<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman";} table.MsoTableElegant {mso-style-name:"جدول أنيق"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; border:double black 2.25pt; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-border-insideh:.75pt solid black; mso-border-insidev:.75pt solid black; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-bidi-font-family:Al-Makal; mso-bidi-font-weight:bold;} table.MsoTableElegantFirstRow {mso-style-name:"جدول أنيق"; mso-table-condition:first-row; mso-tstyle-diagonal-down:0cm none windowtext; mso-tstyle-diagonal-up:0cm none windowtext; color:windowtext; text-transform:uppercase;} table.MsoTableGrid {mso-style-name:"شبكة جدول"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; border:solid windowtext 1.0pt; mso-border-alt:solid windowtext .5pt; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-border-insideh:.5pt solid windowtext; mso-border-insidev:.5pt solid windowtext; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman";} </style> <![endif]-->

إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس

التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية

د. عبد الرحمن بن عبد الله المالكي

                                                                                                       كلية المعلمين – مكة المكرمة

ملخص البحث:

يهدف البحث الحالي إلى معرفة إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية، وقد استخدم البحث المنهج الوصفي ؛ حيث تم اختيار عينة عشوائية من مديري مدارس المرحلة الابتدائية، ومعلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية بالمدارس التابعة لإدارة التعليم بالعاصمة المقدسة بلغت 185(28 مديراً، 157 معلماً)، وتم إعداد استبانة لجمع معلومات البحث، والوصول إلى أهدافه ؛ وتم التحقق من صدقها وثباتها . واستخدم الباحث عدداً من الأساليب الإحصائية سواء لقياس صدق الأداة وثباتها أو لتحليل المعلومات والوصول إلى نتائج الدراسة، ومن أهم هذه الأساليب : معامل ارتباط بيرسون، ومعامل ألفا كرونباخ، واختبار (ت)، وتحليل التباين الأحادي، وقد أسفرت نتائج التحليل الإحصائي عن النتائج الآتية :

(1) أظهرت نتائج الدراسة قيمـاً عالية في المتوسط الحسـابي تجاه جميع مـجالات الدراسـة (الأهداف، المحتوى، طرق التدريس وأساليبه ووسائله، التقويم) مما يدل على أهمية الإستراتيجية في توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية.

(2) أظهرت نتائج الدراسة أن قيم المتوسطات الحسابية لعينة الدراسة تجاه مرحلة تنفيذ التدريس أعلى من قيم المتوسطات الحسابية بالنسبة لمرحلة التخطيط للتدريس .

(3) أظهرت نتائج الدراسة أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات العينة نحو جميع متغيرات الدراسة.

   وكان من أهم ما أوصى به الباحث ما يلي:

(1)  ضرورة تبني إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية من قبل معلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية كما توصلت لها الدراسة .

(2) ضرورة الاهتمام بتوظيف النشاط المدرسي من قبل مشرفي التربية الإسلامية من خلال تزويد المعلمين بإستراتيجية واضحة شاملة لجميع عناصر المنهج .

(3) ضرورة التأكيد على المعلمين بالاهتمام بمرحلة التخطيط للتدريس ؛ وضرورة الربط بينها وبين مرحلة تنفيذ التدريس .

(4) أن تكون إستراتيجية النشاط المدرسي في التربية الإسلامية وخططه وبرامجه مراعية للوقت والجهد والمال ؛ بعيدة عن المبالغة في الشكل والمظهر، وأن يكون المحور الرئيس لإستراتيجية توظيف النشاط المدرسي هو المتعلم.

المقدمة :

تحتل مواد التربية الإسلامية مكانة كبيرة في جميع مراحل التعليم بصفة عامة، وفي المرحلة الابتدائية على وجه الخصوص . وانطلاقاً مما تحتله مواد التربية الإسلامية من مكانة كبيرة ؛ فإن الاهتمام بتدريسها، والعمل على بلوغ أهدافها أمر في غاية الضرورة، ويعتبر من أهم وأجدى ما ينبغي للتعليم أن يؤكد عليه. ذلك أن الهدف الأسمى للتربية الإسلامية وغيرها من المواد لا يتوقف فقط على مجرد ما يلم به المتعلم من معلومات، ولا على ما يمتلكه من مهارات، ولا على ما يكتسبه من اتجاهات فقط ؛ ولكن لا بد إلى جانب ذلك أن تساعد هذه التربية على ربط المتعلم بخالقه وتحقيق العبـودية الخالصة لله تبارك وتعـالى ؛ ذلك أن الهدف الأسمى للتربية الإسلامية في معناها الواسع كما يشـير (النحلاوي، 1990م، ص 108) هو (تحقيق العبودية لله في حياة الإنسان الفردية والاجتماعية)، كما يقول الحق تبارك وتعالى )وَمَا خَلَقْتُ الَجنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ( (الذاريات، 56). ومواد التربية الإسلامية من أهم ما يساعد على بلوغ هذه الغاية العظيمة .

ولأن التربية الإسلامية في أسمى معانيها، وأبلغ غاياتها، وأعمق وسائلها وأساليبها؛ تربية ممتدة واسعة الأرجاء، تتعدى فواصل الزمان والمكان والمجال، وتترقى بالمتعلم إلى معالي الأمور، وتساعده على الرقي بمستواه الفكري والعاطفي والاجتماعي، والنهوض به، والوصول به إلى أعمق ما يهدف التعليم الوصول إليه؛ فإن من المهم أن يصل تدريس مواد التربية الإسلامية في التعليم العام، والمرحلة الابتدائية على وجه الخصوص إلى أرقى المستويات، ويستخدم أدق الوسائل والآليات .

 ونتيجة لأن النشاط المدرسي أحد الميادين المهمة التي تساعد على تفعيل مواقف التعليم والتعلم، فقد أخذت التربية الإسلامية على عاتقها – إضافة إلى اهتمامها بمختلف عمليات التعليم والتعلم - الاهتمام بالنشاط في مواقفها التعليمية والتعلمية . فالقرآن الكريم كله دعوة وتوجيه للمتعلم إلى ممارسة النشاط، وتفعيل الجانب الوظيفي العملي في التعلم . ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما جاء في القرآن الكريم من آيات تتبع العلم بالعمل والتطبيق كما قال تعالى: )وَالْعَصرِ إنَّ الإِنَسـٰنَ لَفِي خُسْرِ إِلا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّــٰلِحَـٰتِ وَتوَاصَوْا بالحَقِ وَتَواصَوا بِالصَّبْرِ( (سورة العصر) . ومن الآيات أيضاً توجيه الحق تبارك وتعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام إلى ممارسة الخبرة المباشرة، والتفاعل مع الموقف التعليمي - عندما أراد أن يتعلم - كما يقول الحق تبارك وتعالى: )وَإِذ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِ أَرِني كَيْفَ تُحْيِ المَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ ولـٰـكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلبِي قَالَ فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطَّيرِ فَصُرْهُنَّ إِليكَ ثُمَّ اَجعَل عَلَىٰ كُلَِّ جَبَلٍ مِنهُنَّ جُزءًا ثُمَّ اَدعُهُنَّ يَأتِينَكَ سَعْيًا وَاَعلَم أَنَّ اللَّهَ عَزيِزٌ حَكِيمٌ( (البقرة، آية 260) . كما يتضح ذلك أيضاً من خلال دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته إلى الممارسة العملية وتوظيف خبراتهم وقدراتهم الخاصة في سبيل التعلم، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) (البخاري، د. ت، ج1/ص162). وكما روي عن جابر أنه قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول: "لتأخذوا مناسككم. فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه"). (مسلم، 1403هـ، ج2/ص 943). وما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فضرب بيديه فقال: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا ثم عقد إبهامه في الثالثة، فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين) (مسلم، 1403هـ، ج2/ص 759).

ولكي يتم تدريس التربية الإسلامية بصورة فاعلة ومؤثرة ؛ فإنه لا بد من تفعيل مواقف التعليم والتعلم، وهو الأمر الذي يؤكد على ضرورة ممارسة النشاط المدرسي من خلال المواقف التعليمية سواء داخل الفصل أو خارجه . وحتى يتم ذلك فإن معلم التربية الإسلامية في جميع مراحل التعليم العام، وفي المرحلة الابتدائية على وجه الخصوص بحاجة إلى التدريب على إستراتيجية عملية تساعده على توظيف النشاط المدرسي في مادته بشكل حيوي وفاعل، وهذا ما تحاول الدراسة الحالية الوصول إليه بإذن الله تعالى، من خلال معرفة آراء معلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية، ومديري المدارس حول الإستراتيجية المناسبة لتوظيف النشاط المدرسي في مواد التربية الإسلامية .

مشكلة الدراسة :

تهتم التربية الإسلامية بالمتعلم من جميع الجوانب المكونة لشخصيته : جسميًّا، وروحيًّا، وعقليًّا، واجتماعيًّا، ونفسيًّا؛ وهو الأمر الذي يفيد بأن التربية الإسلامية ليست تلك المواقف التقليدية المتكررة التي يسودها الجمود والرتابة وتقتصر على وظيفة واحدة فقط، وهي حشو المعلومات في ذهن المتعلم؛ ليحفظها ثم ينساها مع الوقت، ولكنها التربية التي تساعد المتعلم على النمو السليم (جسميًّا، وعقليًّا، واجتماعيًّا، ودينيًّا)؛ الذي يتصف بالشمول والتكامل . ومن هذا المنطلق فإن تدريس التربية الإسلامية لا يهدف إلى نقل المعلومات من الكتاب المدرسي إلى عقل المتعلم بقدر ما يهدف إلى توفير الآليات الجيدة التي تساعد المتعلم على توظيف ما تعلمه من معلومات، ومساعدة المتعلم أيضاً على تطبيق ما تشتمل عليه التربية الإسلامية من مبادئ، وحقائق، ومفاهيم، وتعميمات عظيمة . ولهذا فإن التربية الإسلامية عند السلف لم تقتصر على آلية الحفظ كأداة ناضجة وناجحة في إعداد الإنسان المسلم فقط، ولكنها اعتمدت التطبيق كأداة راقية لهذه التربية العظيمة التي تخرج فيها الكثير من الجهابذة والعظماء على مر التاريخ . يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - كما يشير (ابن كثير، 1403هـ، ج1/ ص 3): (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن)، وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال: (حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل جميعا). وقال بعض السلف: (كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به) (ابن قيم الجوزية، د. ت، ج1/ ص 172)، وقال الإمام الغزالي رحمه الله في رسالته إلى تلميذه: (ولو قرأت العلم مائة سنة، وجمعت ألف كتاب، لا تكون مستعداً لرحمة الله تعالى إلا بالعمل) (الغزالي، 1414 هـ، ص 14) .

وإذا كانت التربية الإسلامية بهذه المثابة؛ فإن النشاط المدرسي يمثل أحد القنوات المهمة لمساعدة معلم التربية الإسلامية على بلوغ أهدافها. ذلك أن النشاط المدرسي يمثل جزءًا لا يتجزأ من التربية الإسلامية. وإذا كان النشاط المدرسي يعد من اهتمامات التربية المعاصرة اليوم ؛ فإن القصد منه ليس ذلك النشاط الذي يمارس على تلك الطريقة التقليدية الرتيبة والمملة ؛ التي تجعل من النشاط برنامجاً منفصلاً عن المادة الدراسية، ولكن القصد من ذلك: النشاط المدرسي الذي يمثل أحد عناصر المنهج الرئيسة، ويعتبر جزءاً لا يتجزأ من المادة الدراسية، ولهذا فقد دأبت وزارة التربية والتعليم على جعل أحد أهم أهداف النشاط المدرسي في جميع مراحل التعليم (خدمة المادة العلمية والعمل على تسهيل فهمها واستيعابها من خلال الممارسة الفعلية لها) (وزارة التربية والتعليم، 1425 هـ، دليل الأنشطة الطلابية للمرحلة الابتدائية، ص 6) . وهو ما يشير بكل وضوح إلى أن النشاط المدرسي في جميع مراحل التعليم العام، والمرحلة الابتدائية على وجه الخصوص لكي ينفذ ويمارس بشكل تربوي فاعل لا بد أن يمارس في ضوء ما يتعلمه المتعلم في المادة الدراسية، وأن المادة الدراسية ؛ إذا أريد لها تفعيل مواقفها، وبلوغ أهدافها البعيدة والقريبة لا بد لها من النشاط، وأن ممارسة النشاط المدرسي بعيداً عن المادة الدراسية مهما كانت الممارسة براقة وجذابة يعد ضرباً من الهدر وتشتيت الوقت والجهد والمال .

وانطلاقاً مما تبذله وزارة التربية والتعليم من اهتمام كبير بالنشاط المدرسي بكافة أنواعه ومجالاته ومستوياته ؛ فإن هذه العناية الكبيرة ينبغي أن تنال حظها من قبل معلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية، خاصة لما للنشاط المدرسي من علاقة وثيقة بالمادة الدراسية، في مواد التربية الإسلامية على وجه الخصوص، وفي المواد الدراسية عموماً، وهذا ما لمسه الباحث من خلال خبرته معلماً لمواد التربية الإسلامية ومشرفاً للنشاط المدرسي في مدرسته في ذات الوقت؛ ثم مشرفاً أكاديميًّا لطلاب التربية الميدانية في كلية المعلمين، ومن خلال اجتماع الباحث بعدد كبير من الدارسين في التربية الإسلامية بكلية المعلمين في مكة المكرمة، وعدد من الدارسين أيضاً لمقرر النشاط المدرسي الذي يدرسه الباحث لجميع طلاب كلية المعلمين في مكة المكرمة، أفادوا جميعاً بأهمية توظيف النشاط المدرسي في التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية، وضرورة استخدامه بشكل فاعل من قبل المعلمين . وهذا ما شجع الباحث للقيام بهذه الدراسة ليتم من خلالها الوصول إلى إستراتيجية فاعلة تمكن معلم التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية من توظيف النشاط المدرسي بشكل جيد.

وقد حدد الباحث مشكلة الدراسة الحالية في السؤال الرئيس التالي:

ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية في مدينة مكة المكرمة؟.

أهمية الدراسة :

تمثل هذه الدراسة أهمية كبيرة لدى معلم التربية الإسلامية ؛ ذلك لأنها تساعد على تزويده بإستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية، من خلال بيان موقع النشاط في كل عنصر من عناصر التدريس لدى المعلم سواء من خلال مرحلة التخطيط للتدريس أو من خلال مرحلة التنفيذ . وتمثل هاتان المرحلتان مرحلتين مهمتين في عمل المعلم ؛ ولا يمكن تنفيذ النشاط المدرسي بصورة فاعلة في تدريس التربية الإسلامية دون بيان الإستراتيجية التي يتخذها المعلم في كل مرحلة منهما. كما يمكن أن تكون هذه الدراسة مفيدة لدى القائمين على النشاط المدرسي في مدارسنا، من خلال تفعيل النشاط المدرسي عن طريق المادة الدراسية .

ويرى الباحث أن تبني مثل هذه الإستراتيجية - بإذن الله - يساعد على رفع الحرج الذي تواجهه بعض المدارس عند تنفيذ النشاطات المدرسية، التي قد لا تتمكن بعض المدارس من ممارستها بشكل فاعل؛ نتيجة عزوف الطلاب عن هذه النشاطات، أو نتيجة قلة الإمكانيات بشرية كانت أو مادية، ويحمي من ممارسة النشاط بشكل غير سليم كأن تنصرف النشاطات إلى الناحية الشكلية، أو أن تمارس في أوقات رسمية معينة دون أن يكون لها أدنى دور أو أقل أثر في تنمية مهارات المتعلم أو اتجاهاته .كما أنها تسهل عمل معلم التربية الإسلامية وتجعل مواقفه التعليمية مواقف عملية، وتجعله يشعر بقيمة التخطيط للتدريس والتنفيذ له، وينصرف من كونه عملاً تقليدياً رسمياً، إلى عمل تعليمي عملي .

مسلمات الدراسة :

إضافة إلى ما تحتله هذه الدراسة من أهمية؛ فإنها تقوم على عدد من المسلمات الضرورية التي تدعو إليها، وأهم هذه المسلمات ما يلي:

(1) أن النشاط المدرسي هو جزء من عمل معلم التربية الإسلامية وغيره من المعلمين، وأنه معني بتفعيل النشاط المدرسي لدى طلابه الذين يقوم بالتدريس لهم . لأن النشاط المدرسي عنصر من عناصر المنهج، والمعلم معني بتنفيذ جميع عناصر المنهج .

(2) أن جدول التدريس الذي يتسلمه معلم التربية الإسلامية في بداية الفصل الدراسي يتضمن مواد التربية الإسلامية وفصول الطلاب الذين يدرس لهم، ولا يتضمن النشاط لكل مادة، وهذا معناه ضمناً أنه معني بتوظيف النشاط المدرسي بين ثنايا المادة التي يدرسها، شأن النشاط المدرسي في ذلك شأن بقية عناصر التدريس الأخرى .

(3) أنه لو تم فصل النشاط المدرسي في جدول الدراسة عن مواد التربية الإسلامية وتدريسها - شأنها في ذلك شأن المواد الأخرى - فإن ذلك يتم من الناحية النظرية فقط ؛ ولا يعني أن هناك فرقاً بين النشاط المدرسي داخل الصف والنشاط المدرسي خارج الصف ؛ لأن أهداف النشاط وفعاليته ونجاحه وتقدمه لا تتم بصورة جيدة إلا من خلال تدريس المادة الذي تنبثق فعالياته من داخل الصف، وتنطلق إلى خارجه، وإلى خارج المدرسة أيضاً . ومن هذا المنطلق فإن تقسيم النشاط إلى نشاط لا منهجي ونشاط مصاحب هو تقسيم غير مفيد من الناحية العملية، وهو أمر يؤكده الواقع ويؤكده المربون ؛ حيث يذكر (المالكي، 1416هـ، ص 62) استناداً لرجوعه إلى عدد من الدراسات أن النشاط خارج الصف والنشاط داخل الصف وجهان لعملة واحدة، وأن كثيراً من النشاطات التي يمارسها المتعلم في التربية الإسلامية داخل الصف يمكن له ممارستها خارج الصف وخارج المدرسة أيضاً، وأن حصر تسمية النشاط على"النشاط اللامنهجي"، أو"النشاط اللاصفي"، أو"النشاط الزائد عن المنهج"، أو " النشاط الإضافي"، أو"النشاط غير الصفي"، أو"النشاط خارج الصف"هي تسميات غير عملية؛ لأن النشاط المدرسي في مجمله جزء رئيس من المنهج المدرسي ولا ينفصل عنه. وإن كل هذه المسلمات تدعم هذه الدراسة وتؤكد ضرورة إجرائها، وذلك بغية أن يكون المعلم على بصيرة من أمره لما يجب أن ينفذه ويقوم به من النشاط المدرسي.

الخلفية النظرية للبحث :

تحتل مواد التربية الإسلامية مكانة كبيرة في العمليتين التربوية والتعليمية؛ وتتبوأ اهتماماً خاصاً من بين مناهج الدراسة في التعليم العام.

وفي سبيل ما تهدف إليه التربية الإسلامية يشير (جنزرلي، 1415هـ/1994م، ص 27) إلى أن التربية الإسلامية ترتبط (بهدف إنساني عظيم، وهو تقوى الله عز وجل التي تعتبر مفتاحاً لكل خير، وضابطاً لكل الأهداف، وسمة متميزة لكل فرد مؤمن).

وانطلاقاً مما تهدف إليه التربية الإسلامية من أهداف قويمة تصب في تحقيق تقوى الله جل وعلا وعبادته ؛ فإن العناية بتفعيلها، والاهتمام بتوظيف مفاهيمها، والسعي إلى تحقيق مبدأ الاستمرار في تعليمها، وتطبيق ما تحتوي عليه من مبادئ، وحقائق، وتعميمات، ومفاهيم عظيمة هو من أهم ما ينبغي أن يركز عليه تدريس التربية الإسلامية في جميع مراحل التعليم، وفي المرحلة الابتدائية على وجه الخصوص . وفي هذا الصدد يؤكد (هندي، 1419هـ/1998م، ص 80) في دراسته بأنه يجب على معلم التربية الإسلامية أن يهتم بإدراج المفاهيم في محتوى التربية الإسلامية من أجل تفعيلهافي أثناء عملية التدريس لموضوعات التربية الإسلامية . ويعود ذلك إلى أن توظيف مفاهيم التربية الإسلامية والتأكيد عليها أمر في غاية الضرورة في تدريس التربية الإسلامية، وهذا ما تشير إليه دراسـة (الخوالدة والطيطي، 1408هـ/ 1988م، ص 28) التي أشـارت إلى (التأكيد على أهمية توضيح المفاهيم والتعميمـات والمبادئ والقواعد العامة في التربية الإسلامية وطرائق التدريس عند وضع مناهج وكتب التربية الإسلامية لتلاميذ المرحلة الابتدائية).

 وإن كل ذلك يدلل على أن مواقف التربية الإسلامية المختلفة تحتاج من المعلم أن يولي اهتمامه الخاص بتفعيلها على النحو الذي يمكن المتعلم من ممارسة المواقف التربوية والخبرات التعليمية عن كثب، وأن يقوم بتوظيف جميع ما يعينه على ذلك، وفي هذا الصدد يرى (الشهري، 1423هـ/ 2002م، ص 114) أنه يجب على المعلم من خلال قيامه بعملية التدريس أن يهتم بإيجابية المتعلم من خلال تهيئة المواقف التي يتمكن من خلالها من المشاركة بصورة إيجابية.

وحيث تشير الأدبيات في التربية الإسلامية وطرق تدريسها إلى الحيز الكبير الذي يحتله النشاط المدرسي في تدريس هذه المادة؛ فقد أكد عدد من الدراسات ضرورة توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية ؛ حيث توصلت دراسة (وزان، 1412، ص 143) إلى نتائج عديدة أبرزها أن للنشاط المدرسي أهمية كبيرة جدًّا في تدريس التربية الإسلامية، وأن هناك إهمالاً لاستخدام النشاط المدرسي من قبل المعلمين في تدريس التربية الإسلامية، وكان من أبرز ما توصلت إليه هذه الدراسة ضرورة بناء برنامج لتنمية مهارات استخدام النشاط المدرسي لدى معلمي التربية الإسلامية . كما توصـلت دراسة (العوفي، 1415هـ، ص 285) إلى أن معلمي التربية الإسلامية لا يستخدمون النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية ؛ نتيجة أنهم لا يلمون بمهارات استخدام النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية، واقترحت الدراسة فيما يتعلق بالأهداف أن تكون هناك صياغة سلوكية للأهداف تنص على استخدام النشاط المدرسي، وبالنسبة للطرائق أن يتم تزويد معلم التربية الإسلامية بالمهارات اللازمة نحو استخدام النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية، وبالنسبة للتقويم ضرورة احتساب درجات للنشاط المدرسي عند تقويم مواد التربية الإسلامية . كما توصلت دراسة (المالكي، 1416 هـ، ص 199) إلى نتائج أهمها: أنه لا يوجد تركيز في المنهج الدراسي على التطبيقات العملية، ففيما يتعلق بالأهداف أوضحت الدراسة أنه يوجد كثير من المعلمين لا يعون أهداف النشاط المدرسي في التربية الإسلامية، وفيما يتعلق بالطرائق توصلت الدراسة إلى أن هناك تركيزًا من قبل معلمي التربية الإسلامية على المادة الدراسية دون الاهتمام بتطبيقاتها العملية، وفيما يتعلق بالتقويم توصلت الدراسة إلى أنه لا يوجد اعتبار لمشاركة الطالب في النشاط المدرسي عند تقويم مواد التربية الإسلامية من قبل المعلمين . وكان مما اقترحته الدراسة:

أن يتضمن المنهج خطوات عملية تطبيقية واضحة تساعد المعلم على استخدام النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية. وعلى الرغم من أن هذه الدراسات قد مضى عليها بعض السنوات إلا أنها ذات ارتباط وثيق بموضوع النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية، ويعتقد الباحث أن ما خرج به الباحثون من تلك الدراسات يعزز الاهتمام بالدراسة الحالية والحاجة إليها، خاصة في مجال الحديث عن الإستراتيجية التي يفيد منها المعلم في مجال استخدم النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية .

وانطلاقاً مما توصلت إليه الدراسات السابقة من نتائج تؤكد حاجة معلم التربية الإسلامية في جميع مراحل التعليم بصفة عامة، وفي المرحلة الابتدائية على وجه الخصوص إلى تعرف المهارات التي تساعده على توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية ؛ فإن من المهم أن يكون لدى معلم التربية الإسلامية إستراتيجية عملية واضحة تساعده على التوظيف الأمثل للنشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية .

وإيماناً بما للنشاط المدرسي من أهمية كبيرة، ولصلته الوثيقة بالمادة الدراسية، نتيجة لأن من أهم أهداف تدريسه (خدمة المادة العلمية والعمل على تسهيل فهمها واستيعابها من خلال الممارسة الفعلية لها) (وزارة التربية والتعليم – السعودية، 1425 هـ، دليل الأنشطة الطلابية للمرحلة الابتدائية، ص 6)؛ فإن من أهم ما يساعد على التغلب على معوقاته، ويساعد المعلم على توظيفه واستخدامه في تدريس التربية الإسلامية أن يكون النشاط المدرسي أحد عناصر المنهج الرئيسة، وألا ينفصل عن المادة الدراسية، وأن يتم التخطيط والتنفيذ له من قبل المعلم من خلال الاهتمام به في كافة عناصر التدريس وعملياته. ومن هذا المنطلق فإن توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية يقتضي العمل بما يلي:

أولاً : من حيث المفهوم : يجب أن يكون النشاط المدرسي أحد العناصر الرئيسة لعملية التدريس لدى معلم التربية الإسلامية، ومن هنا فإن المعلم يجب أن يستخدم النشاط المدرسي كمفهوم مرادف لطريقة التدريس، ويستبعد كل مفهوم أو تسمية تعتمد فصل النشاط عن التدريس داخل الفصل الذي يمثل جوهر عمل المعلم في واقع التدريس في مدارسنا . وهذا ما تؤكد عليه العديد من الدراسات التربوية الميدانية في تدريس التربية الإسلامية ، ومنها على سبيل المثال لا الحصـر دراسة (وزان، 1412هـ، ص 9)، ودراسة (العوفي، 1415هـ، ص56)، ودراسة (المالكي، 1416 هـ، ص 62)، ودراسة (المالكي، 1418هـ، ص72).  

ثانياً : من حيث المنهج : إنه على الرغم من أن النشاط المدرسي يعد أحد العناصر الرئيسة للمنهج، كما تؤكد ذلك الأدبيـات التربـوية في ميدان المناهج، مثـل : (اللقـاني، 1989، ص 255)، (سعادة وإبراهيم، 1417هـ/1997م، ص 367)، (قنديل، 1423هـ/2002 م، ص 199)، إلا أن ذلك ليس كافياً ما لم يتم توظيف النشاط المدرسي عمليًّا من خلال ربطه بجميع عمليات التدريس وعناصره الأخرى من خلال عمل المعلم . ومن هنا فإن المعلم إضافة لما ينبغي أن يلم به فيما يتعلق بمفهوم النشاط فإنه إضافة إلى ذلك يجب أن يعتبر النشاط المدرسي أحد العناصر الرئيسة في عملية التدريس لديه يؤثر ويتأثر ببقية العناصر الأخرى، وأن ما يعرفه المعلم من أن النشاط المدرسي عنصر من عناصر المنهج دون توظيف يذكر منه لا يعد كافيًا، ولا يحقق مفهوم النشاط الصحيح من الناحية العملية، ويظل كل ما يقال عن النشاط كلاماً نظريًّا لا يوافقه الواقع ولا يتفق معه .

ثالثاً : من حيث مراحل التدريس : لا بد أن يتم توظيف النشاط المدرسي من خلال جميع مراحل التدريس، وأهمها مرحلة التخطيط للتدريس، ومرحلة التنفيذ للتدريس، لأن عملية التخطيط للتدريس عملية شاملة لجميع عناصر التدريس ولا تقتصر فقط على عناصر المنهج الرئيسة (الأهداف والمحتوى والطرائق والتقويم)، وما يقال عن عملية التخطيط للتدريس يقال عن عملية التنفيذ للتدريس أيضاً، وهذا ما ينبغي أن يهتم به معلم التربية الإسلامية عند تدريسه لمواد التربية الإسلامية .

ومن هنا يرى الباحث أنه لا بد من تبني إستراتيجية واضحة وشاملة للمقومات السابقة يعتمد عليها معلم التربية الإسلامية أثناء تدريسه لهذه المادة، وهذا ما يتوقع الباحث أن يصل إليه من خلال الجانب الميداني لهذه الدراسة .

أهداف الدراسة

تهدف الدراسة الحالية إلى بلوغ الهدفين الرئيسين التاليين:

(1) التعرف على إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية .

(2) التعرف على الفروق بين آراء معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية حول إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية .

أسئلة الدراســــة :

  تسعى الدراسة الحالية للإجابة عن السؤال الرئيس التالي :

ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية في مدينة مكة المكرمة ؟

           ومن هذا السؤال تتفرع الأسئلة الفرعية التالية :

(1) ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية فيما يتعلق بمجال الأهداف؟

(2) ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية فيما يتعلق بمجال المحتوى؟

(3) ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية فيما يتعلق بمجال طرائق التدريس ووسائله وأساليبه؟

(4) ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية فيما يتعلق بمجال التقويم؟

(5) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية تجاه المجالات ككل؟

(6) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية تعزى إلى عدد سنوات الخدمة؟

(7) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية تعزى إلى درجة المؤهل التربوي؟

(8) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية تعزى إلى توافر الإمكانات المادية؟

حدود الدراسة :

تقتصر الدراسة الحالية على الحدود التالية :

(1) تقتصر على مديري المدارس الابتدائية ومعلمي التربية الإسلامية فيها في مدينة مكة المكرمة .

(2) تجرى الدراسة الحالية في الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 1424هـ/1425 هـ.

(3) تتناول الدراسة إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي من خلال عناصر المنهج : (الأهداف، والمحتوى، وطرائق التدريس ووسائله وأساليبه، والتقويم)، في مرحلتي التخطيط والتنفيذ للتدريس لدى المعلم . على اعتبار أن هذه الأبعاد تمثل جوهر عمل معلم التربية الإسلامية داخل المدرسة، ولأن توظيف النشاط المدرسي من خلال مرحلة التنفيذ يستوجب ضمناً الاهتمام بمرحلة التخطيط لأنها مرحلة سابقة على مرحلة التنفيذ .

مصطلحات الدراسة :

 أهم مصطلحات الدراسة التي تحتاج إلى تعريف من قبل الباحث ما يلي:

(1)      الإستراتيجية :

ورد العديد من التعريفات للإستراتيجية في الأدبيات التربوية، ومن هذه التعريفات : تعريف دائرة المعارف العالمية في التربية (1985 م)، الذي يعرف إستراتيجية التدريس بأنها (مجموعة الحركات أو الإجراءات التدريسية المتعلقة بتحقيق مخرجات تعليمية مرغوب فيها، وأن لفظ إستراتيجية يستخدم كمرادف للفظ إجراءات التدريس). وتعريف ممدوح محمد سليمان الذي يرى أنها: (مجموعة تحركات المعلم داخل الصف التي تحدث بشكل منتظم ومتسلسل تهدف إلى تحقيق الأهداف التدريسية المعدة مسبقاً). (سليمان، 1408هـ/1988م، ص 130) .

كما أن من التعريفات أيضاً : تعريف الإستراتيجية بأنها (خطة عمل عامة، توضع لتحقق أهدافاً معينة، ولتمنع تحقيق مخرجات غير مرغوب فيها)، وتعريف كوثر حسين كوجك التي ترى أن الإستراتيجية هي (مجموعة قرارات يتخذها المعلم، وتنعكس تلك القرارات في أنماط من الأفعال، يؤديها المعلم والتلاميذ في الموقف التعليمي). (كوجك، 1997م، ص 301) .

وفي هذا البحث يقصد الباحث بالإستراتيجية : تلك الإجراءات المنظمة التي يتخذها المعلم نحو جميع عناصر التدريس أثناء مرحلتي التخطيط والتنفيذ للتدريس من خلال تبني عدد من القرارات اللازمة من أجل توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية .

(2)      النشاط المدرسي:

 يقصد الباحث بالنشاط المدرسي في هذا البحث:

تلك الممارسات النظرية والعملية الإيجابية المنظمة التي يقوم بها المتعلم تحت إشراف معلمه مع توظيف جميع إمكانات المدرسة المادية والبشرية من خلال دراسة موضوعات التربية الإسلامية، سواء أتمت هذه الممارسات داخل الفصل أو خارجه، داخل المدرسة أو خارجها، بحيث ترمي هذه الممارسات إلى تحقيق أهداف مواد التربية الإسلامية .

(3)      التربية الإسلامية:

يقصد الباحث بالتربية الإسلامية في هذا البحث مواد التربية الإسلامية التي تقدمها المدرسة لطلابها في المرحلة الابتدائية وهي (القرآن الكريم، والتوحيد، والفقه، والحديث، والتجويد).

منهج الدراسة :

تستخدم الدراسة الحالية المنهج الوصفي الميداني من خلال معرفة آراء معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية حول إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية . ذلك أن المنهج الوصفي (يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفاً دقيقاً ويعبر عنها تعبيراً كيفيًّا أو تعبـيراً كميًّا) (عبيدات وآخرون، 1999م، ص 187) .

إجراءات الدراسة الميدانية :

اتبع الباحث ـ من أجل تحقيق أهداف الدراسة والإجابة عن تساؤلاتها ـ عدداً من الإجراءات الميدانية، يمكن إيضاحها على النحو التالي:

(1)      أداة الدراسة :

لتحقيق أهداف هذه الدراسة استخدم الباحث الاستبانة كأداة لجمع المعلومات، وقد استخدم الاستبانة، لأن الدراسة تسعى إلى معرفة آراء معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس في المرحلة الابتدائية، والاستبانة من الأدوات التي تستخدم (للحصول على حقائق عن الظروف والأساليب القائمة بالفعل، وإجراء البحوث التي تتعلق بالاتجاهات والآراء)، (فان دالين، 1984م، ص 431).

ولقد اتبع الباحث الإجراءات التالية لإعداد الأداة:

أ-إعداد الاستبانة:

لتحقيق أهداف الدراسة الحالية أعد الباحث استبانة تهدف إلى معرفة آراء معلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية ومديري المدارس مستنداً في ذلك على المصادر التالية:

·          الرجوع إلى الأدبيات التربوية والدراسات الميدانية في مجال النشاط المدرسي.

·   الرجوع إلى الأدبيات التربوية والدراسات الميدانية في مجال المناهج وطرائق تدريس التربية الإسلامية.

·   استطلاع آراء بعض معلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية، والإفادة من آرائهم في بناء الاستبانة.

·   خبرة الباحث السابقة العلمية والميدانية في مجال مناهج التربية الإسلامية وطرائق تدريسها.

وقد أفاد الباحث من جميع المصادر السابقة؛ حيث قام بإعداد قائمة بأهم البنود اللازمة لتوظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية.

ب – الاستبانة في صورتها الأولية :

احتوت الاستبانة في صورتها الأولية على 48 بندًا شملت أربعة مجالات، وهي: مجال الأهداف، ومجال المحتوى، ومجال طرائق التدريس ووسائله وأساليبه، ومجال التقويم . وقد محور الباحث الاستبانة حول هذه المجالات الأربعة؛ لأن هذه المجالات تمثل الأبعاد الرئيسة لعمل المعلم داخل الفصل وخارجه؛ ولأن هذه المجالات تعبر بصدق عن عناصر المنهج التي يجب أن يكون عمل معلم التربية الإسلامية ـ شأنه في ذلك شأن أي معلم آخر ـ في ضوئها . كما أن الباحث فرّق في كل مجال بين مرحلتين يرى الباحث أنهما منفصلتان عن بعضهما؛ حيث إن لكل مرحلة إستراتيجيتها الخاصة، وهما: مرحلة التخطيط للتدريس، ومرحلة التنفيذ للتدريس.

ج- الاستبانة في صورتها النهائية :

للوصول إلى الاستبانة في صورتها النهائية، والتأكد من صلاحيتها وجاهزيتها للتطبيق اتبع

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 222 مشاهدة
نشرت فى 5 أكتوبر 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,791,873