كتب:عمرو يحيي
آلام العصب الخامس تعد من الآلام الحادة والعنيفة التي يصعب علي الانسان تحملها, وتحدث في صورة نوبات متكررة تستمر لمدة ثوان في منطقة الوجه الأيمن أو الأيسر في أحد فروع العصب الخامس,
وقد تحدث في منطقة العين أو الأنف أو اللثة والأسنان بالفك الأعلي أو الأسفل أو منطقة الخد أو الذقن. ووجد العلماء أن أغلب هذه الحالات تحدث في كبار السن ويكون سببها ضغط أحد الأوعية الدموية الصغيرة المجاورة للعصب الخامس عند منطقة دخوله في جذع المخ, مما يؤدي الي حدوث تحلل في طبقة الميلين المغلفة للألياف العصبية الموجودة بداخل العصب الخامس, وحدوث دائرة كهربائية بالعصب نفسه وينتج عنها نوبات الألم العنيفة بمنطقة الوجه, ومنذ سنوات تم اكتشاف حالات نادرة جدا يكون سببها ترهل بالشريان الفقاري القاعدي, وهو شريان رئيسي كبير مسئول عن تغذية الدورة الدموية للجزء الخلفي من المخ والمخيخ وجذع المخ.
ويقول الدكتور ناصر الغندور أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة انه تم تسجيل عدة حالات متفرقة بالمجلات العالمية علي مدار السنوات الماضية, ومنها دراستان يابانية وامريكية في اعوام1987 و1994 اعتمدتا علي تحريك الشريان الفقاري القاعدي بعيدا عن العصب الخامس, لمنع حدوث ضغط هذا الشريان الكبير علي العصب, وبالتالي منع حدوث نوبات الألم التي تحدث نتيجة لهذا الضغط.
وفي طريقة حديثة نشرتها أخيرا المجلة الأمريكية لجراحة المخ والأعصاب للدكتور الغندور, شملت10 مرضي يعانون من حدوث آلام العصب الخامس نتيجة وجود ترهل' تمدد أو تضخم' بالشريان الفقاري القاعدي, اعتمد علي اجراء جراحة ميكروسكوبية دقيقة لعزل الشريان عن العصب الخامس بواسطة وضع نسيج مصنوع من مادة التيفلون توضع كالوسادة في منطقة الاحتكاك بين الشريان والعصب عند منبت العصب من جذع المخ لمنع النبضات التي تحدث داخل الشريان من استثارة العصب, وتمتاز هذه الطريقة بعدم تحريك الشريان الفقاري القاعدي بعيدا عن العصب الخامس كما حدث في الدراستين السابقتين, حيث كان يصاحبها مضاعفات كبيرة بسبب إصابة الأعصاب المخية الأخري أثناء عملية التحريك.
ويضيف الدكتور الغندور ان الدراسة استمرت10 سنوات, وتمت متابعة الحالات أكلينيكيا لفترة زمنية طويلة, وأثبتت تفوقا واضحا في الجراحة الميكروسكوبية المسجلة بالبحث المصري, حيث تحقق الشفاء بنسبة80%, ونسبة مضاعفات أقل مع عدم ارتجاع للأعراض, كما تعد الطريقة الأسهل من الناحية التقنية مقارنة بالطرق الاخري, وتماثلت للشفاء3 حالات كانت تعاني من حدوث حركات لاارادية وتقلصات شديدة متكررة بمنطقة الوجه بسبب الضغط علي العصب المخي السابع المسئول عن تغذية عضلات الوجه, وشفيت4 حالات كانت تعاني من وجود ارتفاع بضغط الدم العصبي, لم تكن تستجيب للعلاج بأي عقاقير طبية قبل الجراحة وكان سبب ارتفاع ضغط الدم, هو ضغط الشريان الفقاري القاعدي علي منطقة جذع المخ المسئولة عن تنظيم ضغط الدم.
ويرجع الفضل في تشخيص هذه الحالات لتقدم تقنية الرنين المغناطيسي بصورة تسمح بتصوير شبكة الأوعية الدموية المخية بطريقة واضحة.
ساحة النقاش