التاجي فى مصر يعالجون خطا
باريس ـ سهير هدايت 114
حظيت دعامات توسيع الشرايين باهتمام بالغ كمادة رئيسية للحوار في المؤتمر السنوي للقساطر التداخلية الذي عقد بباريس, بعد التطور المذهل الذي حدث فيها, بداية من تلك التي تحمل أدوية عبرالشرايين
وتلك التي لا تحتاج لمسيلات للدم, وكذلك دعامات علاج ضيق وجلطات الصمام المترالي, خاصة التي تذوب تلقائيا ويمتصها الجسم خلال ثلاث أشهر من تركيبها, مما يقلل من حدوث المضاعفات مثل نزيف المخ. كما تم استخدام الدعامات كعلاج لضيق الشرايين التاجية, بجانب نوعيات جديدة من الصمامات يتم تركيبها بالقسطرة بدون جراحة, وتتميز بإختفاء إرتجاع الصمام مرة أخري.
كذلك أمكن استخدام القسطرة في غلق التجويف الأذيني الأيسر عند مرضي التذبذب الأذيني لتفادي مضاعفات أدوية السيولة, خاصة عند المسنين الذين يعانون من ذبذبة أذينية, كما تم إستخدام أدوية إذابة الجلطات عن طريق قساطر داخل الشرايين للسماح بتوصيل الدواء الي موضع الجلطة, مما يسهم في سرعة إذابتها مع الحفاظ علي عضلة القلب, حيث تسمح هذه القساطر بوصول تركيز الأدوية داخل الشريان لأكثر من200 ضعف التركيز في حالة تناول الدواء بالحقن الوريدي. وأعلن العالم الفرنسي فاجيدية, وجون ماركو الرئيس السابق للمؤتمر عن استخدام القسطرة الاستشعارية التي تقوم بقياس معدل سريان الدم داخل الشريان.
وحرص منظمو المؤتمر علي مشاركة الأطباء المصريين كمحاضرين ومعلقين في ورش العمل المختلفة أمام أطباء العالم, حيث شاركت مصر بوفد من150 طبيب قلب يمثلون الجمعية المصرية للقلب كان منهم الدكاترة شريف الطوبجي أستاذ القلب بقصر العيني ورئيس الجمعية الحائزة علي عضوية الجمعية الاوربية للقلب, ومحمد صبحي استاذ ورئيس قسم القلب بطب الاسكندرية وعادل الاتربي أستاذ ورئيس قسم القلب بطب عين شمس, وإيهاب عطية أستاذ القلب بطب عين شمس, ومصطفي نوار أستاذ القلب بطب الإسكندرية, حيث ناقشوا الطرق الحديثة لتصوير الشرايين التاجية بتسليط الضوء علي جدار الشريان وإدخال قسطرة صغيرة بالشريان التاجي لدراسة تركيب الجدار ووضع الدعامات داخل الشرايين وبالتالي التوصل لطريقة مثلي لتثبيت الدعامة داخل الشريان.
ويشير الدكتور محمد صبحي أستاذ ورئيس قسم القلب بجامعة الإسكندرية إلي ما كشفته النتائج العلمية طبقا لقواعد الجمعية الأوروبية للقلب عن ضرورة تقييم كل حالة تبعا لدرجة ونوع وموضع الضيق وشدة تكلسه والتواءه, وضرورة تقييم المريض من حيث نوعه وسنه وما إذا كان الضيق الذي يعاني منه مصحوبا بهبوط في عضلة القلب, وبناء علي النتائج السابقة, يتم إعطاء المريض تقييما يسمي سنتاكس, فإذا كان مجموع الدرجات الممثلة للتقييم أكبر من33, والتقييم الأوروبي أقل من6, يوصي المريض بضرورة إجراء جراحة بديلا عن القسطرة والدعامة, أما إذا كان مجموع أرقام التقييم أقل من33, ويقل أو يزيد عن6 طبقا لتقييم الأوروبي, يتم تركيب الدعامة المعالجة بالمواد الكيماوية.
وتعد مصر واحدة من11 دولة تم إختيارها ليكونوا نواة لتنفيذ مشروع تحسين الخدمة الطبية لمرضي جلطة الشريان التاجي من المصريين, وذلك خلال الساعات الثلاث الأولي, وتبين الإحصاءات المصرية التي تم إعدادها كجزء من دراسة تسمي سجل الإدخال أن60% من المصريين المصابين بجلطة لا يتم علاجهم بطرق مناسبة, وأن8% فقط من المرضي يتم علاجهم بالقسطرة, وتشرف الجمعية المصرية للقلب علي تنفيذ هذا المشروع الذي يتم تحت رعاية وزارة الصحة وبالاتفاق مع الجمعية الأوروبية للقلب, ويؤكد الدكتور عادل الإتربي تميز هذا النوع من الدعامات بإصلاح الضيق دون آثار جانبية, حيث تتميز بالحفاظ علي جدار الشريان بفروعه المختلفة, ولوحظ ان انسداد الدعامات الدوائية في حوالي3% من حالات ضيق الشرايين, بسبب ايقاف المريض لأدوية السيولة, مما يسبب تكون جلطات بالشرايين, وللتغلب علي هذه المضاعفات, تم ابتكار هذه الدعامات الحديثة. ومن مزايا الصمامات الحديثة دقة وسهولة تركيبها, مما أدي لتقليل إحتمالات إرتجاع الضيق إلي15% فقط, مما يجعلها بديل جيد للجراحة وبنفس نتائجها, لذلك يمكن استخدام الدعامات والصمامات الحديثة لتجنب مضاعفات أدوية السيولة عند المسنين المصابين بالذبذبة الأذينية التي تصيب- كما أوضح الدكتور ايهاب عطية أستاذ القلب بطب عين شمس- من40 إلي50% ممن تجاوزا سن السبعين بسبب تجمع كرات الدم الحمراء بالإذين الأيسر للقلب وإنتقالها عبر الصمام الميترالي لأحد شرايين المخ وهوما يحدث في50% من الحالات, ونظرا لأن تعاطي أدوية السيولة يزيد من حدوث النزيف, فقد نصح الدكتورعطية بالإهتمام بمتابعة قياس نسبة السيولة عند هؤلاء المرضي كل أسبوعين. وفي حل بديل لتعاطي أدوية السيولة, وجد الباحثون إمكانية عمل فتحة بالقسطرة داخل الأذين الأيسر بوضع جهاز معدني مغلف بأنسجة صناعية, مما يؤدي لغلق الأذين بالكامل لعدم تكون الجلطات.
ساحة النقاش