مواصفات رئيس الجمهورية القادم
بقلم: مصطفى الضمرانى 522 

تواجه مصر الآن اختيار رئيس الجمهورية الجديد بعد أن حققت ثورة يناير عديدا من أهدافها الكبري في مقدمتها إسقاط النظام السابق وإقامة أول برلمان حر

 

 أجمع العالم علي أنه غير مسبوق بالنسبة لمصر علي مدي تاريخها الطويل وتستكمل الآن انتخابات مجلس الشوري وتستعد حاليا لاختيار من يجلس علي قمة رأس الدولة من بين المرشحين لهذا المنصب الرفيع ويستحق لقب أول رئيس دولة عرفتها الإنسانية صانعة أول حضارة عرفها العالم وتنطبق عليه شروط ومواصفات أول رئيس جمهورية بعد الثورة المجيدة يكون له مزايا تنفرد بها مصر في اختيار الفائز بهذا المنصب من بين سائر الدول لخصوصيتها, ومنها ضرورة أن تكون لديه قدرات ورؤي أساسها العمل من أجل المصلحة العليا للبلاد, وعالما بخبايا السياسات الخارجية بما لا يتاح للمواطن العادي ومعرفة كاملة بالعالم الخارجي وما يحدث فيه من تحولات, ولديه ملكة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب, وغيرها من المواصفات الأخري التي أوردها الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عاطف الغمري في كتابه الجديد ـ مصر تستعيد روحها ثورة يناير واعادة بناء الدولة ـ الصادر عن دار نهضة مصر للنشر, وتناول فيه ثورة يناير من مختلف جوانبها في سبعة فصول تعرض بعضها في حدود هذه المساحة, مع رده علي المتربصين بمصر والحاقدين عليها ويحاولون كسر إرادتها لمصلحة دول وجهات أخري في الداخل والخارج بعد ثورة يناير ومحاولات القفز عليها, وذلك علي النحو التالي.
> في البداية يستكمل عاطف الغمري في كتابه مواصفات أخري في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية من بينها أن يساعد الناس علي الوعي بأمور الدولة ويجعلهم شركاء في القرار ولو بطريق غير مباشر, فلا يفاجئهم بقرارات يلفها الغموض وقارئا جيدا للتاريخ, وملما بأحداثه حتي يتمكن من صياغة مستقبل مصر بكفاءة واقتدار, وتلزمه حصانة نفسية تحميه مما يفعله الكرسي من طول مدة الجلوس عليه, وتصبح لديه عقيدة بأنه حضرة صاحب الدولة الذي من حقه أن يختار وريثه من بعده في حكم البلاد,
> بناء الدولة وحالة البلد: ويري عاطف الغمري أن إعادة بناء الدولة كهدف للثورة رهن بتشخيص الحالة المصرية وبالتوازي مع الإصلاح السياسي والاقتصادي لابد من تحرير العقل الإنساني من عملية سطو منظمة كان يمارسها النظام السابق طوال السنوات الماضية استكمالا لعملية السطو علي الدولة نفسها, لذا فإن بناء الدولة يتم وفق استراتيجية حقيقية بتشخيص حالة البلد, وقد كان نشر الزيف لمعاني الكلمات هو السائد والترويج له ثقافيا, فكان الحزب الحاكم يرفق باسمه صفة الديمقراطية والنظام يوصف أداؤه بالديمقراطي, إن مصر تعيش أزهي عصورها.
> انتهاك الدستور: ويتعجب المؤلف من الذين ينتهكون الدستور علنا وجهارا وهم المكلفون بحمايته, ويتساءل: إلي أي سند دستوري يقول الرئيس السابق ان ابني يساعدني في تسيير شئون الدولة, ثم يتواصل التمادي به في انتهاك الدستور بعد أن نقل قبل عشر سنوات إلي ابنه إدارة شئون الدولة ليفعل بها ما فعله, وليست له أي صفة دستورية تخول له ذلك. القفز علي الثورة: ولم يغفل كتاب مصر تستعيد روحها محاولات بعض المتسلقين والانتهازيين القفز علي الثورة أو التمسح بها معلنين وجودهم مع الثوار في الخامس والعشرين من يناير وهم ليسوا كذلك للاستفادة من ثمارها من خلال التسلل والقفز علي الوضع القائم واختطافه قبل أن تكون الثورة قد استكملت تحقيق أهدافها وفرضت أجندتها, وهو ما تداركته الثورة وكشفته أمام الرأي العام عربيا ودوليا من خلال إشاعة الفوضي في البلاد وظهور فلول النظام السابق والبلطجية الذين تكشفت كل نواياهم المضللة.
> الحزب الوطني: مد سطوته إلي المؤسسات الصحفية باختيار قياداتها في سنواته الأخيرة من المعينين في لجنة السياسات وفي الحزب لتحقيق هدف محدد وهو التخديم علي توريث الحكم لجمال مبارك, وهو نفس ما حدث في المواقع الحساسة في التليفزيون باختيار منسق من وزير الاعلام أنس الفقي وجمال مبارك وأمن الدولة.
> المشروع القومي: ويري الكاتب عاطف الغمري في نهاية الكتاب الذي يعتبر دراسة مهمة تكتمل بها أهداف ثورة يناير أن مصر تحتاج الآن إلي مشروع قومي يلتف حوله الجميع يحقق نهضة قومية شاملة تنطلق داخل حدود الدولة وتتحدد مواصفاته بحساب الظروف وتطورات العصر في عمل تنموي وطني واسع المدي يطلق طاقات الدولة بأكملها في جميع مناحي الحياة في استراتيجية واضحة متكاملة ومحددة الملامح تستوعب كل قوي الدولة ومواردها مادية وبشرية تنهض بالبلاد وتحقق الرفاهية للشعب في إطار دولة القانون, وهذا الكتاب في النهاية خطة عمل جديدة تستفيد منها حكومة الإنقاذ الوطني في وضع خطتها المقبلة لتحقيق أهداف الثورة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ويستحق أن يقرأه شباب الثورة وخبراء التنمية وكل المهتمين بقضايا بناء مصر الحديثة في المرحلة المقبلة وهو في الوقت نفسه إحياء لأرواح الشهداء الذين صنعوا الثورة التي نحتفل بعيدها الأول هذه الأيام.

 

المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 58 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,797,403