الإسكندرية ـ محمود عبدالمقصود: 395
السكندريون مشغولون بمدينتهم.. يبحثون عن سبيل للخروج بها من نفق الفوضي والإهمال وبعث الروح من جديد في جسد عروس المتوسط, الذي نهشه المخالفون في ظروف استثنائية تمر بها البلاد,
فكادوا يحولونه لجسد عجوز بعد أن تداعت عليها المخالفات من كل جانب. وفي رؤية بحثية للمشهد الحزين للإسكندرية رصد الباحث الاقتصادي علاء حسب الله عضو جماعة الإدارة العليا ان المدينة تشهد حاليا توقفا غريبا للحياة ثقافيا وإنمائيا وسياحيا حتي ان الحياة كادت تتوقف في مدينة سكنتها طوائف يونانية وإيطالية وقبرصية وفرنسية علي مر التاريخ وحتي وقت قريب, بالإضافة إلي أن تاريخها يدرسه العالم المتحضر.
ويقول الباحث إنه حزين أن يجد مدينة لها هذه المقومات لم يزرها خلال عام 2010 سوي ربع مليون سائح فقط, بينما زار الغردقة وشرم الشيخ نحو5 ملايين سائح.
ويري أن ثمة أسبابا وصلت بالإسكندرية لهذا الانهياز في مقدمتها الانفلات الأمني والاعتداءات المفزعة علي ثروتها العقارية والبناء الأهوج علي القصور القديمة.
ويشير الباحث إلي أن جملة مخالفات البناء وصلت لنحو100 ألف مخالفة تسببت في خسائر للحكومة لا تقل عن3 مليارات جنيه بسبب عدم دفع رسوم البناء والتصاريح, هذا بالإضافة إلي الضغط علي البنية الأساسية للمدينة, ويتوقع الباحث أزمة قادمة في مواسير البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي, وحدوث ما لايحمد عقباه.
وهناك خمسة مقترحات عاجلة أمام المسئولين للنهوض بها:
أولا: ضرورة الاهتمام بالبنية الأساسية واحداث التوسع العمراني بأطرافها كما حدث في القاهرة بانشاء القاهرة الجديدة ومدينتي6 أكتوبر والشروق وغيرها, وذلك لاستيعاب الزيادة السكانية التي تجاوزت مليونا و200 ألف نسمة العام الماضي, وتسببت في انتشار الاحياء الشعبية واستيعابها للفئات المهاجرة من الريف المصري وكذلك الفئات المتطرفة. مع ضرورة الايقاف الفوري لظاهرة البناء السرطاني باحياء الإسكندرية والتي اعترف المحافظ بعجزه عن مواجهتها!!
ويأتي المقترح الثاني بضرورة التحرك لتطبيق قانون المرور وأحداث توسعات بالطرق وانشاء المعابر والكباري بعد أن تحولت الإسكندرية لجراج كبير خلال عام2011 محذرا من أن المرور سيشهد موتا إكلينيكا خلال العام الحالي.
وينتقل علاء حسب الله الباحث الاقتصادي للمقترح الثالث ويتمثل في ضرورة إعادة الهدوء والوجه الحضاري للإسكندرية من خلال تفعيل القانون علي سائقي الميكروباص والتوك توك وعربات الكارو والقمامة التي انتشرت حتي بكورنيش الإسكندرية.
أما المقترح الرابع الذي يقدمه الباحث للمسئولين فهو ضرورة العودة للبرامج والأنشطة الثقافية والعالمية للمدينة, وكذلك مهرجانات السينما التي تلتحم بالمواطنين وتحقق نهضة ثقافية, خاصة أن الإسكندرية مؤهلة تماما لاستقبال المهرجانات والأنشطة الفنية والثقافية العالمية من خلال قاعاتها بمكتبة الإسكندرية وقصور الثقافة ودار أوبرا سيد درويش.. بالإضافة إلي ضرورة إحياء المدينة القديمة مثل كوم الدكة مسقط رأس فنان الشعب سيد درويش وبحري ورأس التين والمكس والورديان.
وأخيرا يأتي المقترح الخامس الذي يراه الباحث في ضرورة تفعيل الجانب السياحي للإسكندرية ووضعها علي خريطة السياحة العالمية, وهذا من شأنه توفير آلآف من فرص العمل للشباب والعاطلين ويحقق انتعاشا حضاريا لمدينة عشقها البشر من كل أجناس العالم وأطلقوا عليها عروس البحر المتوسط.
ساحة النقاش