من منا لا يخطئ.. ولكن المهم أن نتعلم من أخطائنا ولا نكررها حتي لا يحدث لنا ما توصلت إليه دراسة بريطانية حديثة أجراها علماء بريطانيون, وهو أن الأشخاص الذين يرتكبون نفس الأخطاء مرارا وتكرارا ولايتعلمون منها أبدا يقل لديهم نشاط المخ مقارنة بالأشخاص الآخرين.
ويفسر ذلك د.يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة القاهرة قائلا: الشخص الذي يكرر أخطاءه يفتقد نوعا من التعامل بحكمة وعدم الفهم الدقيق للأمر ولديه صعوبة في الاستفادة بالخبرات السابقة وصعوبة في نضج المفاهيم وفرزالأشياء بعضها من بعض, بحيث يكون قادر علي وضع الاحتمالات وترتيب الأولويات بالنسبة لأي مشكلة وأي موضوع, مما يؤدي إلي أن يقل نشاط مخه.ولكن كيف يستطيع الإنسان أن يحد من أخطائه ولا يكررها؟.. أجاب: الخبرة في الحياة مهمة جدا ولذا عليه أن يستفيد من خبرته في الحياة ويكون لديه الاستعداد أن يعترف بالخطأ ويواجهه في نفس الوقت ويستعين بمن هم أكثر خبرة منه, وإن كانت هذه المقدرة تختلف من شخص لآخر, فالعمليات الكيميائية في المخ والمراكز المخية المرتبطة بالقدرات المعرفية بالفهم والاستيعاب يسيطر عليها مركبات ومعادلات كيميائية معقدة جدا, وبناء عليه يكون النشاط متكامل حسب تركيز المخ والذي يختلف من شخص لآخر.وهل مخ المرأة يختلف عن مخ الرجل في التعامل مع نتائج هذه الدراسة؟.. قال: هذه الدراسة تنطبق علي الجنسين لأن المخ وتفاعلاته الكيميائية في الإنسان واحدة سواء كان للمرأة أو الرجل, ولكن الاستفادة من هذه الدراسة تتوقف علي نضج الشخصية نفسها واستعدادها للتعاون مع الآخرينأما عن السن وعلاقته بالدراسة فيقول: بالطبع نتحدث هنا علي من تجاوز سن المراهقة وبلغ سن الرشد ولا يفرق السن بعد ذلك, فالذي يكرر خطأه يقل نشاطه المخي بالفعل كما تقول الدراسة. وهل البيئة لها دور في عدم تكرار الشخص لأخطائه؟.. قال: بالتأكيد البيئة المحيطة لها دور كبير والتي ينشأ فيها الشخص, سواء البيتأو المدرسة أو الأصدقاء, لأن الإنسان يستفيد من الأخطاء من خلال تعايشه مع البيئة, فإذا كانت غنية بالثقافة والمعرفة فهي بالتأكيد ستعينه علي عدم تكرار أخطاءه.
رابط دائم:
ساحة النقاش