كتبت:نورا عبد الحليم 125
«الراجل ده حيجنني» ليست لسان حال المطربة صباح فى الأغنية الرمضانية الشهيرة، ولكنه لسان حال الكثير من الزوجات خلال شهر رمضان.. فالزوج يغضب ويثور لاتفة الاسباب –وربما بدون أسباب – والزوجة تقف أمامه حائرة لا تدرى ماذا تفعل ولا كيف ترضيه.
فلماذا يحدث كل هذا الغضب؟ وكيف للزوجة تفادى تلك الثورات الغاضبة وغير المبررة فى كثير من الأحيان؟
والإجابة نجدها عند د. محمود عبد الرحمن حمودة أستاذ ورئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر والذى يقول: إن تعرض الصائم إلى الجوع والحرمان يسبب أحيانا للبعض أحباطا يتولد عنه عدوناا ونكوصا إلى مراحل مبكرة من النمو، أى عودة البالغ إلى ما يشبه الطفل، وحينئذ تنطلق شحنات الغضب لديه لأنه أصبح تحت سيطرة انفعالات الغضب وثورة العدوان وهذه الثورات عادة ما تستثار بميثرات تافهة و بسيطة لا تستحق كل هذا الكم من الثورة أو العدوان.وهذا يحدث بالنسبة لمن يقل نضجهم وسيطرة عقلهم نتيجة لتزايد حجم الطفل بداخله، أما أولئك الناضجون الذين يستشعرون المسئولية من التكليف تجاه الصيام بل ويسمون فوق رغباتهم الدينوية الغائبة ويتطلعون إلى رضا الله الذى هو أعلى من تلك الملذات فهم لا يعانون مثل تلك الثورات وهم الأكثر تعقلا والأفضل حكمة وسيطرة على تصرفاتهم. ومن هذا يتضح أن الشخص كلما كان ناضجا ومتجاوزا لذاته وملذاته فإنه يصبح قادرا على نسيان رغباته رضاء لخالقه ورغبة فى التقرب من الذات العليا وصولا إلى كمال الإيمان.ومعها يستشعرون جوع الآخرين ومعاناتهم فتلين قلوبهم بالعطف والعطاء فلا يستشعرون جوعا ولا احتياجا بل يصبحون أكثر سموا وعطاء. كما أن الإنسان حينما يتجاوز احتياجاته البدنية ويتغلب على مطالب النفس يكتشف أن لديه قدرات هائلة على الصبر والتحمل وهذا يزيد من ثقته بنفسه بل وقدرته فى التغلب على المصاعب الحياتية التى لا تخلو منها الأيام. وينصح د.حمودة الزوجة التى تعانى من عصبية زوجها فى رمضان بمحاولة تفادى ثورته وتحمل شطحاته حتى يمر الشهر الكريم بسلام.
ساحة النقاش