الزمن هو العدو الأول للمرأة، بصماته تتحول إلى تجاعيد وتغضنات، تحاول المرأة أن تراوغ الزمن وغالباً ما تفشل، ومنذ أن اخترعت «آنا أصلان» إكسير الشباب «إتش ٣» والعلماء يحاولون التغلب على بصمات الزمن وشيخوخة البشرة، «البوتوكس» و«الفيللرز» وغيرها، صارت حقناً ضد الزمن، وبديلاً عن عمليات شد الوجه الجراحية، التى كانت تجعل المرأة تمثالاً من الشمع خالياً من التعبير، هذا ملف عن تلك الحقن، وغيرها من أسلحة العلم، لاختراع مصل ضد الشيخوخة.. فهل أفلح العلم واقتنعت المرأة؟
حقنة تزيل الدهون وتمنحك الرشاقة
تتراكم لدى بعض الأشخاص دهون بمناطق معينة فى الجسم، تسبب هذه الدهون عدم تناسق فى قوام الرجل أو المرأة وإحداث مضاعفات مرضية، لأنها ترفع من نسبة الكوليسترول فى الدم وبالتالى تعجّل بالشيخوخة.. ومؤخرا، ومع التقدم المتلاحق فى الطب، أصبح من الممكن حقن المناطق التى بها كميات دهون بسيطة بإحدى المواد الفعالة التى تقوم بهضم هذه الدهون وإذابتها ونقلها للكبد ليقوم بحرقها أو بتوزيعها على الجسم.
د.أحمد عادل نورالدين، أستاذ جراحة التجميل فى كلية الطب، جامعة القاهرة، ممثل الجمعية الدولية لإزالة الدهون بالحقن، يوضح هذه الطريقة الحديثة فى إزالة الدهون قائلاً: «نحقن بعض المناطق التى تتكون فيها الدهون بإحدى المواد التى تقوم باختراق الخلايا الدهنية فتذيب وتفكك ما بها من دهون، وتستغرق عملية الحقن وقتاً لا يتعدى ١٥ دقيقة باستخدام بنج موضعى، يليه مباشرة عمل جلسة مساج وتدليك بالموجات الصوتية، بعدها يخرج الشخص ليزاول حياته بشكل طبيعى مع تناول بعض الأدوية البسيطة فى المنزل».
ويضيف: «يظهر مفعول هذه الحقن بشكل بطىء بالتدريج، على مدى شهرين، وتبدأ النتائج فى الظهور بداية من الأسبوع الثالث، وتذهب هذه الدهون للكبد، مثل الدهون المهضومة العادية، ليقوم بتوزيعها على باقى الجسم، أو يحرقها مع النشاط المضاعف للإنسان».
ويحدد د.نورالدين أهم أماكن الحقن التى تأتى بنتائج جيدة للرجل والمرأة قائلاً: «أماكن (اللغد) ودهون الوجه، ومنطقة الأجناب ودهون ثنايا الظهر، وأعلى الذراعين ومنطقة الأكتاف، والفخذين من الداخل، وحول الركبة ومنطقة الثديين فى الرجال فقط، وبالطبع لا تستخدم فى حالة كميات الدهون الضخمة جداً، لأن هذا دور جراحات الشفط».
ويؤكد أستاذ جراحة التجميل أن المادة المستخدمة فى الحقن، وتسمى «فوسفاتى ديل كولين»، لا يوجد لها أى أضرار على الجسم، سواء على الزمن القريب أو البعيد، مؤكداً أنه يتم استخدامها منذ وقت طويل عن طريق الفم فى علاج تخفيض نسبة «الكوليسترول» فى الدم، وتصلب الشرايين والجلطة الدهنية فى الدم وبعض العلاجات الأخرى.
ويتحدث د.نورالدين عن بداية ظهور هذه الطريقة الجديدة موضحاً أنها استخدمت عام ٢٠٠٠ وجاءت بنتائج مبهرة، وتأسست بعد ذلك جمعية طبية فى ألمانيا تسمى «الجمعية الدولية لإزالة الدهون عن طريق الحقن»، وضمت أطباء متخصصين، وأجرت أبحاثاً عديدة مع الجامعات الأوروبية، تم نشرها، عن فاعلية وأمان المادة المستخدمة، وحددت مقاييس للحصول على الجودة المثلى لهذه المادة. ويوضح د.نورالدين شروط أخذ هذه الحقن، ويحددها فى ٣ شروط، توصى بها الجمعية الدولية لإذابة الدهون بالحقن، وهى:
الأول: يتعلق بالمريض، فيجب أن تكون الدهون متراكمة فى أماكن محددة، أى أنها لا تناسب حالات السمنة المنتشرة فى مناطق الجسم كافة، وأن تكون حالة الجلد غير مترهلة وكلما كانت السن أصغر كانت النتيجة أفضل.
الثانى: يتعلق بالطبيب، فيجب أن تكون لدى دراية بالطريقة العلمية الدقيقة لأماكن وطريقة حقن المادة، بجانب تحديد الكمية المناسبة، والأدوية المناسبة لحالة المريض، حتى تأتى العملية بنتائج جيدة.
الثالث: يتعلق باستعمال المادة الصحيحة والمناسبة، التى توصى بها الجمعية الدولية لإزالة الدهون بالحقن، لأن هناك تركيبات جديدة ظهرت مخالفة للتركيبة العلمية الفعالة.
وعن تكلفة هذه المادة يؤكد أستاذ التجميل أن المادة المستخدمة قليلة التكلفة، وتُحدد كمية حقنها على حسب حجم الدهون، وطبيعة جسم المريض، وتبدأ من ٣٠٠ جنيه، ويضيف قائلاً: «يمكن حقن هذه المواد مجاناً فى قصر العينى، ومستشفى جامعة القاهرة، لكن المريض يتحمل ثمن المادة المستخدمة».
|
ساحة النقاش