تحقيق ـ محمد عبدالشافي: 328
أبرز سمات وخصائص الشخصية النوبية في رؤيتها لذاتها وللآخر, رصدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية, في دراسة حول التغير في ملامح الشخصية النوبية للدكتورة شيماء عبدالعزيز خبيرة العلوم السياسية بالمركز.
أكدت أن الشخصية النوبية تميل للمسالمة والوداعة ويرفض النوبيون( في عينة البحث) محاولات استغلالهم لضرب الاستقرار في مصر, كما يرفضون وبشدة تشبيههم بوضع الأكراد أو الأفارقة الأمريكان. ووصفت الدراسة التي أشرفت عليها الدكتورة نجوي خليل رئيسة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية, النوبة والنوبيين بأنهم جزء من مصر ومشكلات مجتمعها, وهم علي هذا ممزقون بين الوجع القومي والوجع الخاص. وأشارت الدراسة الي أن الحل الذي يقترحه أدباء النوبة ليس الانفصال وانما ازالة أسباب الاحساس بالمعاناة من خلال مشروع وطني لاعادة توطين النوبيين وتعمير النوبة القديمة.
وأوضحت الدراسة أن النوبيين يرفضون وصفهم بالأقلية من منطلق أن المفهوم الشائع للفظ أقلية يشير الي جماعة عرقية أو دينية مقهورة داخل محيط أغلبيته قاهرة والنوبة خارج هذا الإطار. وأكدت الدراسة أن الجماعات النوبية تتمتع بكامل حقوقها السياسية والدستورية ولا تعاني أي تمييز في تولي الوظائف العامة لسنا مقهورين داخل وطننا نحن نوبيون مصريون لنا ما لكل المصريين وعلينا ما عليهم,, ولنا خصوصية لا نرضي لها بأن تذرها رياح الزمن أو أن تذوب قصدا.
وأشارت الدراسة الي أن الشخصية النوبية اتسمت بأنها بسيطة ومسالمة ولا تميل للمغامرة وغير مادية وتتمتع بالأمانة والتسامح والمبالغة أحيانا في الثقة, والهجرات لم تقطع علاقة النوبي بقريته والحرص علي الزواج داخل القرية وتوثيق علاقتهم بأبناء قراهم في أماكن الهجرة والعمل عن طريق انشاء الجمعيات الخيرية والنوادي كمكان للتجمع وصلة للرحم ومشاركة الآخرين أحزانهم وأفراحهم. وأكدت الدراسة أن المجتمع المصري متفرد بالتعدد الثقافي والتعايش السلمي.
وأشارت الدراسة الي أن المشكلات التي يعانيها النوبيون ليست وليدة تمييز اقتصادي أو اجتماعي ضدهم وانما جزء من مشكلات القري المصرية عموما والوجه القبلي خاصة.
ساحة النقاش