الإنسان في جميع مراحل حياته بما فيها الحياة الجنينية يتناول الغذاء والسوائل . ومن خلال عمليات استقلاب هذه المواد ينتج العديد من المواد التي يتم طرحها خارج الجسم , حيث يتم افراز هذة المواد مع الكمية الزائدة عن حاجة الجسم من السوائل عن طريق الكليتان على شكل بول الذي يصل إلى المثانة عبر الحالبين حيث يتم تخزينه في المثانة , وحين يصل إلى حجم معين يتم طرحه خارج الجسم عبر الأحليل . يبدأ طرح البول في الحياة الجنينية ويستمر مدى الحياة . في أية حالة من عدم افراز الكليتان للبول أو عدم الطرح الكلي للبول او صعوبة أو عدم القدرة على طرحه خارج الجسم , ينجم العديد من الأضطرابات الصحية التي تؤدي الى امراض قد تكون عابرة وقابلة للعلاج , او تتحول إلى امراض مزمنة تضع حياة الانسان تحت ظروف قاسية و أحياناً مهددة للحياة
في الحالة الطبيعية يتم تخزين البول في المثانة ليصل إلى حجم معين وذلك من خلال قابلية المثانة للتمدد من جهة وعدم السماح للبول بالخروج خارج الجسم من خلال عمل المعصرات البولية من جهة اخرى, وحين وصول المثانة لحجم معين يبدا تنبيه المثانة وتبدا بالتقلص وذلك بالتزامن مع ارتخاء المعصرات البولية الدخلية التي تقع عند عنق المثانة وهي معصرة غير ارادية اي لا نستطيع التحكم بها واخرى خارجية موجودة حول الأحليل وهي معصرة ارادية اي نستطيع التحكم بها ليتم طرح البول خارج الجسم .
عندما يحدث فشل في التخزين بسبب عدم ارتخاء المثانة أو زيادة في تقلص جدارها , هذا يؤدي لخروج البول على شكل دفعات غير مسيطر عليها وغير مضبوطة بالزمان و المكان . بينما في حالة عدم قدرة المثانة على التقلص و يرافقها ضغط طبيعي عند المعصرة ينتج عن ذلك مثانة واهنة وعدم القدرة على التبول العفوي , اما إذا ترافق وهن المثانة مع معصرة احليلية منخفضة الضغط ينتج عن ذلك مثانة واهنة وخروج البول على شكل سيلان وهو ما يسمى بسلس البول بالإفاضة .
المثانة هي العضو الحشوي الذي يخزن فيها البول قبل طرحه عبر الاحليل , لكنها تتميز عن بقية الاحشاء داخل البطن كونها الحشى الوحيد الذي يخضع لسبطرة الدماغ اي اننا نستطيع ان نتحكم الى درجة معينة بعملية البدء او كبح التبول .
في الحياة الباكرة وعند الرضع عملية التبول تتم بشكل انعكاسي اي ان الوليد و الرضع حتى عمر سنتين لا يستطيع ان يتحكم في الزمان و المكان الذيي يجب ان يتم فيه طرح البول . بعمر اكثر من سنتين يبدا الطفل بالسيطرة على التبول خلال فترة اليقظة , ويفقد هذه السيطرة ويحدث التبول بشكل قسري عند حدوث الأنتان , ويستيعيد السيطرة بعد الشفاء من الأنتان .
ان القدرة على استمساك البول خلال فترة الرقود تختلف من طفل إلى اخر , حيث يتمكن بعض الأطفال من الأستمساك بعمر سنتان ولا نعتبر الطفل ذو الخمس سنوات الذي يتبول خلال النوم مرتان بالأسبوع بأنه مريض .
عملية التبول تتطلب سلامة - البنية التشريحية للمثانة و الوحدة المعصرية الداخلية والخارجية من جهة وسلامة الجهاز العصبي المركزي اي الدماغ و النخاع الشوكي من جهة اخرى والأعصاب الوصلة بينهما .
في الحالات التي يتم فيها أذية النخاع الشوكي أو الأعصاب المحيطية المسؤلة عن عمل المثانة و المصرات فإن غالباً ما تكون مستديمة .
اما في حالات الشلل الدماغي الناجم عن نقص الأكسجة خلال او بعد الولادة او الحالات الأنتانية التي تصيب الدماغ , أو في حالات اليرقان النووي , فان القدرة على التحكم بالتبول تتعلق بشدة الإصابة في الدماغ تتراوح من أطفال يتطورن مثل اقرانهم بشكل طبيعي إلى حالات شديدة لا نتوصل إلى نتيجة مرضة من التحكم .
الأطفال المصابين بأذية عصبية دماغية و لديهم درجة من الوعي , يجب أن نعمل على تدريبهم كي نتوصل معهم لأفضل النتائج , بما ان هذه الفئة من الأطفال تدرك الفرق بينها وبقية الأطفال , لذلك نجدهم في حالة نفسية حذرة حيث ان أي ضغط نفسي عليهم قد يؤخر التحسن لديهم , إذاً يتوجب على الأهل والكوادر الصحية ان نتحمل و نصبرعلى بطء تقدمهم لأن معاقبتهم النفسية و الجسدية تؤدي إلى نتائج مدمرة في مستقبلهم .
الدعم النفسي له دور مهم في جعل الطفل يتقبل التدريب وتقوية الجهاز الحركي بشكل عام و تقوية عضلات أرضية الحوض التي تدعم عمل المعصرات البولية , كوادر المعالجة الفزيائية و التأهيل هم افضل من يقوم بهذة المهمة
فقط بالتأهيل و التدريب و الدعم النفسي و العلاج الدوائي نصل الى السيطرة على الطرح البولي في سن ما قبل المدرسة.
المعالجة الدوائية : تتضمن الأمور التالية :
معالجة الحالة المرضية التي ادت الى اضطراب عملية التبول .
المعالجة المناسبة للانتان البولي و أخذ سبل الوقاية منه
المعالجة الدوائية المناسبة للحالة المرضية للمثانة
انواع المثانة العصبية
المثانة العصبية التشنجية : تحدث عندما تكون الأذية فوق مركز التبول في النخاع الشوكي, حيث يبقى القوس الأنعكاسي سليماً ويفقد التثبيط الإرادي من الدماغ
تتصف المثانة الصبية التشنجية بما يلي
= نقص السعة المثانية
= التقلص اللإرادي للمثانة
= ضغط تبول مرتفع ضمن المثانة
= فرط ضخامة جدار المثانة
= تشنج في عضلات الحوض
المثانة العصبية الرخوة : تحدث عند وجود اذية عصبية عند مركز التبول في النخاع الشوكي وتتميز بما يلي
= سعة مثانية كبيرة
= عدم القدرة على التقلص الإرادي لعضلة المثانة
= ضغط منخفض ضمن المثانة
= نقص في مقوية المصرة الأحليلية
المعالجة الدوائية
المثانة التشنجية : فشل في وظيفة التخزين : ثلاث أهداف في تدبير المثانة التشنجية : - المحافظة على الوظيفة الكلوية
استمساك البول
تفريغ البول
الأدوية المضادة للكولين :
= OXYBOTININE ( DITRPAN ) الجرعة مقسمة مرتين اليوم
= DICYCLOMINE HYDROCHLORIDE( PENTYL ) جرعة وحيدة يومياً
= METHANTHALINE BROMIDE (E BANTHIN) كل ست ساعات
= PROPANTHALINE BROMIDE ( PRO-BANTHIN ) مرتين باليوم
= TOLTERODINE ( DETROL ) مرتين باليوم
هذه الأدوية غير فعّالة إذا كان سبب السلس ناجم عن ارتخاء المعصرة , او تغيرات المطاوعة في جدار المثانة
المثانة العصبية الرخوة :
= التدريب والعناية بالمثانة : التبول كل ساعتين لمنع تسرب البول بسبب التمدد المفرط للمثانة اما بمناورة CREDE او باستعمال عضلات البطن والحجاب الحاجز لرفع الضغط ضمن البطن
= القثطرة المتقطعة : يتم تفريغ المثانة كل 3 – 6 ساعات تفيد :
= تقليل الثمالة البولية وبالتالي منع الأنتان
= تجنب السلس
= الحد من أذية الجهاز البولي العلوي
تعليم احد الوالدين التعقيم و الطريقة الصحيحة لإجراء القثطرة
الأدوية القلدة لنظير الودي أهما بيتانيكول هيدروكلورايد
(URICHOLINE )
نصائح للوقاية من حدوث أو نكس إنتانات المجاري البولية عند الأطفال
ما هي العوامل التي تؤهب لحدوث و نكس التهاب المجاري البولية عند الأطفال ؟
ركودة البول في المثانة و هو ما يحدث عندما لا يتبول الطفل كثيراً
وجود البول الكثيف في الجهاز البولي عندما لا يتناول الطفل الكثير من السوائل
وجود الإمساك مما ينقص سعة المثانة و يمنع إفراغها التام
عدم الاهتمام بنظافة المنطقة البولية التناسلية عند الطفل لان أكثر الجراثيم تأتي من منطقة ما حول الشرج
عدم إجراء ختان الطفل حيث يزيد ذلك من احتمال الإنتان عند الذكور
ما يجب القيام به للوقاية من حدوث أو منع نكس التهاب المجاري البولية عند الطفل:
جعل الطفل يتبول 6 مرات على الأقل يومياً و أفضل أوقات التبول عند الطفل هي في الصباح عندما يستيقظ , قبل مغادرة المنزل إلى المدرسة , ظهراً , قبل مغادرة المدرسة ظهراً , عند تناول العشاء و أخيراً قبل النوم.
جعل الطفل يتناول كمية كافية من الماء خلال النهار , و بالنسبة للرضع خلال فترة الحر يمكن تزويدهم بالماء ما بين الرضعات , و بالنسبة للأطفال الصغار يجب تناول من 3/4 إلى 1 لتر كل يوم , و للأطفال الكبار من 1 إلى 1 و 1/2 لتر كل يوم و الماء العادي هو الأفضل دون إضافة السكر
معالجة الإمساك في حال وجوده : يمكن تجب الإمساك بتناول الكثير من السوائل و الألياف مثل الخضار و الفواكه و أفضل الأدوية لمعالجة الإمساك هو اللاكتولوز و هو سكر عاطل لا يمتص من قبل الأمعاء.
الاهتمام بنظافة المنطقة البولية التناسلية للطفل و خاصة الإناث و يجب على الأم و على الطفلة عندما تكبر تعلم كيفية تنظيف هذه المنطقة و ذلك بإجراء المسح أثناء التنظيف من الأعلى باتجاه الأسفل ثم رفع اليد أو الفوطة المستخدمة و المسح من جديد باتجاه واحد و ليس المسح ذهاباً و إيابا لمنع نقل الجراثيم من منطقة ما حول الشرج إلى فوهة البول.
إجراء الختان للذكور غير المختونين.
ماذا تفعل عندما تشك أن لدى طفلك التهاب مجاري بولية؟
هناك نوعان من التهابات أو إنتانات المجاري البولية عند الأطفال:
التهاب المجاري البولية السفلية أو ما يسمى التهاب المثانة : و يجب الشك به عندما يكون لدى الطفل حرقة و الم أثناء التبول و رغبة متكررة للتبول مع تغير لون و رائحة البول و لكن هنا دون ارتفاع حرارة الطفل. و يجب عندها إجراء فحص و زرع جرثومي للبول و البدء بمعالجة الحالة بالمضادات الحيوية عند طريق الفم حال اخذ عينة البول.
التهاب المجاري البولية العلوية أو ما يسمى التهاب الحويضة و الكلية الحاد : و يجب الاشتباه به عند وجود الأعراض السابق ذكرها في الأعلى مع ارتفاع درجة حرارة الطفل إضافة للألم البطني أو ألم في الظهر عند الأطفال الكبار مع ملاحظة أن العرض الوحيد عند الرضع قد يكون ارتفاع درجة حرارة الرضيع. ويمكن كشف التهاب المجاري البولية هنا أيضا بإجراء فحص سريع للبول بواسطة الستربب و ثم إجراء زرع للبول و تعالج التهاب الحويضة و الكلية في المشفى بالمضادات الحيوية بالوريد لمدة يومين على الأقل ثم يكمل العلاج عن طريق الفم و العلاج المبكر هام لتجنب تأذي الكليتين و قد يلجا الطبيب في أغلب الحالات لإجراء استقصاءات شعاعية للتأكد من سلامة الجهاز البولي عند الطفل.
في كلتا الحالتين يجب إخبار الطبيب و إجراء فحص و زرع البول لتحديد العلاج.