عزيزى الشاب والفتاة: احترسا من مداخل الإدمان بقلم د. عبدالهادى مصباح ١٨/ ٨/ ٢٠١٠ |
كل مدمن لم يبدأ حياته مدمناً أبداً، ولكنه دخل من باب التجربة، أو التقليد، أو التباهى، ظناً منه أنه من القوة والتحكم بما يجعله يتوقف وقتما يشاء، وهذا هو المدخل الشيطانى الدائم للإنسان بمساعدة النفس الأمارة بالسوء، فلا يمكن أن يتخيل الطفل البالغ من العمر عشر سنوات أنه سوف يصبح مدمناً، وسوف تحل به كل هذه الكوارث الناتجة عن التدخين، وهو يمسك بأول سيجارة لكى يقلد والده أو تقلد والدتها، أو أحد نجوم السينما أو غيرهم، أو ليثبت لأصدقاء السوء أنه أصبح رجلاً ناضجاً أو أنثى ناضجة، لذلك نجد بلاغه القرآن الكريم حين يتحدث عن المحارم التى يجب أن ينتهى الإنسان عن فعلها، ويذيلها بقوله «تلك حدود الله فلا تقربوها»، وحين يتحدث عن الأشياء التى تؤدى إلى الإدمان فإنه يقول «إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجز من عمل الشيطان فاجتنبوه» أى ليس بكاف ألا تفعله، ولكن يجب أن تبتعد عن كل ما يقربك منه- خاصة أصحاب السوء- لأن النفس الأمارة بالسوء قد تجد فى هذا مدخلاً أو نقطة ضعف لديك، تسلمك بعدها إلى سلطان الإدمان، حيث تتولى المادة المسببة للإدمان قيادتك بعد ذلك دون الحاجة إلى النفس الأمارة بالسوء أو إلى الشيطان. والحق سبحانه وتعالى- كما يقول فضيلة الشيخ الشعراوى- حين شرع الصوم فى رمضان، إنما أراد أن يشيع الزمن الضيق (زمن رمضان) فى الزمن المتسع (العام كله)، وحيث إن الصوم هو فى المقام الأول تربية للنفس والجسد معاً لكى لا يصبح الإنسان عبداً لشهواته، سواءً الحسية منها أو النفسية، فإن أى نوع من أنواع الإدمان التى يكون فيها الإنسان عبداً لشهواته، والتى قد تمنعه فى بعض الأحيان من الصيام، أوالتى ربما لو صام فإنه يكون أكثر تأثراً وعصبية من غيره، نتيجة أعراض الانسحاب منها أثناء النهار، فإنها تعتبر منافية تماماً للحكمة من الصوم، وينطبق عليها بالقياس ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم « من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه»، فالصيام هو منهج لتربية الإنسان وإذا لم يستطع هذا الإنسان أن يقهر شهوته، ويتغلب على نفسه الأمارة بالسوء بالإرادة والإيمان، والتماس المساعدة الطبية - إذا تطلب الأمر ذلك - فإنه لا يكون قدوة فى صيامه حقاً، وليس الله فى حاجة إلى جوعه وعطشه. |
ساحة النقاش