80 نسبة نجاح جراحات الشفة الأرنبية
كتبت - مني حرك:
الشفة الأرنبية وسقف الحلق المشقوق, تشوهات خلقية تصيب الأطفال منذ الولادة وتظهر في الوجه بشكل واضح وتؤثر في معظم الحواس.. فهناك ثلاثة أطفال يولدون بالشفة الأرنبية،
وسقف الحلق المشقوق بين كل ألف طفل ويحتاجون الي فريق عمل متكامل من أجل إصلاح هذا العيب, الذي يعد من أكثر العيوب الخلقية انتشارا في منطقة الوجه, وتلعب الوراثة دورا كبيرا في هذه الحالات فهي تمثل أكثر من80% من هذه التشوهات.. وقد استضاف قسم جراحة التجميل بطب عين شمس مؤخرا فريقا جراحيا من الجمعية الدولية للجراحين المتطوعين لإجراء عدد كبير من هذه الجراحات التي وصلت لأكثر من100 حالة.
وطبقا لما يقوله الدكتور إكرام سيف أستاذ جراحة التجميل بطب عين شمس فإن الشفة الارنبية وسقف الحلق يحدثان في خلال الأشهر الثلاثة الأولي داخل الرحم, وقد تحدث الشفة الأرنبية في أحد جانبي الشفة العليا أو في كلا الجانبين, ويكون معهم شق في سقف الحلق, وقد يحدث شق الحلق بدون الشفة الأرنبية, لذلك لابد من وجود فريق طبي متكامل من أجل علاج هذه الحالات فتكون البداية عند طبيب الأطفال وتركيبات الأسنان, حيث إن هؤلاء الأطفال لديهم مشكلة في الرضاعة, فيقوم أخصائي الاسنان بصنع سدادة من مادة اكريليكية لسد الشق في الحلق لتساعد الطفل علي الرضاعة وتتغير مع نمو الطفل, ثم يبدأ جراح التجميل في بداية عمليات الإصلاح في منظومة متكاملة مع أطباء الأنف والأذن والأسنان والأطفال والتخاطب وذلك من سن ثلاثة أشهر حتي سن البلوغ..
وقال الدكتور أمير البربري أستاذ مساعد جراحة التجميل بطب عين شمس إن هناك اتفاقا بين الأطباء علي أن أفضل أوقات العمليات بالنسبة لهذه الحالات من عمر3 الي6 أشهر في عمليات الشفة الأرنبية, وعمليات سقف الحلق من عمر إلي12 شهرا, وزرع عظمة اللثة من سن6 الي8 سنوات, مع استمرار الطفل في عمليات التقويم منذ الولادة وحتي البلوغ وعمليات تقويم للأنف والأذن وتركيب أنابيب هوائية في بعض الحالات وعمليات جراحية لتقويم الفكين وإصلاح الأنف, ومن3 الي4 سنوات عمليات إصلاح التخاطب, وكل هذه العمليات لابد أن تكون من خلال التنسيق بين الفريق الطبي وفي مواعيد محددة لتحقيق أفضل النتائج والوصول بالمريض الي أن يشفي تماما.
ويوضح الدكتور إكرام سيف أن نسبة نجاح هذه العملية تصل لأكثر من80%, حيث إنه تم عمل حوالي ألف حالة عام2010 في قسم الجراحة بطب عين شمس, وهذه النسبة لا تمثل المهارة أو التقنية, ويمكن أن نصل إلي نسبة100% إذا توافرت الإمكانات المكانية, حيث إن هذه العمليات تحتاج إلي دقة في مواعيد اجرائها ومتابعتها, وهذا غير متوفر بسبب ضيق المكان وعدم استيعاب كل الحالات, حيث أن معظم هؤلاء الأطفال يخضعون للتأمين الصحي, بالإضافة الي عدم توفر الأطباء القادرين علي إجراء مثل هذه العمليات, مما يسبب عبئا كبيرا علي الوحدة, لذا نأمل في الإسراع في إنشاء مركز متخصص في العيوب الخلقية في الوجه والجمجمة يشرف عليه اساتذة متخصصون في هذا المجال لحماية هؤلاء الأطفال من الإعاقة وعلاجهم حتي يصبحوا قادرين علي رعاية أنفسهم والمجتمع.
ساحة النقاش