% من الحالات.
وتصنف  النوبات الصرعية تبعاً للخصائص السريرية والخصائص  الكهربائية  الفسيولوجية للنوبة. وعموما، تصنف النوبات  الى ثلاث فئات رئيسة هي: (1)  النوبات المعممة (Generalized Seizures ) ، (2) النوبات الجزئية (Partial Seizures)  أو المحددة  (Local) ، (3)  النوبات غير  المصنفة (Unclassified Seizures ).
وأهم  ما يسعى علاج الصرع الى تحقيقه  هو ايقاف النوبات  التشنجية او تخفيفها للحد من الاصابات الدماغية  المحتملة ونقص الاكسجين. ويتمثل  العلاج أساساً بالعقاقير الطبية  وتنجح  هذه العقاقير في السيطرة على نحو 80% من حالات النوبات الصرعية جزئياً او كلياً.


والصرع  قد يحدث للإنسان في أي عمر، ولكنه أكثر ما يكون شيوعاً في مرحلة الطفولة. وتتراوح نسبة انتشاره بين  1 - 2% من مجموع  السكان.  وقد يحدث بمفرده وقد يصاحبه حالات اضطراب  أخرى ( كالتخلف العقلي أو الشلل الدماغي مثلا ) ، ولعل أهم ما يحتاج أولياء الأمور والمعلمون  إلى معرفته هو الإجراءات التي ينبغي إتباعها عند حدوث  النوبة . وبإيجاز فالإجراءات المقترحة هي : (1) إبعاد الشخص  عن الأشياء الخطرة ،          (2) عدم محاولة وضع إي شيء في فم الشخص ، (3) إدارة رأس الشخص إلى احد  الجانبين ليبقى مجـرى التنفس مفتوحـاً ، (4) عدم محاولة إيقاف النوبات بالقوة الجسمية  فلا جدوى من ذلك ، (5) لا ضرورة لاستدعاء  الطبيب أو نقل الشخص  إلى المستشفى إلا إذا حدث لديه نوبة طويلة المدة أو نوبة تلو أخرى  ، (6)  بعد توقف النوبة يرتاح الشخص أو ينام .

 

التصلب  المتعدد Multiple Sclerosis 
هو إعاقة مزمنة في الجهاز العصبي المركزي تزداد شدتها مع الأيام. وهي تنتج عن فقدان  المادة البيضاء الذهنية  التي تتكون منها الأغشية  الميالينية لبعض الألياف  العصبية.
وبسبب ذلك يحدث  تشوهات أو اضطرابات في السيالات العصبية . وقد يعاني الشخص المصاب  بالتصلب المتعدد من مشكلات كلامية وشلل  في أطراف الجسم  وصعوبات انفعالية  شديدة وربما إعاقات حسية  أيضا .

 

العمود الفقري المشقوق (السنسنة المشقوقة)  Spina Bifida
العمود الفقري المشقوق هو احد اكثر التشوهات الخلقية خطورة . وينجم عن تشوه في القناة العصبية  (Neural Tube Defect)  حيث تخفق هذه القناة في الإغلاق كاملا في مستوى الحبل ألشوكي. ويصنف العمود الفقري المشقوق تبعاً لشدة الحالة وموقعها إلى ثلاثة أنواع هي : (1) الشق غير الظاهر (Spina Bifida Occulta) وهو الأكثر شيوعا ولا يحتاج إلى علاج طبي لأنه لا يترك  أية تأثيرات تذكر على  الإنسان ، (2) الكيس السحائي (Meningocele)  وينطوي على خطورة حيث إن أغشية الحبل ألشوكي تبرز خارج الفتحة في العمود الفقري وتعالج هذه الحالة جراحيــا ، (3) الكيس  السحائي ألشوكي ( Myelomeningocele) وهو الأكثر خطورة حيث إن جزءا من الحبل ألشوكي  والأعصاب يبرز خارج الفتحة في العمود الفقري . وكثيرا ما تؤدي هذه الحالة إلى  الإجهاض أو الموت المبكر،  إلا إن متوسط حياة الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة  تحس مؤخرا بفعل التقدم الطبي . ولإنقاذ حياة الطفل تجرى له عملية جراحية بعد الولادة فورا وتكون النتيجة شلل سفلي. ولذلك فان هؤلاء الأطفال يعجزون عن الوقوف والمشي دون مساعدة العكازان، أو الجبائر، أو كراسي العجلات. ومن اكثر مضاعفات العمود الفقري المشقوق خطورة الاستسقاء الدماغي، الذي يحدث  في حوالي  70% من الحالات.

المصدر: مركز الرحمة
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1219 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2011 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,391,804

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط