كتب - حاتم صدقي: 125
أعلنت ندوة علمية عقدت بالقاهرة أخيرا عن خروج دواء جديد فعال لإيقاف مرض تحلل مقلة العين الناتج عن تقدم العمر أو الإصابة بمرض السكر, وكان فريق من خبراء طب وجراحة العيون بمصر قد ألقوا الضوء علي بعض الأمراض التي تدمر مقلة العين
وهي مركز الإبصار الموجود علي شبكية العين, إذا لم يتم تقديم العلاج الفعال للمرضي في الوقت المناسب, حيث يمكن أن تؤدي هذه الأمراض لتآكل الشبكية, وإصابة المرضي بالعمي, ومن أهم هذه الأمراض, مرض تحلل مقلة العين المرتبط بتقدم العمر, ومرض ارتشاح الشبكية وانسكاب بعض السوائل وقطرات الدم في الشبكية والمرتبط بالإصابة بالسكر. وطبقا لما يقوله الدكتور هاني حمزة أستاذ طب وجراحة العيون بكلية طب قصر العيني, فإن هناك أعدادا متزايدة من المصريين تعاني من هذه الأمراض, وهم في حاجة لعلاج مناسب وعناية خاصة, وفي أجزاء كثيرة من العالم يسبب تحلل المقلة سواء الناتج عن تقدم العمر أو المرتبط بمرض السكر ضياع الرؤية. وفي مصر, هناك آلاف المرضي يعانون تلك الحالة, وقد لا يعلم الكثيرون منهم أنهم مصابون بهذا المرض, لأنه من الأمراض الصامتة التي لا تسبب الإحساس بأي ألم, ولا يلاحظ الكثيرون في بداية المرض سوي بعض التغيرات البسيطة في الرؤية. ولذلك يتطلب الأمر اتخاذ إجراء حاسم لرفع مستوي الوعي بين المعرضين للإصابة بالمرض, والتعريف بطبيعة العلاج الذي بدونه يكون كل هؤلاء معرضين لفقد البصر. وقد أكدت التجارب التي أجريت علي المركب العلاجي الجديد فاعليته في ايقاف تحلل الشبكية وتحسين جودة الرؤية.
وأوضح الدكتور إيهاب الريس أستاذ أمراض العيون بمعهد بحوث أمراض العيون أن هذه الأمراض ترتبط بزيادة انتاج مادة تسمي العامل المسئول عن تكوين الأوعية الدموية الجديدة بالجسم, والتي تؤدي بدورها لتكوين أوعية دموية جديدة هشة علي مقلة العين مع انسكاب كمية من السوائل وقطرات الدم علي شبكية العين, مما يؤدي لتدمير المقلة, وهي ذلك النسيج الحساس للضوء والموجود في خلفية العين, والذي يشكل جزءا من الشبكية التي تسمح لنا بمشاهدة الأشياء المختلفة بكل دقة ووضوح. ويقول الدكتور عمرو نايل استاذ طب وجراحة العيون بكلية طب قصر العيني إن المركب العلاجي الجديد رانيبيزوماب يعطي للمرضي علي ثلاثة جرعات شهرية مقننة بطريق الحقن في العين, حيث يوقف أعراض الارتشاح داخل العين والتي تحد من الرؤية. أما العلاجات السابقة مثل الليزر فكان ينتج عنها رشح داخل العين, خاصة عند مريض السكر, كما كان العلاج بالكورتيزون أيضا يؤدي لبعض المضاعفات والمشاكل. ويجدر بالذكر أن هذا المركب العلاجي كان ولا يزال يستخدم في علاج بعض الأورام السرطانية الناتجة عن النمو العشوائي للأوعية الدموية, واستخدمه بعض أطباء العيون بجرعات غير مقننة, وبطرق غير آمنة كانت سببا في حدوث مضاعفات خطيرة وصلت إلي حد فقد البصر لبعض المرضي, حتي تم ضبط وتقنين الجرعات وطريقة الاستخدام, حيث أصبح يعطي للمرضي بطريق الحقن المباشر في العين بجرعات مقننة مسبقا وحقن آمنة تماما تجنب المرضي التعرض للمشاكل السابقة.
ساحة النقاش