أطباء نفسيون: طول فترة الإجازة يصيب الطالب بالبلادة.. ويؤدى إلى إدمان الإنترنت والانقطاع عن العالم ٧/ ٨/ ٢٠١٠ |
اتفق أساتذة الطب النفسى مع ما طالب به خبراء التربية والتعليم من إطالة العام الدراسى، حيث أكدوا أن الإجازة الصيفية الطويلة تؤدى إلى إدمان الطالب الإنترنت، بالإضافة إلى إصابته بالخمول والبلادة. الدكتور إبراهيم حسين، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بجامعة عين شمس، قال إن مفهوم العطلات هو الاحتياج إلى الراحة بعيدا عن العمل أو الدراسة لاستعادة النشاط مرة أخرى، وينبغى أن تتناسب فترات الراحة مع حجم الجهد المبذول، فإذا زادت فترة الإجازات، التى عادة لا يتم فيها تشغيل الفكر بالشكل المعتاد طوال العام، فإن ذلك يؤدى إلى الخمول وقلة الكفاءة، «المخ بيصدى»، لذلك فاستمرار الإجازة الصيفية لأكثر من ثلاثة أشهر متواصلة بالنسبة لطلبة المدرسة له أبعاد خطيرة وغير صحية على شخصية الطفل. وذكر حسين العديد من الأضرار التى تتسبب فيها العطلات الطويلة، وفى مقدمتها التأثير السلبى على علاقة الطفل بأسرته بسبب حالة الملل التى يمر بها بعد مرور عدة أيام من الإجازة، وأشار إلى أن بداية التصرفات الخاطئة غالبا ما تكون وقت الإجازات بسبب الزهق والخمول الفكرى الذى يعيش فيه الطفل والشاب، ودلل على ذلك بأن أغلب الطلبة يدخنون أول سيجارة لهم فى الإجازة الصيفية. وشبه حسين تأثير الإجازة الطويلة على عقل الطالب بلاعب الكرة الذى يتوقف ثلاثة أشهر عن أداء التمرينات، فعندما يعود إلى الملاعب مرة أخرى يفقد الكثير من مهاراته ويستلزم الأمر وقتا طويلا حتى يعود إلى سابق عهده مرة أخرى. وطالب بألا تتعدى مدة عطلة نهاية العام بالنسبة للطلبة شهرا واحدا فقط، خاصة أن مفهوم الإجازة لدى الأسر المصرية خاطئ، وبسبب الاستسهال يلجأ الأهالى إلى التليفزيون والإنترنت وألعاب الـ«بلاى ستيشن» لإلهاء أطفالهم طوال ساعات اليوم، وهو ما يكون له أبلغ الضرر على عقل الطفل ويسبب له مرض «الإدمان الإلكترونى» حيث يصاب الطفل بالبلادة من كثرة التعامل مع الآلة، بالإضافة إلى شعوره بعدم احتياجه إلى التعامل مع الآخرين واكتفائه بالألعاب فقط، ويترتب على ذلك زيادة نسبة العنف بين الأطفال، وأكد حسين أن إدمان الانترنت لم يعد مقتصرا على فئة بعينها، فالمناطق الشعبية والفقيرة لم تعد تخلو حاليا من محل صغير للألعاب الإلكترونية. وأوضح الدكتور هاشم بحرى، أستاذ واستشارى الطب النفسى بجامعة الأزهر مفهوم إدمان الإنترنت بدراسة علمية حديثة أكدت أن استخدام الإنترنت فى مصر، ٨٥% منه فى «الشات» والتواصل مع الآخرين، بينما ١٥% من استخداماته فقط تتم لأغراض علمية، على عكس معظم الدول الأوروبية، التى لا تزيد فيها نسبة استخدام «الشات» على ١٠% من استخدام الانترنت. وأشار بحرى إلى أن الدراسة الأمريكية تسعى إلى الكمال، فإذا كان النسيان عندهم قيراطا واحدا فقط، ففى مصر تصبح النسبة مائة قيراط، خاصة أن المعلومات التى يحصل عليها الطالب الأمريكى تكون بناء على تجربة حية، ومن الصعب أن ينسى المرء عملا قام به بيده، بعكس النظام الدراسى فى مصر، الذى يعتمد على الحفظ مما يجعل الطالب ينسى بمجرد خروجه من لجنة الامتحان. وتساءل بحرى «أغلب الأهالى يشكون من طول العام الدراسى إلى الدرجة التى تجعلهم يعطون أبناءهم دروسا خلال الإجازة الصيفية، فلماذا لا نزيد عدد شهور العام الدراسى بحيث يستوعب المنهج الذى تضعه الوزارة دون دروس خصوصية؟!». |
ساحة النقاش