بريطانيا بين الانفصال أو البقاء في«الأوروبي» بقلم الكاتبة عهود مكرم ( بون )
تشهد دهاليز الاتحاد الأوروبي حالة ارتباك واستعدادات غير مسبوقة لنتائج الاستفتاء الشعبي الذي سيجري بعد غد (الخميس) في بريطانيا حول بقائها أو مغادرتها الاتحاد، ما جعل تصنيف هذا الاستفتاء على أنه أمر خطير ستسفر عنه سلبيات سواء على دول الاتحاد الأوروبي أو بريطانيا نفسها.
ففي الوقت الذي كانت فيه كفة المؤيدين لمغادرة الاتحاد الأوروبي وإعادة مفاتيح القرار في الأيدي البريطانية تزيد بست نقاط عن معسكر المؤيدين للبقاء والتابعين للحزب المحافظ برئاسة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء نجد أنه بعد عملية اغتيال البرلمانية البريطانية الشابة جو كوكس قبل أيام والتي كانت من أشد مؤيدي البقاء في الأوروبي تحول الوضع. ويبدو أن البريطانيين بجميع فئاتهم يعيدون النظر في المطالبة بالمغادرة ويضعون تصريحات مؤيدي الخروج على الميزان لاسيما أنها اتسمت بالشعبوية والمعاداة للأجانب والعنصرية.
من الجانب الأوروبي وبعد استفتاء نهاية الأسبوع في بعض دول الاتحاد اتضح أن إسبانيا من أكثر الدول المؤيدة لبقاء لندن في بروكسل، إذ جاءت النتيجة 64 % من الأصوات يليها بولندا 61 % ثم إيطاليا 55 % وألمانيا 54 % وأخيرا فرنسا 41 %.
أما سلوفاكيا والتي سترأس الاتحاد الأوروبي في أول يوليو القادم فأكد وزير خارجيتها ميروسلاف لاجاك في تصريح إلى «عكاظ» أن بريطانيا دولة لها وزنها داخل الاتحاد الأوروبي وعضوة بالاتحاد. ودعا للبقاء في الأوروبي والتعاون في تطوير مؤسساته وهو الخيار الأفضل للجميع بحسب قوله. ورأى أن أي نتيجة أخرى تتسم بالخروج من «الأوروبي» ستؤثر على أجندة العمل خلال الرئاسة السلو فاكية والتي ستكون مستعدة لمواجهة هذا التحدي من أجل صالح دول الاتحاد وبريطانيا.
وحاول رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكير التقليل من مخاوف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال إن هذه الخطوة لن تعرض الاتحاد الأوروبي إلى الزوال معتبرا أن الاتحاد سيواصل سياسة التعاون الوثيق بين أعضائه لا سيما في مجال الوحدة النقدية والاقتصادية. واعتبر أن الاستفتاء البريطاني عبرة ينبغي الاستفادة منها بصرف النظر عن النتائج.
ولا شك فيه أن يوم الخميس القادم سيكون تاريخا قاطعا في السياسة الأوروبية بوجه عام وفي تصنيف الاتحاد الأوروبي كمؤسسة ناجحة أم مؤسسة ينقصها الكثير من إزالة هيكل البيروقراطية الذي أدى إلى تراجع الدور الأوروبي في اتخاذ قرارات سريعة لا سيما في أزمة اللاجئين وأمور أخرى تتعلق بالأوضاع في الشرق الأوسط مما يؤثر سلبا على الاستقرار والأمن في أوروبا.