كانت نظرة الناس فى المجتمعات الجاهلیة للمرضى والمعاقین نظرة ازدراء وسخریة، وكانوا يعتبرونهم كماً مهملاً لا فائدة منه، ومن هذه المجتمعات من كانوا یقضون بإعدام الأولاد المشوهین أو المعاقین عقب ولادتهم، أو تركهم فى الصحراء طعاما للوحوش والطیور.
من هذه الزاوية العلمية المختلفة أعد الدكتور محسن محمد أحمد على –كلية دار العلوم بجامعة الفيوم– دراسة أكاديمية فند من خلالها التحول الذى حدث فى معاملة المجتمعات للأشخاص ذوى الإعاقة قبل انتشار الإسلام وبعده.
استند الباحث لإثبات تكريم الإسلام لذوى الإعاقة على الآية رقم 70 من سورة الإسراء، (ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر) التى تدلل على أن الإسلام جاء لیصحح المسار الخاطئ فى تعامل البشریة مع هؤلاء الأشخاص.
وأوضحت الدراسة أن الحادثة التى وقعت لعبدالله بن أم مكتوم، وهو رجل أعمى جاء إلى النبى صلى الله علیه وسلم وكان عنده أكابر القوم یدعوهم إلى الإسلام، فأعرض عنه، فنزلت فى حقه آیات عتاب رقیق للنبى صلى الله علیه وسلم لتثبت للجمیع أن ذوى الإعاقة (المعاقین) هم جزء لا یتجزأ من المجتمعات، وأن العنایة بهم وتقدیم الخدمات المتمیزة لهم هى مبدأ من مبادئ الإسلام الخالدة.
وتؤكد الدراسة أن كثیراً ممن كتبوا فى تاریخ رعایة المعاقین قد أشادوا بجهود المسلمین فى هذا الجانب، وأنهم أول من قدم اتجاهات وخدمات إیجابیة نحو ذوى الإعاقة.
تضم دراسة "التعامل الإسلامى مع ذوى الإعاقة" مقدمة شاملة، وتمهيدا للتعریف بذوى الإعاقة وأصنافهم، ومبحثين، الأول، تناول أسس معاملة الأشخاص ذوى الإعاقة فى مصدرى التشریع، والثانى، سبل العلاج والوقایة من الإعاقة فى القرآن الكریم والسنة النبویة، وخاتمة، رصد فیها أهم النتائج والتوصیات التى یتم التوصل إلیها فى هذه الدراسة.
رابط دائم:
ساحة النقاش