عظمة العربية‏..‏ وتفرد الشخصية المصرية
بقلم: بقلم : أحمد الحسيني هاشم 55 

تتلاحق موجات من الابتكارات التكنولوجية علي ساحة الفكر الإنساني‏..‏ وتتفتح آفاق واسعة أمام صور الثقافات وأنواع الأدب‏..‏ وأمام هذا التدافع تعيش لغتنا العربية الرشيقة لتستوعب القديم والمتجدد الأصالة والمعاصرة من المفردات وصور الإبداع‏.

 

هكذا تبدو لغة الضاد قوية تمزج كل ذلك وتتفرد بآدابها. وبين سابح في سماوات التجديد يبغي إضفاء حلة من التغيير والتنوع وآخر يحاول صبغ فنون اللغة بألوان من ثقافات العرب دون تمييز بين ما هو أصل لا يصح تبديله وبين رافد, وبين كل ذلك فإن لغتنا بثقافتها تظل شامخة الطود عظيمة البنيان.. مستحبة لكل إبداع راق يستهدف الوجدان وكل تجديد يهدف للحفاظ علي رونقها وصفاء نتاجها مستفيدة بكل وسائل المعلومات المستحدثة بصورها المتعددة.. لكن لا يمنع ذلك أن نقول إن هذه اللغة في حاجة حاليا أكثر من أي وقت مضي إلي المخلصين الذين يميزون بين الغث والسمين وما هو في حاجة إلي التطوير هي قوالب اللغة وصيغ الحوار وتطويع اللفظ والمصطلح بما يستوعب التغيرات الحضارية ويواكب التطور التقني وسرعة انتقال المعلومات حتي تستمر اللغة باستقامة لسان أبنائها واجتهادهم في فهم واستيعاب قيم ولغة عصر المعلومات, والدليل الأول علي رقي العربية ومباركتها من الله سبحانه وتعالي من فوق سبع سماوات أنها لغة القرآن وأن القرآن نزل بلسان عربي مبين.
وبينما تتجلي لنا جماليات لغتنا الجميلة أيضا في نوادر وظرفاء شعراء العربية وعلي رأسهم الشاعر العربي الفذ بشار بن برد القائل:
أعمي يقود بصيرا لا أبالكم
قد ضل من كانت العميان تهديه
فقد كان خفيف الظل وصاحب روح مرحة ودعابة فكهة.. وتميز شعره بالجزالة والرصانة والفكاهة ولا يخلو من الحكمة وله فلسفة قوية تعبر عن مكون الشاعر والأديب نافذ البصيرة. وهذه الثروة والتراث الهائل الذي تمتلكه الحضارة العربية من اللغة علي مدي العصور من الإبداع ولغة القرآن الكريم التي أذهلت العالم يجب إحياؤها في مختلف مراحل التعليم والحياة, ورغم الصعوبات الشديدة لإظهار هذا التراث الفني المذهل المتميز الذي أبهر العالم كله بما فيه من أسرار, فلغتنا كالنهر الخالد يزداد عمقا وغني مثل الحضارة المصرية كلما مر عليها الزمن زادها نضجا وقوة فلابد من استخدام اللغة العربية لمواجهة جميع الصعوبات والتحديات, وذلك من خلال إلقاء الضوء عليها والاهتمام بها ودعمها علي كل المستويات, فالواقع والحقيقة أن الأمة العربية تمتلك تراثا فريدا في اللغة والحضارة والإنسانية يمنحها القدرة الفائقة علي الإبداع.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 48 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,797,480