كتب:أشرف أمين
في دراسة حديثة بمجلة نيتشر, أثبت فريق بحثي من المعهد النمساوي للتكنولوجيا الحيوية الجزيئية العلاقة بين الهرمونات الصناعية التي تتناولها النساء لضبط الهرمونات أو منع الحمل وبين الإصابة بسرطان الثدي.
ويقول أحد الخبراء أنه برصد أحد المحركات الجينية المهمة في الجسم وهو البروتينRANKL وجد أن له وظائف متعددة في الجسم, فهو في الأصل له دور في تنظيم عمليات الإحلال والتجديد للخلايا العظمية تكسير الخلايا العظمية, إلا أنه في حالة تعرض الجسم لخلل ما فإن ذلك يؤدي لزيادة إفراز البروتين وبالتالي زيادة معدل تكسر الخلايا العظمية وإصابة الشخص بالهشاشة.
وعلي نفس المنوال, اتضح أن هذا البروتين له دور وظيفي في إدرار اللبن وتكون الخلايا بالثدي, وبرصد التجارب علي الفئران لوحظ أنه بمنحها جرعات من الهرمونات الأنثوية الصناعية, والتي غالبا ما تعطي في حبوب منع الحمل تبين أن الهرمونات تزيد من معدل إفراز هذا البروتين مما يؤدي لتكاثر خلايا الثدي بدون توقف وتكون الورم.
وبناء علي نفس الدراسة نجح فريق بحثي آخر في تأخير تكون أورام بالثدي, وذلك بتصنيع مركب كيميائي يوقف تكون هذا البروتين مما يؤكد العلاقة بين تكاثره وتكون أورام الثدي. ويقول الدكتور جوزيف بنينجر رئيس معهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية أن الأبحاث التي نشرت أخيرا, استغرقت أكثر من10 سنوات لإثباتها, سيكون لها تأثير بالغ علي صحة النساء حول العالم واللاتي تعتمد علي الهرمونات الصناعية لأسباب مختلفة خلال حياتهن.
وتعليقا علي هذه الدراسة, تقول الدكتورة رباب جعفر رئيس قسم طب الأورام بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة إن فرضية العلاقة بين الهرمونات الصناعية وتكون أورام الثدي قديمة وكانت هناك صعوبة لإثباتها علميا, وبشكل عام فإننا غالبا ما ننصح السيدات بضرورة عدم الاعتماد علي حبوب منع الحمل لمدة تزيد علي السنوات الخمس وأن يتم استبدالها بوسائل أخري لتنظيم الأسرة, أما في حالات ما بعد انقطاع الطمث التي تحتاج لتعويض هرموني, فننصح بتناول الهرمونات بجرعات قليلة. وتوضح أن معدلات سرطان الثدي في مصر أقل حيث تبلغ النسب في العالم سيدة لكل8, في حين أنها في مصر تقدر بنحو1 لكل10, إلا أن سرطان الثدي يعد من أعلي الأورام انتشارا بين السيدات في مصر, ومن المتوقع أن تتضاعف معدلات الإصابة في السنوات القادمة مالم نتمكن من وضع وتطبيق آليات أكثر فعالية للوقاية والكشف المبكر.
ساحة النقاش