كتبت - سامية عبد السلام: 549
استخدام الأطفال والمراهقين لشبكة التواصل الاجتماعي( الانترنت) لفترات طويلة يؤدي إلي الاكتئاب والتوتر ويقلل من إبداعاتهم وقدرتهم علي حل المشاكل.
هذه الحقيقة تؤكدها د.هبة عيسوي أستاذة الصحة النفسية والعصبية بكلية طب جامعة القاهرة, مستشهدة بما أظهرته دراسة استرالية من أن استخدام الانترنت لأكثر من8 ساعات متواصلة يوميا يؤدي إلي الاكتئاب, وهذه النتيجة تأتي إضافة إلي ما أظهرته دراسات أخري عن سلبيات الاستخدام السيئ لهذه التقنية مثل إدمان استخدام الانترنت ومشاكل في العلاقات الاجتماعية ومشاكل صحية وسلوك عدواني وأعراض نفسية أخري, حيث قال لورانس لام من جامعة نوتردام الأسترالية ـ الذي قاد الفريق البحثي ـ أن الشباب الأصحاء يتعرضون للاكتئاب بعد فترة طويلة من الاستخدام المرضي للانترنت, أما من يعانون أمراضا أو مشاكل نفسية فالضرر بالنسبة لهم يكون أكبر.
وقد شملت الدراسة1041 مراهقا من مستخدمي الانترنت بشكل مرضي تراوحت أعمارهم بين13 و18 عاما, وصنف الباحثون6.2% منهم بالاعتدال في استخدام الانترنت, وبعد تسعة شهور من إعادة التقييم وجدوا أن0.02% منهم يعانون من أعراض القلق و8.4% من الاكتئاب, وأن خطر الإصابة بالاكتئاب تضاعف مرتين ونصف مرة بين المراهقين المدمنين للانترنت مقارنة مع أولئك الذين يستخدمونها باعتدال.
وتفسر د.هبة هذه النتيجة بقولها إن التعرض للانترنت سواء بالتصفح أو بالدردشة وقراءة الرسائل ومتابعة الأصدقاء علي الفيس بوك والبحث عن برامج معينة لتحميلها, لفترات طويلة, يقلل من وجود المادة البيضاء الموجودة داخل المخ والمسئولة عن نقل إشارات بعض القدرات الحسية والذاكرة, مما يؤثر بشكل غير مباشر علي النواقل العصبية, وهو ما يعد سببا من أسباب ظهور حالات الاكتئاب, كما أن التعرض للانترنت يزيد من التوتر العصبي ويقلل من القدرة علي الإبداع وحل المشكلات, خصوصا في الأطفال والمراهقين. ولتجنب هذه الآثار السلبية تنصح بعدم الجلوس لفترة تزيد عن ساعتين ثم القيام وترك الجهاز لفترة لاتقل عن نصف ساعة قبل معاودة الاستخدام. ولأن التدخل المبكريعد عاملا مؤثرا في التقليل من عبء إصابة الشباب بالاكتئاب, لذا يجب أن تجري المدارس فحوصا للطلاب لقياس إدمان الانترنت حتي يمكن توفير المشورة الطبية والعلاج لهم إذا اقتضت الضرورة.
ساحة النقاش