|
|
البطوطى |
عندما يذكر طبيب أمراض النساء كلمة ورم ليفى أمام المريضة، يصيبها الهلع ويتملكها الخوف، وتسيطر عليها الوساوس، تتخيل أن أنوثتها قد انتهت، وتترجم كلمة ورم على أنها سرطان خبيث.
عن الأورام الليفية، يقول د. جلال البطوطى، استشارى النساء والولادة، إن ٢٠% من سيدات العالم تعانين من وجود أورام ليفية بالرحم، ويطمئن السيدات بأن الأبحاث أثبتت أن الأورام الليفية، أورام حميدة وليست أوراماً خبيثة، ولم يجد الطب حتى الآن سبباً مباشراً لوجودها، لكن النظريات تقول إن نسبة تلك الأورام تزيد لدى السيدة التى لم يسبق لها الحمل والولادة عن نظيرتها التى أنجبت.
يقول الدكتور جلال البطوطى إن الحمل يتأخر فى كثير من الأحيان عند وجود الأورام الليفية، والأورام الليفية عموماً تختلف من حيث الحجم، والمكان التى توجد به فى الرحم، فأحيانا تكون أورام صغيرة فى حجم لا يرى، وأحيانا أخرى تصل إلى حجم ثمرة البرتقال أو «الكنتالوب»، وقد تصل فى بعض الأحيان إلى أحجام كبيرة جداً.
وخطورة الأورام الليفية كما يؤكد د. البطوطى تكون فى أماكن تواجدها وحجمها، وعلى سبيل المثال يكون تأثير الأورام فى الغشاء الخارجى للرحم قليلاً، ولا يؤثر فى حدوث الحمل أو استمراره، أما الورم الليفى فى داخل الرحم، والقريب من تجويف الرحم، والغشاء المبطن له، يكون سبباً فى عدم حدوث الحمل وتأخره، وحدوث إجهاض متكرر، وقد لا ينجح الحمل إلا بعد إزالة الورم تماماً، وقد تكون الأعراض المصاحبة لوجود الورم الليفى بسيطة، ولا تشعر بها السيدة، طالما أن الأورام صغيرة أو فى أماكن بعيدة عن جدار الرحم.
ويوضح د. البطوطى إمكانية اكتشاف الأورام الليفية قائلاً: «قد يتم اكتشاف الأورام الليفية عند إجراء ولادة قيصرية، أو عندما يتأخر الحمل، أو يحدث إجهاض متكرر، وعند الفحص بالموجات الصوتية أو المنظار يتم اكتشاف الورم، لكن الأعراض تظهر فى حالة مجىء الدورة الشهرية للفتاة أو السيدة بصورة مكثفة، لأن الورم الليفى يسبب اختناقا فى الحوض، فتزداد نسبة الدم، ويحدث اضطراب فى الدورة الشهرية، أما إذا كان الورم الليفى كبير الحجم، فيسبب ضغطاً على الأوردة وأجهزة الحوض، ويؤدى إلى صعوبة فى التبول مع إمساك، وذلك بسبب ضغط الأورام الليفية، كما يحدث تورم بالساقين وانتفاخ بمنطقة البطن».
ويؤكد د. البطوطى أن حالات كثيرة حدث لها الحمل مباشرة بعد استئصال الأورام الليفية بنجاح، ويشرح كيفية علاج الأورام الليفية قائلاً: «بالنسبة للعلاج إذا كان حجم الورم صغيراً، وبأعداد قليلة، والأعراض المصاحبة لا تمثل خطراً، يمكن متابعته شهرياً بالسونار، وإذا زاد الدم أثناء الدورة الشهرية يتم التعويض بأقراص الحديد، أما إذا كان حجم الورم الليفى كبيراً، فلابد من استئصالها إما بمنظار البطن أو منظار الرحم أو الجراحة التقليدية، حسب مكان وحجم الورم الليفى، وهناك طرق حديثة بالحقن الشهرية التى توقف نمو الورم الليفى، مع ضرورة المتابعة والفحص، حتى يمكن تلافى الخطورة، مع ضرورة الحفاظ على الرحم للفتاة أو السيدة التى لم تنجب حتى تحتفظ بالأمل فى الأمومة».
|
ساحة النقاش