استخدام الموبايل لأغراض ترفيهية يسبب مخاطر صحية وتربوية

  كتب   ياسمين غريب    ٢٧/ ٧/ ٢٠١٠
 

رغم أن عمر انتشاره نحو ١٠ سنوات، فإنه أحدث طفرة هائلة فى عالم الاتصالات اللاسلكية وأصبح واقعاًً يتعايش مع كل فرد فى المجتمع، لكنه كأى شىء مستحدث نجده يجمع بين طياته الجانبين الإيجابى والسلبى، وإن كانت سلبياته لا تزال محل جدل وحوار فى الوقت الحالى، فقد أجريت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية للوقوف على مخاطر استخدام المحمول على الفئات العمرية المختلفة خاصة الأطفال الذين يحملون الموبايل فى سن مبكرة فقط لمواكبة التكنولوجيا، الأمر الذى يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

أوضح الدكتور شبل بدران، أستاذ أصول التربية بجامعة الإسكندرية، أن السبب الوحيد الذى يسمح الأهل فيه للطفل بحمل «موبايل» هو تواجده بمفرده بالمنزل أو خروجه مع أصدقائه للاطمئنان عليه لكن فيما عدا ذلك يعد نوعاًً من الرفاهية والتدليل، مشيراً إلى أنه ليست هناك سن محددة لاقتناء الموبايل، لكنه يتوقف على سماح الأسرة لابنهم بالخروج بمفرده أى فيما يتراوح بين ١٠ و١٢ عاما.

وتعليقاً على الأطفال الذين يملكون الموبايل فور التحاقهم بالحضانة وسنوات التعليم الأولى، رفض بدران ذلك قائلاً «هيعمل بيه إيه، رايح يتعلم ولا يتكلم»، محذراً أولياء الأمور من الإقدام على تلك الخطوة التى من شأنها إحداث خلل فى سلوك أطفالهم الذين لا يزالون فى بداية مراحل التكوين العقلى والبدنى، وأقترح القيام بالسؤال عليهم من خلال الهاتف الخاص بالمدرسة أو توصية المدير بمكالمتهم فى حالة حدوث شىء ما.

وحول مدى تأثير تلك التكنولوجيا المصغرة على سلوك الأطفال أشار «بدران» إلى أن الاستخدام المبكر للمحمول سيؤدى إلى الوقوع فى العديد من المشكلات أهمها انعدام ثقة الطفل بنفسه وعدم قدرته على التواصل الاجتماعى واكتساب خبرات حياتية وعدم تحمله للمسؤولية، بالإضافة إلى أن ذلك سيولد لديه نوعا من العجز الشخصى وقمعا للحرية و الاستقلالية، بسبب اعتماده منذ الصغر على الاتصال بوالديه للأخذ برأيهما فى أى موقف.

أما من الناحية الطبية فالأمر لا يقل خطورة عن الناحية التربوية فقد أثبتت التجارب المعملية التى أجريت على حيوانات التجارب أن الموجات الصادرة من أجهزة المحمول تسببت فى رفع درجة حرارة خلايا المخ التى مع الوقت تؤدى إلى نمو الأورام السرطانية، هذا ما أوضحه الدكتور محمد سمير، استشارى المخ والأعصاب بجامعة ٦ أكتوبر، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن تلك التجارب لم تثبت بعد على الإنسان لكن لابد من توخى الحذر أثناء استخدام الموبايل.

ونظراً لقلة الوعى باستخدامه وعدم إجادة المجتمع ثقافة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة فى شكلها المفيد يمكنك اتباع تلك «الروشتة» التى وضعها لك الدكتور «سمير» لتجنب الأمراض الناتجة عن الموبايل وتقليلها قدر المستطاع:

١ - تجنب الاستعمال المفرط والتحدث فى «الموبايل» لفترات طويلة، مع الأخذ فى الاعتبار عدم وضعه مباشرة على الأذن، إنما يمكن استبداله ب«سماعة الهاتف» أو تشغيل «مكبر الصوت» المتواجد فى الهاتف نفسه لتقليل حجم الأشعة والموجات العالية الصادرة منه التى ستؤثر بطبيعة الحال على وظائف المخ.

٢ -لابد من اقتناء نوع شهير متعارف عليه لضمان جودته وخضوعه لمعايير واختبارات لا تضر بصحة الإنسان والبيئة والابتعاد عن الأجهزة غير معلومة المصدر والهوية لتزايد الموجات والإشعاعات المنبعثة منها.

٣ -الابتعاد قدر الإمكان عن السكن بجوار الأماكن التى تعلوها أبراج محطات التقوية لإصدارها موجات عالية التردد من شأنها إحداث أضرار على وظائف الدماغ والجهاز العصبى.

٤ -منع الأطفال من استخدام الموبايل إلا فى حالة الضرورة القصوى مع إبقائه بعيداً عن الرأس لرقة عظام الجمجمة لديهم والتى من الممكن أن تتأثر بوضعه بجانبهم، مع منعه نهائياً عن مرضى «الصرع» الذين يخضعون للعلاج الدوائى.

ونصح بضرورة وجود أجهزة محمول بلاستيكية تكون مصنعة خصيصاً لصالح الأطفال للحفاظ على سلامتهم ومنع تلقيهم الإشعاعات والموجات الضارة الصادرة من الموبايل مثلما فعلت سنغافورة واليابان وغيرهما من الدول. وحول الأمراض التى يسببها الاستخدام الخاطئ والمفرط لـ«الموبايل»، أوضح د. سمير أنه حتى الآن لم يتم تحديد الأمراض بصورة دقيقة لكن هناك احتمالية للإصابة بضعف السمع وحدوث أورام سرطانية والتهابات فى خلايا المخ لذا لابد من الحذر واستعمال الهاتف فى حالة الضرورة القصوى وليس للثرثرة وتبادل أطراف الحديث.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 68 مشاهدة
نشرت فى 28 يوليو 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,749,691