كتبت:هالة أبوزيد 259
وأكدت ذلك مناقشات المؤتمر السنوي الخامس لمواجهة الأزمات القلبية, والذي ينظمه معهد القلب القومي بالمشاركة مع جمعية القسطرة القلبية الأمريكية وجمعية قلوب مصر, وتكمن خطورة قصور الشريان التاجي في أنه قد يسبب موتا فجائيا دون سابق إنذار لمن لديهم عوامل خطورة, وتتمثل هذه المخاطر بين المصريين في التدخين والضغط المرتفع والكوليسترول والبول السكري وزيادة الوزن, والخطير في الأمر أن طبيعة إصابة الشريان التاجي تغيرت في العقدين الاخيرين وامتدت لتشمل أعمارا من الشباب دون الأربعين بل والثلاثين.
وحذر الأطباء المشاركون من أن سكان القاهرة الذين يتجاوز عددهم اليوم16 مليونا, أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشريان التاجي والأزمات القلبية مقارنة بسكان الريف, بسبب الكثافة السكانية وعوادم السيارات والتوتر والضغوط النفسية نتيجة إيقاع الحياة السريع, ويوضح الدكتور أحمد مجدي الأستاذ بمعهدالقلب القومي ورئيس المؤتمر أنه عند تواجد عوامل الخطورة لدي شخص كالتدخين وارتفاع الكوليسترول أوالسكر في الدم أو ارتفاع الضغط أو وجود بعض العوامل الوراثية أو السمنة, فإن تصلب الشرايين يتكون بمرور السنوات, وقد لا يعاني الشخص أي أعراض مصاحبة في بداية المرض, لأن ضيق الشرايين يكون خفيفا, أو لأن هناك شرايين جانبية صغيرة مفتوحة تمد عضلة القلب بما تحتاجه من أكسجين وغذاء, إلا أن هذا قد يفشل عند بعض المرضي, وبالتالي يعاني المريض من نقص في تروية عضلة القلب عند الجهد مما يسبب بعض الآلام في صدره, تختفي هذه الآلام عند الراحة وتسمي الذبحة الصدرية المستقرة, و20% من حالات الذبحة الصدرية تحتاج إلي العلاج بالقسطرة, ويتم تقييم حالة المريض بعد إجراء مسح ذري ورسم قلب بالمجهود, وإذا تبين أن الحالة غير مستقرة نتيجة وجود جلطات في أكثر من شريان مع قصور في عضلة القلب يزيد عن5% يتم التدخل بالقسطرة لفتح الشرايين وإعادة تروية عضلة القلب.
وعن التعامل الأمثل مع مرضي جلطة القلب, يؤكد الدكتور محمد سليم رئيس قسم الرعاية المركزة بمعهد القلب القومي أن الوقت يمثل عاملا مهما لإنقاذ هؤلاء المرضي الذين يتعرضون بنسبة كبيرة لخطرالوفاة خلال الساعة الأولي من الإصابة, مشيرا إلي أهمية الإلتزام بخطة عمل محددة لمواجهة مخاطر الأزمات القلبية, تبدأ بالتحرك الفوري لطلب الإسعاف منذ شعور المريض بأعراض الجلطة, وتتمثل في ألم بمنتصف الصدر وعرق غزير بارد غير مبرر السبب وغثيان وسرعة نبضات القلب, ويجب إعطاء المريض قرصي اسبرين أطفال مع الاتصال بالمستشفي وفي أثناء نقله بالإسعاف يتم التعامل المناسب لكل حالة بإعطاء الأكسجين, وتدليك عضلة القلب وإعطاء مذيب للجلطة, ويبدأ العلاج داخل الرعاية المركزة دوائيا لإذابة الجلطة, وتشمل الأدوية موسعات الشرايين ومثبطات البيتا لتنظيم ضربات القلب, وقد تتطلب الحالة التدخل بالقسطرة لإذابة الجلطة بشكل أسرع ويمكن استخدام الدعامات المقاومة للتجلط, وكل هذه الخطوات لابد أن تجري في وقت قياسي وبتعاون فريق متكامل من أطباء القلب والقسطرة القلبية والرعاية المركزة والطواريء والممرضيين والعاملين بالإسعاف الطبي.
ويشير الدكتور سامح شاهين أستاذ القلب بطب عين شمس إلي ظهور مشاكل كثيرة نتيجة استخدام الهيبارين, وهو العلاج الأكثر شيوعا كمضاد للتجلط في أثناء عمل القسطرة القلبية من أهمها زيادة السيولة بدرجة كبيرة قد تعرض لحدوث نزيف, كما لا يمكن التنبؤ بمدي فاعليته إلا من خلال تحاليل متكررة, ولكن مؤخرا تم التغلب علي هذه المشاكل من خلال أدوية حديثة مضادة للتجلط أعلي كفاءة ويمكن إعطاؤها عن طريق الجلد وليست لها أعراض جانبية وتحمي المريض من النزيف.
ويحذر الدكتور سامح سلامة أستاذ أمراض القلب بطب القاهرة من خطورة التأخر في علاج جلطة القلب, حيث يجب التدخل سريعا بالقسطرة حتي لا يحدث تليف في أي جزء من القلب ويعرض المريض لمشاكل صحية مثل هبوط القلب حتي بعد إذابة الجلطة, وقد ظهرت مجموعات حديثة من الأدوية للوقاية من جلطات القلب لمن لديهم عوامل الخطورة وأخري تؤخذ بعد الإصابة بالجلطة منعا لانتشارها, كما تؤخذ أنواع منها بعد تركيب الدعامات الدوائية منعا لتكوين أي جلطات تعرض لانسدادها.
ساحة النقاش