كتبت - عبير فؤاد أحمد: 106
برغم الجهود العالمية للوقاية من السرطان, لكنها لم تؤد حتي الآن إلي النتائج المرجوة بالنسبة لسرطان الثدي الذي لا تزال نسبة الإصابة به في ازدياد يدعو للقلق,
بعدما قفزت من640 ألف حالة عام1980 إلي أكثر من1.6 مليون حالة بنهاية عام2010 بحسب ما أوردته مجلة لانسيت الطبية في نسختها الالكترونية منتصف سبتمبر الماضي, من خلال استعراض أكبر دراسة دولية موسعة عن مؤشرات الإصابة بالسرطان بين نساء187 دولة تمثل قارات العالم الخمس من بينها مصر, من حيث نمط حدوث الإصابة وفقا للعمر والبلد, بالاضافة للوفيات المسجلة, خلال الفترة الزمنية من1980 إلي.2010 وتعد هذه الدراسة التي أجريت في جامعة واشنطن أول تحليل للاتجاهات العالمية في سرطان الثدي وعنق الرحم, والتي أظهرت تباينات شديدة في معدلات النجاة بين مريضات الشرق الأوسط باعتبارهن الأقل حظا عن نظائرهن في الدول الأوروبية, كما كشف الفريق البحثي برئاسة الدكتور رافائيل لوزانو أستاذ الصحة العالمية في معهد القياسات الصحية والتقييم التابع للجامعة ومشاركة اساتذة من كلية الصحة السكانية بجامعة كوينزلاند باستراليا.
ففي خلال السنوات الـ30 التي شملتها الدراسة, وجد الباحثون اتجاها متزايدا لحالات سرطان الثدي في جميع أنحاء العالم بنسبة3.1% سنويا. بجانب ارتفاع أعداد الوفيات الناتجة من250 ألفا إلي425 ألف حالة بمعدل زيادة سنوية قدرها1.8%. وكانت هذه الزيادة أكثر وضوحا في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا. وعلي النقيض شهدت معدلات الاصابة بسرطان عنق الرحم زيادة أقل, خلال الفترة نفسها بفارق76 ألف حالة فقط منذ بدايتها, إلا أنه تسبب في وفاة200 ألف حالة في عام.2010
ومن أهم التحليلات المثيرة للقلق كما أوردت الدراسة, استحواذ الدول النامية علي أكثر من51% من حالات الإصابة الجديدة من سرطان الثدي و76% من حالات سرطان عنق الرحم حيث تضرب أكثر النساء في عمر مبكر.
وكانت أهم التباينات التي أظهرتها الدراسة تدني أعمار النساء اللاتي يقعن فريسة لسرطان الثدي في الفترة العمرية بين15-49, عكس المتعارف أن هذه السرطانات هي في الغالب مشكلة للنساء فوق50 عاما, وفيما يبدو هو خطر خاص بالدول النامية في أفريقيا والشرق الأوسط, بمافيها مصر, حيث تصل نسبة الإصابة الي الضعف مقارنة بنساء البلدان المتقدمة والتي تسجل الاصابات بينهن في سنوات العمر اللاحقة ستين عاما فيما فوق.
وعلي ذكر دول الشرق الأوسط, يجيئ اسم مصر مقترنا بأقل معدل لإصابات سرطان عنق الرحم يقارب0.5% خلال الثلاثة عقود محل الدراسة, وتضم هذه المجموعة أيضا كلا من إيران وسوريا والمملكة العربية السعودية.
وعند الحديث عن إصابات سرطان الثدي, تسجل مصر معدل إصابة تراكمي,4.5% بحلول عام2010, بعدما كان1.4% في بدايات الدراسة عام1980. وعلي الرغم مما شهدته هذه المعدلات من ارتفاعات بشكل عالمي, إلا انه لايزال ينظر إلي مصر ومعها سوريا والمملكة العربية السعودية وبوليفيا وزيمبابوي كالمجموعة الأدني مقارنة بدول تعدت معدل6% مثل زامبيا.
وكما أوضحت الدراسة هناك علاقة قوية بين نمط الحياة وانتشار المرض. إذ تشكل العوامل الإنجابية مثل إنجاب الأطفال في وقت متأخر وانقطاع الطمث متأخرا أهم عوامل الخطر وراء انتشار سرطان الثدي بين نساء العالم النامي, يضاف لذلك زيادة معدلات السمنة عالميا. وبمقدار مساو من القلق يرجع الباحثون تزايد اصابات سرطان عنق الرحم كنتيجة لغياب فحوصات واختبارات عنق الرحم, وعدم توافر لقاحات فيروس الورم الحليمي المسبب للمرض.
وبصفة عامة تلفت الدراسة للحاجة لإيجاد معلومات أكثر دقة عن فعالية الاستراتيجيات المطبقة في مكافحة هذه السرطانات, فعلي الرغم من عدد الدراسات التي أجريت هنا وهناك وآخرها عام2008 من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان(IARC), لكن لايتم تقييمها بشكل شامل من حيث مدي الحصول علي الرعاية الصحية وماهية التكنولوجيا المتاحة للفحص وبرامج العلاج.
ساحة النقاش