يتكون الجهاز العصبي المركزي في الإنسان من الدماغ Brain والنخاع الشوكي أو الحبل الشوكي Spinal Cord.

يتكون الدماغ من:
1) المخ Cerebrum.
2) جذع المخ Brainstem , والذي يتضمن الدماغ الأوسط Midbrain والجسر Pons والنُخاع المستطيل Medulla Oblongata.
3) المُخيخ Cerebellum.



أولاً: المخ</H4>تكون أجسام العصبونات في المخ مُتركزة في الطبقة الخارجية (قشرة المخ) Cortex Cerebral ويكون لونها رمادياً ولهذا تُسمى المادة الرمادية Grey Matter بينما تتوضع محاور العصبونات في الداخل ويكون لونها أبيضاً ولهذا تُسمى المادة البيضاء Matter White. يوجد في المادة البيضاء تجمعات لأجسام عصبونات وهذه التجمعات تُسمى نواة Nucleus أو عُقدة Ganglion. بينما بكون العكس في الحبل الشوكي أي أن المادة البيضاء (محاور العصبونات) في الخارج والمادة الرمادية (أجسام العصبونات) في الداخل.

يقسم الشق الطولاني الأنسي (الداخلي( Fissure Medial Longitudinal المخ إلى نصفين غير مُنفصلين تماماً عن بعضهما البعض , وهما نصف الكُرة المخي الأيمن Cerebral Hemisphere Rightو نصف الكُرة المخي الأيسر Hemisphere Left Cerebral. يتحكم نصف الكُرة الأيمن بالجانب الأيسر من الجسم وبالعكس نصف الكُرة الأيسر يتحكم بالجانب الأيمن من الجسم , وأحدهما يكون نصف الكُرة المُخي المُسيطر Dominant Cerebral Hemisphere, فالأشخاص الذين يستعملون اليد اليمنى يكون نصف الكُرة المخي الأيسر هو المُسيطر عندهم والأشخاص الذين يستعملون اليد اليسرى يكون نصف الكُرة المخي الأيمن هو المُسيطر عندهم. وبما أن أغلب الناس يستخدمون اليد اليمنى فإن الغالب أن يكون نصف الكُرة المخي الأيسر هو المُسيطر.
تتجعد المادة الرمادية في المخ على شكل تلافيف Gyri ومُفرده تلفيف Gyrus والهدف منها زيادة مساحة سطح المُخ، ويوجد بين التلافيف شقوق وهذه الشقوق لها أسماء وهي مهمة في معرفة التلافيف المختلفة من المخ وسوف نذكر التلافيف والشقوق المهمة منها ووظائفها.

ينقسم كل من نصفي الكرة المخية في السطح الخارجي إلى أربعة (4) فصوص , وهي:

1- الفص الجبهي Lobe Frontal: وهو مسؤول عن التحكم بالعواطف والإنفعالات في الإنسان وشخصيته , وكذلك مهم لتعلم وممارسة المهارات الحسية الحركية المُعقدة , فالأشخاص الذين لديهم تلف في هذا الفص لا يُقدّرون المواقف الاجتماعية وكيفية التصرف الملائم في هذه المواقف ولا يستطيعون أن يتحكموا بعواطفهم، فتراهم يضحكون تارة ويبكون تارة وأي شيء يخطر على بالهم يقومون به دون تقييمه ما إذا كان فعلا مُناسبا في هذا الموقف أم لا. كذلك يحتوي التلفيف الجبهي السُفلي في الجزء الخلفي منه في نصف الكرة المُخي المُسيطر على منطقة بروكا Broca area وهي المنطقة المسؤولة عن التكلم وتلفها يؤدي إلى الحُبسة الحركية Motor Aphasia حيث أن الشخص المُصاب يعرف ما يريد أن يقوله ولكنه لا يستطيع أن يتكلم أو يكون كلامه بطيء وغير مفهوم بالرغم من عدم وجود شلل في عضلات اللسان والحلق والحنجرة .
يحوي التلفيف أمام الشق المركزي Precentral Gyrus وجدار الشق المركزي Central Sulcus الأمامي على القشرة الحركية Motor Cortex المسؤولة عن حركة العضلات الإرادية في الجانب المُعاكس من الجسم , أي القشرة الحركية في نصف الكرة المخي الأيمن مسؤولة عن حركة عضلات الجانب الأيسر من الجسم وبالعكس القشرة الحركية في نصف الكرة المخي الأيسر مسؤولة عن حركة عضلات الجانب الأيمن من الجسم , وتلف هذه المنطقة يؤدي إلى شلل في الجانب المُعاكس من الجسم. في القشرة الحركية تكون أعضاء الجسم ممثلة بالمقلوب , أي الجزء السُفلي من القشرة الحركية يتحكم في اللسان والحنجرة ومن ثم الوجه وهكذا وفي الأعلى تكون منطقة التحكم بعضلات القدم.

2- الفص الجداري Lobe Parietal: ويحتوي على التلفيف خلف المركزي Postcentral Gyrus وهذا التلفيف مع الجدار الخلفي للشق المركزي يحتويان على القشرة الحسيّة Sensory Cortex المسؤولة عن الإحساس في الجانب المُعاكس من الجسم، وتلف هذه المنطقة يؤدي إلى فقد الإحساس في الجانب المُعاكس من الجسم وتكون أعضاء الجسم ممثلة بالمقلوب كما هو في القشرة الحركية.

3- الفص الصدغي Lobe Temporal: يحتوي التلفيف الصدغي العلوي Superior Temporal Gyrus على مناطق السمع وكذلك يحتوي على التلفيف الهامشي الفوقي Supramarginal Gyrus والتلفيف الزاوي Marginal Gyrus وهما يحتويان على الذاكرة الخاصة بالكلمات المقروءة والمكتوبة وتلف هذه المنطقة يؤدي إلى خلل القراءة (صعوبة القراءة وتعلمها( Dyslexia.

4- الفص القفوي Lobe Occipital: يقع في مؤخرة المخ ويحتوي على مركز الإبصار وتلف المنطقة يؤدي إلى العمى.

كما ذكرنا سابقاً فإن نصفي المخ ليسا مفصولين عن بعضهما تماماً , يمكن القول بأنهما مفصولان عن بعضهما في الجزء العلوي , ففي الجزء الداخلي يتصلان مع بعضهما البعض بواسطة الجسم الثفني Corpus Callosum وهو عبارة عن ألياف عصبية (محاور عصبونات) توصل بين مناطق متشابهة في نصفي المخ. وفوقه يكون التلفيف الحِزامي Gyrus Cingulate وهو جزء من الجهاز الحُوفي system Limbic والذي يتحكم في العواطف والأحاسيس لدى الإنسان. يتوضع البطين الجانبي (الوحشي( Ventricle Lateral تحت الجسم الثفني , ويوجد بُطينان منه , واحد أيمن وآخر أيسر ويتصل كل منهما بالبطين الثالث Ventricle Third بواسطة الثُقبة بين البُطينات Foramen Interventricular أو ثُقبة مونرو Foramina of Munro ويتصل البُطين الثالث بالبطين الرابع Ventricle Fourth الذي يقع في جذع الدماغ بواسطة مَسال سيلفيوس Sylvius Aqueduct of الذي يعبر خلال الدماغ الأوسط. وبعدها يتصل البطين الرابع بالقناة المركزية Central Canal في الحبل الشوكي وهذه الأربعة بُطينات والقناة المركزية تحتوي على السائل المُخي الشوكي (أو النُخاعي) Fluid CerebroSpinal.

الدماغ الأوسط Midbrain والجسر Pons والنُخاع المُستطيل Medulla Oblongata يكونون جذع الدماغ Brainstem. يقع الدماغ الأوسط فوق الجسر والجسر فوق النُخاع المُستطيل والذي يكون مُتصلاً بالحبل الشوكي وخلفهم يقع المُخيخ Cerebellum , ويتصل المُخيخ بجذع الدماغ عن طريق السويقة المُخيخية العلوية Superior Cerebellar Peduncle والسويقة المُخيخية السُفلى Inferior Cerebellar Peduncle. يوجد في الدماغ الأوسط مراكز ردة الفعل البصري , مثال ذلك عندما تلمس يداك شيء أو يلفت نظرك شيء وتُريد أن تراه أو تتفحصه عن قرب فإنك تلتفت نحوه وتركز بصرك عليه أو تقربه منك وهكذا، وكذلك يحتوي الدماغ الأوسط على مراكز ردة الفعل السمعي , مثال ذلك تسمع صوتاً ما فتلتفت نحو مصدر الصوت لترى ما هو، كما يحتوي الدماغ الأوسط على نواة للأعصاب القحفية الثالث والرابع والخامس .

يحتوي الجسر على نوى الأعصاب القحفية الخامس والسادس والسابع والثامن , قي حين يحتوي النخاع المستطيل على نوى الأعصاب القحفية التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر. والأعصاب القحفية Cranial Nerves تُشكل جزء من الجهاز العصبي المُحيطي Peripheral Nervous System وسوف نذكر أسمائها بالترتيب التسلسلي مع وظيفتها:

1- العصب الشمي Olfactory Nerve المسؤول عن حاسة الشم لدى الإنسان.
2- العصب البصري Optic Nerve المسؤول عن الإبصار لدى الإنسان.
3- العصب المُحرك للعين Oculomotor Nerve ويُغذي عضلات العين الخارجية المسؤولة عن حركة العين كلها ما عدا العضلة المستقيمة الوحشية والعضلة المائلة العلوية. ويحمل معه ألياف عصبية ودية Sympathetic Fibers مسؤولة عن ردة فعل العين للضوء (المُنعكس الضيائي) Light reflex وكذلك مُنعكس التكيف Accommodation Reflex مثال ذلك تكيف العين للقراءة عن قرب.
4- العصب البكري Trochlear Nerve والذي يُغذي العضلة المائلة العلوية للعين.
5- العصب الثُلاثي التوائم Trigeminal Nerve وهو عصب حسي للوجه (الإحساس) وفروة الرأس وكذلك يحمل ألياف حركية لعضلات المضغ .
6- العصب المُبعد Abducens Nerve ويُغذي العضلة المستقيمة الوحشية للعين.
7- العصب الوجهي Facial Nerve ويُغذي العضلات السطحية للوجه (عضلات التعبير مثل الإبتسام والعبوس) ويحمل ألياف حسية للألم والحرارة من الأذن وكذلك ألياف حسية للتذوق في الثلثين الأماميين من اللسان وألياف لاودية Parasympathetic Fibers للغدد اللعابية.
8- العصب الدهليزي القوقعي Vestibulcochlear Nerve , العصب المسؤول عن السمع والتوازن عند الإنسان.
9- العصب اللساني البلعومي Glossopharyngeal Nerve , يحمل ألياف حسية من الثلث الأخير من اللسان وألياف لاودية للغدد اللعابية وألياف حركية لعضلات البلعوم.
10- العصب المُبهم Vagus Nerve ويحمل ألياف لاودية Parasympathetic Fibers لأعضاء الصدر والجهاز الهضمي والقلب , فمثلاً تنبيه العصب المُبهم يُقلل من سرعة ضربات القلب ويزيد من حركة الأمعاء. وكذلك يحمل ألياف حركية لعضلات الحلق والبلعوم والحنجرة.
11- العصب الإضافي Accessory Nerve ويُغذي عضلات الحنجرة والبلعوم مع العصب المُبهم وفرع منه يُغذي عضلات إرادية في الرقبة.
12- العصب تحت اللسان Hypoglossal Nerve وهو العصب المُحرك للسان أي يُغذي عضلات اللسان.

ثانياً: جذع الدماغ

يتألف جذع الدماغ من الدماغ الأوسط Midbrain والجسر Pons والنُخاع المُستطيل Medulla Oblongata (البصلة السيسائية). يقع الدماغ الأوسط فوق الجسر والجسر فوق النُخاع المُستطيل والذي يكون مُتصلاً بالحبل الشوكي وخلفهم يقع المُخيخ Cerebellum , ويتصل المُخيخ بجذع الدماغ عن طريق السويقة المُخيخية العلوية Superior Cerebellar Peduncle والسويقة المُخيخية السُفلى Inferior Cerebellar Peduncle. يوجد في الدماغ الأوسط مراكز ردة الفعل البصري , مثال ذلك عندما تلمس يداك شيء أو يلفت نظرك شيء وتُريد أن تراه أو تتفحصه عن قرب فإنك تلتفت نحوه وتركز بصرك عليه أو تقربه منك وهكذا، وكذلك يحتوي الدماغ الأوسط على مراكز ردة الفعل السمعي , مثال ذلك تسمع صوتاً ما فتلتفت نحو مصدر الصوت لترى ما هو، كما يحتوي الدماغ الأوسط على نواة للأعصاب القحفية الثالث والرابع والخامس .
يحتوي الجسر على نوى الأعصاب القحفية الخامس والسادس والسابع والثامن , قي حين يحتوي النخاع المستطيل على نوى الأعصاب القحفية التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر. والأعصاب القحفية Cranial Nerves تُشكل جزء من الجهاز العصبي المُحيطي Peripheral Nervous System .

ثالثاً: المخيخ

يُنظم المخيخ حركات العضلات لتكون مُتناغمة وكذلك التوازن عند الإنسان حيث أنه مسؤول عن الإحساس بوضع الجسم في الفضاء , فإذا كان لدى شخص تلف في المخيخ فإنه يترنح أثناء المشي ولا يستطيع أن يسير في مسار مستقيم وكذلك ترتجف يداه عندما يريد أن يلتقط شيء ما , وكذلك كلامه يكون بطيء وغير واضح وارتجالي.

رابعاً: الحبل الشوكي

يبدأ النخاع الشوكي بعد النخاع المستطيل (البصلة السيسائية) ويمتد للأسفل في القناة الفقارية Vertebral Canal في العمود الفقاري Vertebral Column إلى الفقرة القطنية الثانية وبعدها ينتهي على شكل ذنب الفرس Cauda Equina. والمادة الرمادية في الحبل الشوكي تكون على شكل حرف H والذراع الأمامي يُسمى القرن الأمامي Anterior Horn والخلفي القرن الخلفي Posterior Horn وعلى الجانب القرن الجانبي (الوحشي) Lateral Horn والمادة الرمادية تتكون من أجسام العصبونات. ينشأ من القرن الأمامي الجذر الحركي Motor Root ومنه الأعصاب الحركية للعضلات الإرادية , بينما يشكل القرن الخلفي الجذر الحسي الذي تصله الأعصاب الحسية الآتية من أعضاء مختلفة من الجسم. وتجري القناة المركزية في وسط المادة الرمادية. المادة البيضاء والتي تتكون من محاور العصبونات تُحيط بالمادة الرمادية في الحبل الشوكي وهي عبارة عن ألياف عصبية صاعدة , مثل السبيل الشوكي المُخيخي Spinocerebellar tract والذي يحمل معلومات حسية وضعية للمخيخ حتى يتمكن الشخص من التوازن وتعديل وضعه , ومثال آخر السبيل الشوكي السريري Spinothalamic tract والذي يحمل الإحساس الحراري للسرير (أو المهاد) Thalamus في المخ حتى يتمكن الجسم من تنظيم حرارته. وألياف عصبية هابطة مثل السبيل القشري الشوكي tract Corticospinal والذي يحمل الأوامر من القشرة الحركية إلى القرن الأمامي ومنه للأعصاب الحركية عن طريق الجذر الحركي لكي يقوم الجسم بالحركة المطلوبة منه حسب الموقف.

تخرج الأعصاب الحركية من الحبل الشوكي على شكل أزواج , أي عصب واحد من يمين وآخر من يسار الجهة الأمامية للحبل الشوكي, وتدخل الأعصاب الحسية كذلك في جانبي الحبل الشوكي من الخلف واحد من اليمين والآخر من اليسار , أي زوج حركي وزوج حسي. وهذا هو الحال على طول الحبل الشوكي وذلك ليغذي كل أعضاء الجسم وينقل منها المعلومات للدماغ. وتدعى المناطق التي تخرج منها الأعصاب في الحبل الشوكي بالمناطق الشوكية (النُخاعية) Spinal Segments , تُسمى هذه المناطق حسب الفقرة في العمود الفقاري ويوجد 31 منطقة شوكية مُقسمة كالآتي:


:: 8 مناطق عُنقية (في الرقبة) Cervical Segments (C1,C2,C3,C4,C5,C6,C7,C8)
:: 12 منطقة صدرية Thoracic Segments (T1,T2,T3,T4,T5,T6,T7,T8,T9,T10,T11,T12).
:: 5 مناطق قطنية Lumbar Segments (L1,L2,L3,L4,L5).
:: 5 مناطق عجزية Sacral Segments (S1,S2,S3,S4,S5).
:: 1 منطقة عُصعصية Coccygeal Segment.

و تمثل هذه الأرقام عدد الأعصاب الشوكية (النخاعية) Spinal Nerves التي تنشأ من الحبل الشوكي وتحمل نفس تسمية المنطقة التي تنشأ منها , مثال , العصب الشوكي الصدري الأول T1 Spinal Nerve ينشأ من المنطقة الشوكية الصدرية الأولى T1 Spinal Segment .

أسباب إصابة النخاع الشوكي
إن أكثر أسباب إصابة النخاع الشوكي شيوعاً هي كسور أو رضوض الظهر أو العنق (أي إصابة العمود الفقري الذي يحيط بالنخاع الشوكي)، وغالباً ما يؤدي هذا إلى أذية في النخاع الشوكي داخل العمود الفقري (تدعى أحياناً إصابة رضية) .

الإصابة الرضية
تحدث الأذيات الشوكية بسبب:
1- حوادث السير على الطرقات.
2- الحوادث المنزلية المتصلة بعمل ما.
3- الإصابات الرياضية.
4- الأذى والاعتداء الذاتي.
5- المضاعفات بعد العمليات الجراحية .
6- تشوه العمود الفقري.

الإصابة غير الرضية
كما يمكن أن تنتج إصابة النخاع الشوكي بسبب إصابة غير رضية، والأمثلة تشمل:
:: التهاب خلايا الأعصاب الشوكية البكتيري أو الفيروسي.
:: الأكياس أو الأورام التي تضغط على النخاع الشوكي.
:: انقطاع تزويد الدم إلى النخاع الشوكي (مما يسبب تلف النخاع).
:: الظروف الطبية الخلقية (أي الموجودة منذ الولادة) التي تؤثر على تركيبة العمود الفقري كالشوك المشقوق.


تأثير الإصابة الرضية

الإصابة الأولية:
لا تخترق الإصابات البدئية عادة النخاع الشوكي، ومع ذلك فهي تسبب الضرر والأذية في الاستطالات المحورية للخلايا العصبية. ويعتقد بأن الأذية في النخاع الشوكي الناجمة عن الحوادث الرضية تحدث نتيجة لتمدد أو (ذبول) النخاع الشوكي عندما تكون الفقرات منزاحة، أو بسبب الضرر المباشر على النخاع الشوكي بواسطة أجزاء من الفقرات المكسورة. بينما تنجم إصابة النخاع الشوكي غير الرضية عن الضغط الحاصل على النخاع الشوكي من الأكياس أو الأورام أو أي انقطاع في تزويد الدم للنخاع الشوكي.

- تستمر آثار الإصابة الرضية بعض الوقت بعد الإصابة الأولية (وهي الفترة التي تعرف بالصدمة الشوكية). يمكن أن تدوم الصدمة الشوكية حتى ستة أسابيع، وهي تفسر من جهة بحدوث الكدمات والتورم في النخاع الشوكي نتيجة ضغط العظام المحيطة به، ومن جهة أخرى تفسر بنقص الأكسجين الناجم عن انقطاع التروية الدموية إلى نسيج النخاع الشوكي.

- قد تؤدي الصدمة الشوكية إلى حدوث المزيد من الضرر والأذية في النخاع الشوكي، وكذلك فإن حدوث أي نزيف في المنطقة المصابة يمكن أن يسبب التلف.
خلال الأيام القليلة الأولى بعد الإصابة تهاجر الكريات البيضاء نحو المنطقة المصابة لإزالة بقايا الخلايا المتضررة مما يؤدي غالباً إلى المزيد من الضرر. أي بمعنى آخر فإنه وخلال أسابيع قليلة من الإصابة الأولية تتم إزالة النسيج المتضرر بعيداً بواسطة الخلايا المتخصصة.


إصابة النخاع الشوكي الكاملة وغير الكاملة:

الأذية الكاملة: الأذية الكاملة هو المصطلح المستخدم لوصف ضرر النخاع الشوكي بالكامل، والذي يسبب خسارة كاملة وعادة دائمة في القدرة على إرسال النبضات الحسية والعصبية الحركية وبالتالي الخسارة الكاملة والدائمة للوظيفة العصبية تحت مستوى الإصابة، وهذا سوف يؤدي أيضاً إلى شلل كامل في النصف السفلي من الجسم أو حتى الشلل الرباعي.

الأذية غير الكاملة: الأذية غير الكاملة هي المصطلح المستخدم لوصف الضرر الجزئي في النخاع الشوكي , ونتيجة هذا الضرر تبقى بعض الوظائف الحركية والحسية سليمة , فبعض الناس الذين يعانون من إصابة غير كاملة قد تكون لديهم بعض الإحساس الطبيعي لكن الحركة تكون معدومة أو قليلة، آخرين قد تكون لديهم الحركة أو الإحساس معدوم أو قليل، فالإصابات الشوكية غير الكاملة تختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر. وتعتمد أثار الأضرار غير الكاملة على المنطقة المصابة من النخاع الشوكي (الأمامية , الخلفية , الجانبية)، وإصابة كل منطقة من النخاع الشوكي تؤدي إلى أعراض معينة ندعوها متلازمة باسم تلك المنطقة.


أشكال الإصابة في أذيات النخاع الشوكي
تعتمد أثار أذية النخاع الشوكي على المنطقة المصابة منه (الأمامية , الخلفية , الجانبية). وإن إصابة كل منطقة من هذه المناطق يؤدي إلى أعراض معينة ندعوها متلازمة تسمى باسم تلك المنطقة.

1- متلازمة النخاع الأمامي
2- متلازمة الشريان الأمامي
3- متلازمة النخاع الخلفي
4- متلازمة النخاع المركزي
5- متلازمة براون وسيكارد
6- متلازمة أذية المخروط وذيل الفرس
7- الشلل النصفي


أولاً: متلازمة النخاع الأمامي
وهي تنجم عن الانحناء للأمام (فرط الثني)، وتكون الأذية عادة في الفقرات الرقبية. كما يمكن أن تنتج الأذية عن ضرب الرأس من الخلف أو بأن يسقط الشخص المصاب إلى الخلف أو عن ضرب مؤخرة الرأس , حيث أن الانحناء العنيف للرقبة يسبب الانزياح الأمامي الحاد للفقرات والتي تضغط على مقدمة النخاع .
- تشمل الأعراض الناجمة عن هذا النوع من الأذية إلى فقدان السيطرة على العضلات , وانخفاض القدرة على الإحساس بالألم ودرجة الحرارة في مناطق الجسم تحت مستوى الإصابة , بينما الشعور باللمس الأولي (الاستقبال الحسي) والإحساس بموضع الطرف (حس الوضعية) والاهتزاز تكون نسبياً غير متأثرة لأن هذه الوظائف تنتقل في مؤخرة النخاع الشوكي.

ثانياً: متلازمة الشريان الأمامي

تماثل هذه المتلازمة متلازمة النخاع الأمامي لكنها قد تحدث بسبب انقطاع تروية الدم إلى الجزء الأمامي من النخاع، وحيث أن مؤخرة النخاع لها تزويد منفصل بالدم فإنها لا تتأثر هنا.
- يحدث في هذه المتلازمة خسارة في الوظيفة الحركية اللاإرادية والوظيفة الحسية أسفل مستوى الإصابة , لكن الشعور بالوضعة واللمس والاهتزاز تبقى غالباً طبيعية وسليمة.

ثالثاً: متلازمة النخاع الخلفية
تحدث الأذية هنا نتيجة التمدد القشري (فرط التمدد) للعنق والذي يمكن أن ينتج عن السقوط على الذقن أو الوجه مما يضغط على الجزء الخلفي من النخاع مسبباً الضرر فيه. وهذا يؤدي إلى فقدان الإحساس باللمس العميق وحس الوضعة والاهتزاز أسفل مستوى الإصابة، بينما لا تتأثر القوة العضلية والشعور بالألم ودرجة الحرارة نسبياً. وبسبب فقدان حس الوضعية فقد يعاني الشخص المصاب من صعوبة في تعلم كيفية السير مرة أخرى.

رابعاً: متلازمة النخاع المركزي
تنجم هذه المتلازمة عن الإصابات الغير كاملة في النخاع الشوكي. يكون التلف في هذه الحالة متمركزاً في الجزء المركزي من النخاع , وبسبب الطريقة التي تتوضع بها الخلايا العصبية بها داخل النخاع فإن هذا النوع من الأذيات يؤدي إلى فقدان القوة العضلية والشعور في الذراعين واليدين مع فقدان جزئي للقوة والإحساس في البطن العلوي والصدر، بينما يبقى الحس والحركة في الطرفين السفليين طبيعيين إلى حد ما وتبقى بعض وظائف المثانة والأمعاء كذلك.

خامساً: متلازمة براون وسيكارد
قد تنتج هذه المتلازمة عن الطعن أو اختراق أحد جانبي النخاع , أو بسبب انحناء العمود الفقري .
- تتقاطع العصبونات الحسية التي تحمل إشارات الألم والحرارة إلى الدماغ داخل النخاع وبهذا تنتقل الإشارات الحسية من جانب واحد من الجسم إلى الجهة المقابلة من الدماغ .
- يسبب هذا النوع من الأذيات تدني القوة العضلية في جهة الإصابة مع بقاء حس الألم والحرارة سليمين، في حين يتأثر الحس بالألم والحرارة على الجانب الآخر من الجسم، والعكس صحيح في حال إصابة الجهة المقابلة.

سادساً: أذية المخروط وذيل الفرس
إن تلف العمود الشوكي أسفل الفقرة الصدرية 11 يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الآثار، حيث تؤدي إصابة أعصاب المخروط النخاعي أو ذيل الفرس إلى فقدان القوة والسيطرة العضلية تحت مستوى الإصابة .
- تسبب الجروح أو الرضوض في هذا المستوى فقداناً متبدلاً في الإحساس والاستجابات الانعكاسية الشوكية والتي قد يكون لها أثراً حاداً على المثانة والأمعاء والوظيفة الجنسية.

المصدر: مركز الرحمة
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 2364 مشاهدة
نشرت فى 3 فبراير 2011 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,403,958

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط