كتبت :عائشة منيسي
التكون الورمي في الغشاء الطلائي لعنق الرحم هو المرحلة السابقة لتكوين سرطان عنق الرحم, والذي يقسم إلي ثلاث درجات.
وقد أثبتت دراسة التاريخ الطبيعي للمرض تقدم بعض حالاته إلي سرطان محترق إذا لم تعالج خلال10 سنوات. وحيث أنه ليس للمرض أعراض أو علامات محددة فإن التشخيص يعتمد علي الفحص الخلوي ومنظار المهبل الكولبوسكوب, وتحليل عينة من نسيج عنق الرحم, وهي إما أن تكون عينة مأخوذة بتوجيه الكولبوسكوب أو عينة علي شكل مخروط من عنق الرحم. وقد استحدثت عدة وسائل لزيادة دقة وكفاءة المخروط مثل الاستعانة بالمنظار المهبلي الرحمي الميكروسكوبي وكذلك استعمال أشعة الليزر لقطع المخروط. وقد قام فريق بحثي بطب الأزهر بدراسة إحصائية بهدف تحديد المرضي الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض, من خلال الكشف المبكر عن مدي انتشار حالات التغير الخلوي في عنق الرحم قبل السرطانية في دراسة شملت ألف سيدة في المرحلة العمرية من20 ـ50 سنة وأكثرهن من المترددات علي العيادات الخارجية لأمراض النساء وتنظيم الأسرة بمستشفي جامعة الأزهر بأسيوط, حيث أن الفحص الجماعي مازال يعتبر أكثر الطرق العملية للكشف المبكر للإصابة بسرطان عنق الرحم, طبقا لما يقوله الدكتور محمود العديسي رئيس قسم التوليد وأمراض النساء بطب أسيوط, مشيرا إلي أن طريقة البحث تضمنت السؤال عن السن وعمر الزواج وعدد مرات الولادات وطريقة الولادة واستخدام حبوب منع الحمل والتدخين, كما تضمنت طريقة البحث فحص عنق الرحم باستخدام منظار جرافيس نظيف وجاف لإظهار عنق الرحم وملاحظة وجود أي من الأمراض الظاهرة أو إفرازات ثم أخذ مسحة من عنق الرحم من الخارج ومن الداخل وتثبيتها في الحال بكحول95% مع صبغها. شارك في الدراسة الدكاترة عصام عبد المنعم المصلحي رئيس قسم طب المجتمع وحسين عبد المنعم حسن أستاذ الباثولوجي, وكل من الدكاترة عبد الناصر محمد علي وعبد العزيز جلال الدين الدرويش وفيصل علي محمد مصطفي بقسم التوليد وأمراض النساء.
وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود بعض حالات التغير الخلوي في عنق الرحم قبل السرطانية في السيدات المستخدمات حبوب منع الحمل والمدخنات بنسبة أكبر من السيدات اللاتي لا يستخدمن حبوب منع الحمل أو يدخن, كما ثبت دورهما أيضا في تطور المرض, وأظهرت الدراسات الإحصائية لهذا المرض إصابة السيدات في سن اليأس40 ـ50 عاما وأكثر, كما أنه يصيب السيدات كثيرات الولادات.
وتتلخص وسائل العلاج في نوعين, إما بأساليب علاج محافظة وتتمثل في التجلد البارد باستخدام جهاز تبريد لعنق الرحم أو التجلد بالكهرباء والعلاج بأشعة الليزر, وقد حققت معدلات نجاح بين80 ـ%90 والنوع الآخر باتباع أساليب جراحية وتتم بإجراء مخروط عنق الرحم أوباستئصال الرحم.
ويؤكد الدكتور العديسي أن استعمال الحلقة الكهربائية وسيلة بسيطة وفعالة وآمنة ولها نسبة مضاعفات أقل في استئصال المنطقة الانتقالية بعنق الرحم, كما أثبتت كفاءة عالية في علاج إصابات عنق الرحم في مرحلة ما قبل الانتشار إذا ما قورنت بالطرق التقليدية الأخري. وأوصت الدراسة بالحاجة إلي إجراء دراسة ميدانية بعينات كبيرة لتتيح تصميم برنامج قومي للمسح الشامل لسرطان عنق الرحم, وعدم الاعتماد علي الفحص الخلوي بمسحة عنق الرحم كاختبار وحيد للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم, بل يجب استخدام مجموعة من الاختبارات الأكثر حساسية بجانب الفحص الخلوي بمسحة عنق الرحم, والبحث عن برنامج أكثر بساطة وإحكام موجها إلي السيدات الأكثر تعرضا للإصابة بالمرض للتمكن من عمل مسح شامل لسرطان عنق الرحم, كما يجب أن يتم تقييم الفحص بالعين المجردة لعنق الرحم كأداة بديلة للاكتشاف المبكر للمرض.
ساحة النقاش